أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، بأن التهديدات التي تواجه القارة الإفريقية، تفرض صياغة استراتيجيات مشتركة في التعامل مع الإجرام و بالأخص الإرهاب والإتجار بالمخدرات. مشددا على أهمية التعاون بشكل أكبر بين الدول الإفريقية أكثر من أي وقت مضى، في مجال محاربة الجريمة و أن تنسق عملها أكثر في مجابهة الإرهاب الذي تأكدت صفته الدولية و خطورته على العالم.
انطلقت، أمس، بالعاصمة أشغال ندوة قادة الشرطة الأفارقة (أفريبول) بمشاركة 40 دولة، والتي تسعى إلى المصادقة على النصوص القانونية لهذه الهيئة وإتمام تفعيلها لتشكل آلية جديدة للتعاون بين مختلف أجهزة الشرطة في القارة. وذلك قبل اعتمادها رسميا في قمة قادة الدول والحكومات الإفريقية المرتقبة في جانفي المقبل. وجرت الأشغال بحضور خبراء أمنيين ومسؤولين على رأسهم قائد جهاز الاستعلامات والأمن الجديد اللواء عثمان طرطاق المعروف باسم «بشير».
وأكد وزير الداخلية و الجماعات المحلية نور الدين بدوي، بان الجزائر تولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون و التنسيق في المسائل ذات الصلة بالأمن في إفريقيا و دولها. وقال في كلمته خلال أشغال الاجتماع، بان التحديات التي تواجهها القارة السمراء والتهديدات الأمنية الكبيرة من الإجرام بشتى صوره من إرهاب و تجارة الأسلحة و المخدرات و تهريب البشر و غيرها، تفرض على الدول الإفريقية التعاون بشكل أكبر و أكثر من أي وقت مضى, لمجال محاربة الجريمة و أن تنسق عملها أكثر في مجابهة الإرهاب الذي تأكدت صفته الدولية و خطورته على العالم.
وأوضح وزير الداخلية، بأن آلية التعاون الشرطي تشكل «الإطار المثالي و المتين لإرساء قواعد العمل الجماعي و التضامني بين الدول الإفريقية بما يسمح بصياغة استراتيجيات مشتركة و تقاسم الرؤية ذاتها في كيفيات التعامل مع الإجرام و بالأخص الإرهاب والإتجار بالمخدرات». مؤكدا عزم الجزائر المتواصل على دعم الآلية الإفريقية للتعاون الشرطي (الأفريبول).والسعي مع جميع الأطراف للرقي بعملها وأدائها و رفع مستوى التنسيق و التعاون فيما بين دول القارة و مع باقي الشركاء في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان».
و أضاف الوزير، بأن الجزائر «تبقى حريصة دوما على تحقيق أهداف ترقية الشراكة الإفريقية و توطيد التعاون الدولي و الإقليمي, لا سيما من خلال المساهمة بتجربتها و خبرتها و إمكاناتها في هذا المجال»، مشيرا بان الجزائر قدمت دعمها و وفرت الشروط المادية والتنظيمية التي من شأنها ضمان السير الحسن لهذه الآلية.
من جانبه، أكد المدير العام للأمن الوطني, اللواء عبد الغني هامل، أن هذا المشروع الإفريقي الذي تتماشى فعاليته مع المتطلبات الأمنية للقارة الإفريقية ومع تطلعات القارات الأخرى، تشكل أيضا أداة لا يمكن الاستغناء عنها في مجال التعاون الدولي، مضيفا بان التحديات الأمنية تتطلب «ردا جماعيا ضد المخاطر الجديدة التي تهدد الأمن والسلم لبلداننا». وأضاف اللواء هامل أن أفريبول تشكل أداة تعاون دولي «لا يمكن الاستغناء عنها» في مجال الشرطة لمواجهة المخاطر الجديدة التي تهدد السلم والأمن.
وشدد المدير العام للأمن الوطني، على ضرورة أن يكون الرد جماعيا من أجل وضع حد للعنف بكل أنواعه والتطرف». وأوضح أن العمل الذي قامت به مختلف البلدان الإفريقية بما فيها الجزائر مكن من «تحديد مبادئ وأهداف مشتركة وتبني مقاربة تهدف إلى جعل تصورنا يقوم على تضافر القدرات التقنية وتكثيف التعاون العملي والتعاون المتبادل».
وأوضح الهامل، أن اللجنة التي تولت الإعداد لتشكيل «افريبول» حرصت على إدراج الأهداف ضمن الأولويات في مجال الوقاية و مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة بالقارة». ويتعلق الأمر كما قال «بالاستجابة من خلال نظرة مشتركة لحجم هذه الأخطار الإجرامية» معتبرا أن «ندوة الجزائر تعكس إرادة المدراء والمفتشين العامين للشرطة الأفارقة في الإتحاد و ضمان الرد اللازم أمام التحديات التي يفرضها الإرهاب والجريمة المنظمة».
وأبرز أهمية الأفريبول في التعاون مع الشركاء الدوليين من أجل ضمان رد شامل ومتكامل لما يشكله الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان من خطر. وأكد أن مكافحة هذه الظواهر «يتطلب منا التزاما على جميع الأصعدة والتزام تام من هيئات الشرطة من أجل رفع التحديات الأمنية الحاضرة والمستقبلية».
بدوره اعتبر مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، أن إنشاء «افريبول»  سيسمح بضمان تنسيق و تعاون مصالح الشرطة الإفريقية لمكافحة مختلف الآفات التي تهدد البلدان بشكل ناجع و على كافة المستويات، و أضاف أن الوضع «يزداد خطورة مع تنامي الإرهاب و المتاجرة بالبشر و تهريب الأسلحة و المخدرات و الإجرام عبر الانترنت و كذا الجوانب الجديدة للجريمة المنظمة التي تحول إفريقيا إلى نقطة عبور دولية لمختلف نشاطات التهريب».
وتتمثل مهمة أفريبول في دعم التعاون الشرطي بين الدول الإفريقية من خلال تبادل المعلومات والممارسات الحسنة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والإرهاب بالإضافة إلى المساعدة التقنية المتبادلة. وستعمل «افريبول» طبقا للقانون التأسيسي و الميثاق الإفريقي  ضمن المبادئ الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان و دولة القانون و كذا الحكم الراشد دون أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء. و تتمثل مهمة افريبول في دعم التعاون الشرطي بين الدول الإفريقية من خلال تبادل المعلومات والممارسات الحسنة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والإرهاب بالإضافة إلى المساعدة التقنية المتبادلة.
أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى