قدّم الأمين العام للآفلان، عمار سعداني، أمس السبت استقالته من منصبه خلال الدورة العادية للجنة المركزية ، وقال أنها جاءت لدواع صحية، وفي نفس اليوم زكى أعضاء اللجنة المركزية عضو المكتب السياسي جمال ولد عباس أمينا عاما جديدا خلفا له.
ما كان مجرد إشاعة أمس في فندق الأوراسي قبل افتتاح الدورة العادية للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، تحول بعد الزوال إلى حقيقة، فقد قدّم عمار سعداني استقالته من الأمانة العامة للحزب، وأصر على الاستقالة رغم إلحاح بعض أنصاره داخل اللجنة المركزية، وقد ترك سعداني السوسبانس يأخذ وقته طيلة اليوم، قبل أن يعلنها صراحة في الرابعة إلا الربع بعد الزوال في جلسة اختتام دورة اللجنة المركزية.
و قبل ذلك، أصر سعداني على أن يظهر للجميع أنه استقال من المنصب ولم تسحب منه الثقة، وقال موجها كلامه لأعضاء اللجنة المركزية «من سحب الثقة من الأمين العام؟ فجاءت الإجابة سلبية مائة بالمائة من القاعة، وبالعكس نهض بعض الأعضاء للتصفيق وتحيته، فقال مؤكدا» لا أحد في اللجنة المركزية سحب الثقة من الأمين العام». بعدها واصل يقول «في السياسة طريقان لا ثالث لهما، إما أن تكون صادقا أو تكون مارقا، صادقا أن تكون شجاعا وصريحا، و مارقا أن تكون منافقا وألا تتصف بصفة الوفاء، و أن تكون جبانا في المواقف الصعبة» ليضيف بعد ذلك « أصارحكم اليوم بصفتي أمينا عاما لقد غبت عنكم لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر لظروف صحية، وغيابي لم يكن دون سبب  لقد غبت لأمور صحية وتلك إشارة أولى، واليوم إشارة ثانية أريد أن أقدم أمامكم استقالتي « في هذا الوقت تعالت أصوات من القاعة ردت عليه بأن استقالته مرفوضة لكنه ترجى الجميع، وقال إن القانون الأساسي والنظام الداخلي يعطيان الحق لأي عضو في الآفلان أن يقدم استقالته، قبل أن يكمل» أصر على الاستقالة حتى ولو كانت مرفوضة لمصلحة الحزب والبلاد». وواصل في ذات السياق» هذا الحزب لا يحتاج إلى أي خدش، وهو حزب ديمقراطي، ثم أوصى أعضاء اللجنة المركزية بثلاثة أشياء وثلاثة أخرى، الأولى هي « الجزائر أولا الجزائر أولا الجزائر أولا»، والثانية « الجزائر ثم الجزائر، جبهة التحرير ثم جبهة التحرير، الرئيس بوتفليقة ثم الرئيس بوتفليقة أحبّ من أحبّ وكره من كره»، وترجى أعضاء اللجنة المركزية بأن يتبعوا نصيحته.  وبعدها قال أنه يقدم للجميع صديقه جمال ولد عباس ليخلفه، وطلب من كافة أعضاء اللجنة المركزية قبوله بإذن منه، وهو ما تم بالفعل، وناداه للصعود إلى المنصة فجلس جمال ولد عباس بجانبه وتناول كلمة أشاد فيها بما قدمه عمار سعداني للحزب وبالمسؤولية الثقيلة التي أوكلت له. و كان خبر استقالة عمار سعداني من منصب الأمين العام قد انتشر بقوة صباحا في قاعة الأوراسي، وهو ما أكده عدد من أعضاء المكتب السياسي وأعضاء اللجنة المركزية، وكان الجميع ينتظر من سعداني الإعلان عن استقالته مباشرة بعد افتتاح دورة اللجنة المركزية لكن ذلك لم يحدث، و فضل سعداني الإشراف على أشغال الدورة بشكل عادٍ إلى النهاية. وخلال رفع الجلسة الصباحية رفض سعداني الرد على سؤال الصحفيين حول نفي أو تأكيد خبر استقالته، وطلب منهم التريث، وهو ما زاد من حالة السوسبانس، لكن في ذات الوقت كانت الأخبار في الكواليس تؤكد أن استقالته باتت مؤكدة و أنه سيعلن عنها في الجلسة الختامية. وبالفعل في حدود الثالثة زوالا دخل سعداني مجددا القاعة وبدأ بإكمال جدول أعمال الدورة وهي قراءة تقرير لجنة البيان السياسي وبعد نهاية تلاوة البيان تناول عمار سعداني الكلمة ليعلن خبر استقالته. وفي تقريره الافتتاحي صباحا أظهر عمار سعداني خطاب تهدئة على غير العادة، تناول فيه جملة من القضايا المطروحة ووجّه رسائل مودة للعديد من الجهات، فتوجه في البداية بتحية خاصة لرجال