تم بعد ظهر أمس الثلاثاء، العثور على جثة الطفل عماد الدين بن سعدة الذي إختفى منذ أكثر من 50 يوما من بيته بقرية الجفافلة ببلدية مرسى الحجاج شرق وهران، داخل مطمورة للصرف الصحي على بعد أمتار عن مقر سكناه. وحسب مصادر من عين المكان، فإن الجثة وجدت في حالة متقدمة من التعفن بسبب تحللها داخل المطمورة كون المنطقة جبلية وفلاحية ولا تتوفر على قنوات صرف.
 ومباشرة بعد إبلاغها تنقلت مصالح الدرك للمكان وطوقته للقيام بالتحقيقات وتنقل وكيل الجمهورية أيضا، كما تم السماح لوالدته ووالده برؤيته حسب بعض المصادر من المنطقة، في ظل تحفظ المصادر الرسمية لغاية نهاية التحقيقات.
عاد أمس عماد الدين بن سعدة إلى أهله جثة متعفنة بعد إختفائه منذ أكثر من 50 يوما وكان آخر صوت سمعته الوالدة هو صوت خافت لفلذة كبدها الذي يبلغ العامين فقط من عمره، وعندما خرجت مسرعة لم تجد أي أثر لولدها، ومنذ ذلك الحين تم إبلاغ مصالح الدرك لبلدية مرسى الحجاج والتي بدأت مباشرة في عملية البحث وبعد مرور الأيام إلتحقت مجموعة من سكان القرية للمشاركة في عملية البحث التي إنتهت أمس بالعثور على جثة عماد داخل مطمورة غير بعيدة عن بيته، رغم أن تلك المنطقة الفلاحية تم تمشيطها مرارا من طرف مصالح الدرك والمواطنين وبالذات البحث في المطمورة، ولكن يبقى اللغز يطرح العديد من التساؤلات، منها أن الطفل يكون قد سقط في المطمورة بعد خروجه للعب أمام بيته وهنا يبقى لغز عدم العثور عليه خلال البحث الذي تكرر في المطمورة مطروحا، أو أنه كان مختطفا وبعد قتله تم رميه في المطمورة وهنا يفتح باب البحث عن الجناة وأسباب قيامهم بفعلتهم، خاصة وأن عائلة بن سعدة فقيرة وتمارس الفلاحة في منطقة بعيدة بضعة أمتار عن قرية الجفافلة، وكما صرح والده سابقا فلا عداوة له مع أي أحد بينما والدته سيدة بسيطة لا تغادر بيتها.
ورغم التأخر الذي شهدته عملية التضامن مع عائلة بن سعدة كونهم يقطنون في منطقة بعيدة عن النسيج العمراني لبلدية مرسى الحجاج، إلا أن سكان المنطقة هرعوا للمشاركة في عملية البحث مباشرة بعد إنتشار الخبر، وبعدها بدأ المجتمع المدني ينظم مسيرات أسبوعية تعقب صلاة الجمعة حيث يحملون لافتات تضامن ودعوة لتكثيف عمليات البحث وكذا التنديد بعمليات الإختطاف التي أصبحت تطال الأطفال.
ولكن منذ تحرير الطفل أمين بالعاصمة من أيدي مختطفيه الأسبوع الماضي، أطلق سكان وهران كلها حملات تضامنية شملت كل الفضاءات العمومية. كما نظمت عدة جمعيات مسيرة تضامنية جابت أغلب شوارع الولاية للمطالبة بتسريع وتكثيف عمليات البحث، ومباشرة بعدها تم تداول عبر شبكة الفايس بوك صورة لطفل قيل أنه تم العثور عليه في المغرب ويشبه عماد الدين، لكن نفى الوالد بن سعدة أن تكون الصورة لإبنه وهذا بعد عرضها عليه من طرف مصالح الأمن، كما أن أغلب وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية نظمت حملات دون إنقطاع تضامنا مع عائلة بن سعدة، وكان الأمل قائما في إيجاد عماد الدين حيا لغاية ظهيرة أمس حيث انتهى هذا الأمل وعثر عليه جثة.                             

هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى