أسواق تضامنية بأسعار دون هوامش ربح خلال شهر رمضان
تفتتح غدا الأربعاء الأسواق التضامنية الخاصة بشهر رمضان، تحت شعار "لننتج ونستهلك جزائري" بمشاركة 150 مؤسسة ومجمعات صناعية مختصة في فروع إنتاجية مختلفة ستقوم بتزويد 175 نقطة بيع عبر الوطن بمنتجات استهلاكية بأسعار تساوي تكلفة الإنتاج وسيشرف على عملية الافتتاح وزيرا التجارة والفلاحة إلى جانب الأمين العام للمركزية النقابية سيدي السعيد.  
وكشف العضو القيادي في الاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لباطشة في تصريح للنصر، بأن المشرفين على تنظيم الأسواق التضامنية لشهر رمضان، يعكفون حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على هذه التظاهرة التجارية الضخمة التي ستشمل لأول ما لا يقل عن 22 ولاية، بهدف الترويج للمنتجات المحلية، ودعم القدرة الشرائية للمواطن البسيط، تزامنا مع بداية شهر رمضان الذي تتضاعف فيه وتيرة الاستهلاك، ويزداد خلاله نشاط المضاربين، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وقال ممثل المركزية النقابية بأن السوق التضامنية في طبعتها السادسة، والتي سيعطي وزيرا
التجارة عمارة بن يونس والفلاحة عبد القادر قاضي، إلى جانب الأمين العام للنقابة إشارة انطلاقها، أخذت ميزة خاصة، لأنها تصادف سعي الحكومة للحد من فاتورة الاستيراد التي بلغت سنة 2014 حوالي 64 مليار دولار كما تتزامن مع تراجع أسعار النفط، بشكل ملحوظ على الاقتصاد الوطني، مضيفا بأن مساعي الحكومة أضحت اليوم تنسجم تماما مع جهود الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ومع الحملة التي أطلقها مؤخرا تحت شعار: « لننتج ونستهلك جزائري».
وقال لباطشة إن الحد من فاتورة الاستيراد مرهون بالمجهودات التي تبذلها مختلف القطاعات الوزارية معتبرا بأن الحكومة أصبحت اليوم واعية بضرورة حماية المنتوج الوطني، وتعد الأسواق التضامنية الخاصة بشهر رمضان أول خطوة نحو تحقيق هذا الهدف، فضلا عن الحد من نشاط المضاربين مؤكدا بان أسعار المواد التي ستعرض عبر 175 نقطة بيع ستكون تنافسية، بعد أن قرر المنتجون حصريا عرضها بسعرها الصافي كما تخرج من المصنع، أي دون هوامش ربح، إذ سيتم احتساب تكلفة الإنتاج فقط، مبررا هذا الإجراء بأن المبادرة تهدف أساسا إلى تعريف المستهلك الجزائري
بالإنتاج الوطني، وتشجيعه للإقبال عليه، فضلا عن دعم القدرة الشرائية للمواطن البسيط خلال الشهر الفضيل.
ويشارك في تنظيم الأسواق التضامنية، المجمعات الصناعية الكبرى المختصة في إنتاج مواد غذائية متنوعة فضلا عن مصنعين خاصين بالنسيج، بهدف ضمان ملابس العيد بأسعار معقولة ومن بين تلك المجمعات ذكر المصدر على سبيل المثال، شركة تسيير مساهمات الدولة «برودا» التابعة للدولة والمختصة في إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء، التي لن تزيد اسعارها عن 800 دج مقابل 1300 دج للكيلوغرام في الأسواق العادية، كما خزن هذا المجمّع كميات هامة من اللحوم لضمان تموين السوق بهذه المادة طيلة شهر رمضان، مما سيساهم في كسر الأسعار، وستكون حاضرة في هذه التظاهرة مجمعات أخرى مختصة في إنتاج مشتقات الحبوب والعجائن من بينها الديوان الوطني للحبوب، فضلا مجمعات إنتاج المشروبات الغازية وغير الغازية والمياه المعدنية بنوعية جيدة وأسعار مناسبة، ومواد أخرى هي عبارة عن مشتقات الحليب من خلال الأنواع التي سيعرضها مجمع جيبلي، وملبنات خاصة، مع تخصيص مساحات معتبرة للأدوات الكرومنزلية وكذا كافة أنواع الخضر والفواكه بالتنسيق مع وسطاء، الذين أوكلت لهم مهمة الاتصال بالفلاحين.
وتوقع لباطشة وهو أيضا نائب في البرلمان عن حزب العمال، أن تشهد الأسواق التضامنية إقبالا كبيرا موضحا بأنه في السنة الماضية تم استقبال أكثر من 3 ملايين زائر على مستوى السوق التي وضعت أمام مقر المركزية النقابية، مرجعا عدم توسيع التظاهرة لتشمل كافة الولايات، بتفاوت درجة تفاعل الولاة مع مطلب النقابة وكذا وزارة التجارة بتخصيص فضاءات تجارية مناسبة لفتح تلك الأسواق بهدف تعميم الاستفادة على الجميع، بالنظر إلى الأسعار التنافسية التي ستعتمدها والتي ستساوي تكلفة الإنتاج دون زيادة سنتيما واحدا عليها.    
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى