لن نقبــل بـــأي مساومـــة مــع الفرنسيين
أكد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أمس الثلاثاء، بأن ملفات الأرشيف والمفقودين والتفجيرات النووية قضية مقدسة لدى الشعب الجزائري، ولا يمكن أن نساوم فيها مع الجانب الفرنسي، و قال “سنبقى ثابتين في مواقفنا ومطالبنا وجهدنا إلى أن نصل إلى نتائج إيجابية مع الفرنسيين تكون في صالح التاريخ الجزائري والشعب».
 وأضاف الوزير في تصرح صحفي على هامش زيارته التفقدية لولاية البليدة، بأن هذه الملفات مبدئية ومقدسة ولا يمكن غض النظر أو السكوت عنها، مؤكدا بأن دائرته الوزارية لا تقف عند الإهتمام بالمجاهدين وذوي الحقوق والتكفل بهم من الجانب الاجتماعي، بل تعني كل الشعب الجزائري الذي له الحق في ذاكرته ومعرفة تاريخه بحذافره، مشيرا إلى أن الملفات الثلاثة المذكورة قد طرحها أمام كاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين الذي كان ضمن الوفد الفرنسي الذي زار الجزائر منذ يومين بقيادة الوزير الأول مانويل فالس. وقال زيتوني بأنه تحدث بلغة الصراحة مع كاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين أثناء استقباله له وطلب منه الملموس في الملفات المطروحة، مشيرا إلى أنه لأول مرة يكون كاتب الدولة المكلف بقدماء المحاربين ضمن الوفود الرسمية التي تزور الجزائر، و لم  يقتصر الأمر على الوفود الاقتصادية فقط، وقال بأن حضور كاتب الدولة الفرنسي لقدماء المحاربين دليل قاطع على أن الجزائر مهتمة بقضية الذاكرة والتاريخ مع الفرنسيين. وفيما يخص اللجان التي شكلت عقب زيارته لفرنسا والتي تعد الأولى من نوعها، أوضح الطيب زيتوني بأن تقديم الدعوة لوزير المجاهدين لزيارة فرنسا هو في حد ذاته اعتراف ضمني، مشيرا إلى أن اللجان التي شكلت لدراسة ملفات الأرشيف والمفقودين والتفجيرات النووية تعرف تقدما، معترفا بصعوبة عمل هذه اللجان لأن الأمور حسبه معقدة وحساسة، وأشار إلى أن لجنة الأرشيف تفرعت إلى لجان أخرى، كما تم وضع دفتر شروط في هذا الملف.
 و فيما يخص ملف المفقودين، قال بأن وزارة المجاهدين تقوم بعملية الإحصاء وبأن هناك خبراء قانونيين ومحامين يعملون في هذا الملف، ونفس الشيء بالنسبة لملف التفجيرات النووية بالصحراء الذي يعرف هو الآخر تقدما. و أضاف زيتوني، بأنه عندما ذهب إلى فرنسا، كان هدفه من أجل معالجة ملفات معروفة ومدروسة والتي يجب أن نعرف الجواب حولها، ولهذا تم تشكيل اللجان المذكورة التي تضم جزائريين وفرنسيين، وأوضح بأن هذه اللجان عقدت عدة اجتماعات من أجل دراسة كل الملفات العالقة، وتوقع زيتوني بأن تخرج هذه اللجان بنتائج لصالح التاريخ الجزائري والشعب وتعويض الضحايا في الجنوب الجزائري بالنسبة للأفراد والمحيط . من جانب آخر، قال وزير المجاهدين على هامش إشرافه على إعادة دفن رفات خمسة شهداء بعين الرمانة تم العثور عليها بأحد المعتقلات الفرنسية بالمنطقة منذ أشهر أثناء أشغال الحفر، بأن إعادة دفن رفات الشهداء دليل قاطع على جرائم فرنسا البشعة التي حولت أرض الجزائر إلى مقابر جماعية، و أن تراب الوطن كله مسقي بدماء الشهداء، مضيفا بأن رسالتنا اليوم هي أن نحافظ على رسالة الشهداء بالعلم والمعرفة وتقوية الجبهة الداخلية.         

نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى