تخوض هيلاري كلينتون، اليوم، أصعب مواجهة سياسية في تاريخها الحافل، قد تعيدها إلى البيت الأبيض، وربما تكتب المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة سطراً جديداً في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. بأن تصبح أول سيدة على كرسي البيت الأبيض. بعدما فشلت في محاولتها الأولى عام 2008 للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي الذي اختار باراك أوباما حينذاك.
يطوي الأمريكيون اليوم، صفحة باراك أوباما الذي تنتهي ولايته الثانية والأخيرة، ليختاروا ما بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بعد صراع انتخابي هو الأشرس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. وقبل أقل من يوم من بدء الاقتراع منح مكتب التحقيقات الفيدرالي» آف بي آي» المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون «طوق النجاة»، بعدما برأها من تسريبات البريد الإلكتروني، مؤكدا أنها لن تواجه أي اتهامات في هذا الشأن.
وقبل ذلك كان مكتب التحقيقات الفدرالي، قد أعلن بدء التحقيق في تلك التسريبات، الأمر الذي كان له تداعيات سلبية على المعسكر الديمقراطي، وتسبب في تقدم المنافس الجمهوري دونالد ترامب في استطلاعات الرأي للمرة الأولى من انطلاق سباق الانتخابات. وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالية أن الرسائل التي تم الإعلان عن اكتشافها مؤخرا على جهاز يخص مساعدة كلينتون، ليس لها صلة بوزيرة الخارجية السابقة أو بالتحقيق الذي أجرى حول استخدامها «سيرفر» خاص وقت توليها الوزارة.
ورحب فريق حملة المرشحة الديمقراطية بقرار «آف بى آى» الذي جاء في رسالة وجهها الأخير إلى أعضاء في الكونجرس، الأمر الذي من شأنه أن يعزز موقف هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية. خاصة وأن هذا التطور أعاد بعث حظوظ مرشحة الديمقراطيين، التي تحظى بشعبية كبيرة في أوساط المهاجرين من أصول لاتينية وافريقية.
ويرى معجبوها أنها زعيمة حازمة قادرة بل وملهمة في بعض الأحيان تحملت مصاعب شديدة من خصومها السياسيين الساعين لإسقاطها. ويعتبرها منتقدوها شخصية عديمة الضمير وانتهازية متعطشة للسلطة. ويؤيدها كثير من الديمقراطيين لمناداتها بحقوق المرأة في الداخل والخارج وبالعدالة الاجتماعية وبإتاحة الرعاية الصحية.وتحظى كلينتون، بدعم واسع بين النساء والمسلمين والسود واللاتينيين، إضافة إلى الناخبين من متوسطي العمر الذين يظهرون رضا عن سياستها الداخلية والخارجية. داخليا، تعهدت كلينتون بمعالجة أوجه القصور في نظام الرعاية الصحية الذي نجح أوباما في إقراره، إضافة إلى تخفيض نفقات الرعاية الصحية المطلوبة من العائلات ذات الدخل المنخفض.وتدعم المرأة زواج المثليين، وما تسمى بـ»عمليات الإجهاض القانونية»، وتؤكد على ضرورة زيادة الرقابة على الأسلحة النارية في البلاد. وتعتزم كلينتون زيادة الضرائب على الأغنياء، مقابل اقتراح ضريبة أقل على الأشخاص والعائلات ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
في المقابل، يتمسك المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأمل الفوز بالانتخابات الأمريكية، بعدما تقدم قبل أقل من أسبوع للمرة الأولى على غريمته كلينتون في استطلاعات الرأي. حيث قرر أن يمضي ليلة الانتخابات مع أنصاره في نيويورك وذلك بعدما حجز فندقا خاصا للاحتفال بـ»ليلة النصر» المنشودة. وحذّر مراقبون من احتمال وقوع أعمال عنف، بالتزامن مع انطلاق عملية الاقتراع، حيث سبق أن أعلنت مليشيات أمريكية مسلحة دعمها للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وهدّدت بالخروج في مسيرات مسلحة حال خسارة مرشحهم الانتخابات.
 وقال أحد أفراد تلك المليشيات، إنه سيعمل على وقف أي قرار قد يجرد أي مواطن من الحق في حمل السلاح الناري، في إشارة إلى اقتراحات المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، مشيرا إلى أن انتخاب «ترامب» هو آخر فرصة لإنقاذ أمريكا.وقال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، إن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون «محمية من لدن نظام مزور»، مضيفا أن أصوات الناخبين المؤيدين له هي التي ستحقق العدالة يوم الاقتراع. وأضاف ترامب في مجمع انتخابي تعليقا على قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي بتبرئة كلينتون فيما يتعلق بقضية الرسائل الإلكترونية الذي صدر في وقت سابق أنه «ليس من الممكن مراجعة 650 ألف، رسالة بريد إلكتروني في ثمانية أيام».وأظهر أحدث استطلاع للرأي في الولايات المتحدة، تقدم كلينتون، بفارق خمس نقاط على منافسها ترامب، وذلك قبل يومين من الانتخابات الرئاسية، وبيّن تأييد 48 بالمائة من المستطلع آرائهم لكلينتون مقابل 43 بالمائة أيدوا المرشح الجمهوري ترامب.    
أنيس ن

الرجوع إلى الأعلى