ونساء الإعلام بمناسبة اليوم  الوطني للصحافة، بعدها انتقل إلى الإشادة برئيس الجمهورية رئيس الحزب السيد عبد العزيز بوتفليقة، وقال أنه المجاهد الذي لم يغير ولم يبدل الذي شارك في معركة التحرير مجاهدا وفي معركة البناء ثم قدر له الله أن يصبح رئيسا للجمهورية، ثم جدد بشكل قطعي ثبات الآفلان على دعمه ومساندته والوفاء له « التزامنا الأخلاقي مع رئيس الحزب  موقف ثابت، حزبنا كان ولا يزال وسيظل بجانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في كل المواقع والمؤسسات، في غرفتي البرلمان والمؤسسات المنتخبة، لأن برنامجه يضمن الاستقرار والمناعة لبلدنا والعزة والكرامة لشعبنا». وعاد عمار سعداني ليؤكد مرة أخرى على وفائه ووفاء الحزب للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد بث مقطع فيديو تضمن مقتطفات من خطاب لرئيس الجمهورية يعود لبداية عهدته الأولى، وقال بعدها» كل شيء غني عن التعريف هذا ما قاله الرئيس فلا نترك الرئيس وحده».و أضاف أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة زكاه الشعب في انتخابات 17 أفريل 2014 هنا في الجزائر وفي انتخابات شفافة، وشدّد على أن الوصول إلى الحكم لن يكون إلا بالاحتكام إلى السيادة الشعبية، لأن الشعب هو مصدر كل سلطة، و في نهاية كلمته دعم هذا الموقف بقوله» فلنكن جميعا مع الرئيس ومع قراراته مساندين له غير مبدلين ولا مغيرين.. إننا مع الرئيس».  كما عرج سعداني على ما صدر من تصريحات مست الثورة التحريرية وبعض رموزها من مسؤولين فرنسيين رسميين وغير رسميين، مدينا ذلك بشدة « الجزائر أكبر بكثير من أن تطالها  حملات إعلامية مسعورة، و تنال من سمعتها ورموزها ومؤسساتها الدستورية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية»، وأضاف أن الآفلان «يستنكر بقوة تلك التصريحات المنبوذة التي تنعت بكل وقاحة جهاد و نضال الجزائريين بالإرهاب، و إننا سنكون بالمرصاد لكل متطاول ونعتبر أن تصريحات المسؤولين الفرنسيين  الرسمية وغير الرسمية مرفوضة ومدانة بكل قوة وهي تدخل في أجندة المناورات السياسية والسباق المحموم لانتخابات الرئاسة في فرنسا». وفي نفس السياق، ثمّن التعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية للجهات المعنية من أجل استرجاع جماجم أبطال المقاومة الجزائرية من فرنسا، كما تحدث سعداني كذلك عن التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد في الوقت الحالي، وفي الجانب النظامي تطرق إلى تجسيد قرارات المؤتمر العاشر الخاصة بانتشار الحزب، وكذا إلى إستراتيجية التحضير للانتخابات المقبلة التي يجب أن يبقى الآفلان فيها في الريادة. نشير إلى أن عمار سعداني كان قد أنتخب من قبل أعضاء اللجنة المركزية أمينا عاما للحزب في 29 أوت من عام 2013 ، سبعة أشهر بعد الإطاحة بعبد العزيز بلخادم من على رأس الحزب.          
م- عدنان

ولـد عبــاس أمينــا عامـا لـلآفـلان إلـى غـايـة نهــايـة العهـدة
 زكى أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني المجتمعين أمس بفندق الأوراسي عضو المكتب السياسي جمال ولد عباس أمينا عاما جديدا للحزب خلفا لعمار سعداني الذي قدم استقالته، وقال ولد عباس انه انتخب أمنيا عاما للحزب وليس أمينا  عاما بالنيابة، ولن يعقد أي مؤتمر استثنائي إلى غاية 2020 تاريخ المؤتمر الحادي عشر العادي. وكانت أخبارا قد راجت داخل قاعة الأوراسي بأن ولد عباس سيتكفل بتسيير شؤون الحزب لمدة شهر واحد بعدها يستدعي دورة استثنائية للجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد، لكن ولد عباس و أعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية نفوا جميعا ذلك وقالوا أن ولد عباس خلف سعداني بصفة رسمية، وهو الأمين العام الجديد للحزب.
م- عدنان

الرجوع إلى الأعلى