الـجزائــر ملـتزمــة بالحلــول السيــاسيــة للأزمــات و حريصــة علـى العمـل العربـــي الـمشتـرك
-دول فاعلة في المنطقة لا تريد لجامعة الدول العربية أن تؤدي دورها
أكد المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور مناس مصباح ، أن الجزائر حريصة دائما على العمل العربي المشترك من أجل تجاوز الخلافات وتفعيل مؤسسات الجامعة العربية، مشيرا إلى وجود دول فاعلة في المنطقة لا تريد لجامعة الدول العربية أن تؤدي الدور المنوط بها لمواجهة المخاطر التي تحيط بالمنطقة ، ويرى أن القمة العربية الـ28 بالأردن، لن تضيف شيئا، لأن مشاكل النظام الإقليمي العربي لا تحل في القمم -كما قال- مضيفا أن الأمن القومي العربي متكامل، وأكد على ضرورة توفر الإرادة السياسية الفعلية لدى كل الأطراف العربية، لإيجاد الحلول السياسية  للأزمات في المنطقة.  
وأكد الدكتور مناس مصباح، أن الجزائر تبقى متمسكة بالحلول السياسية لحل الأزمات العربية ، وأوضح في تصريح للنصر، بخصوص مرافعة الجزائر من أجل إصلاح الجامعة العربية بشكل عميق وشامل، أنه ليس هناك إرادة عربية فاعلة  لدى بعض الدول العربية من أجل الإصلاح ، وقال في نفس السياق، إلى أنه لا توجد إرادة سياسية فعلية لدى كل الأطراف العربية لحل المشاكل المطروحة،  وأضاف أن المرحلة التي تعيشها المنطقة العربية هي أسوء مرحلة في تاريخ النظام الإقليمي العربي ، وهي تعتبر أحسن وأزهى عصر لإسرائيل منذ أن  تأسس هذا الكيان في عام 1948 ، -كما أضاف - بسبب التغيير الكبير في الأولويات، موضحا في هذا الصدد، أن كل الدول العربية التي كانت تشكل تهديدا حقيقيا على أمن إسرائيل أصبحت تعاني مشاكل كبيرة سواء أمنية، اقتصادية وسياسية، وذكر في نفس السياق، أن هناك دول تريد أن تتنصل من عبء القضية الفلسطينية وهذا التطور قد يكون لمصلحة إسرائيل،  ويرى أن دول عربية الآن لا تعتبر إسرائيل تهديدا  بل تعتبرها صديقا .واعتبر أن هناك دول فاعلة في المنطقة لا تريد لجامعة الدول العربية أن تؤدي الدور المنوط بها ، مشيرا إلى ما وصفه بوجود ثنائية في المنطقة العربية، دولة القبيلة مقابل دولة المدينة . وأكد الباحث في العلاقات الدولية، أن دور الجزائر ليس جديدا في المنطقة، فهي دائما كانت حريصة على العمل العربي المشترك لتجاوز الخلافات الموجودة وتفعيل مؤسسات الجامعة العربية، معتبرا أن القمة العربية بالأردن، بأنها  كباقي القمم العربية الأخرى والتي لا تغير من الواقع العربي المزري، ويرى أن اللوم لا يقع على الدول الكبرى والإقليمية التي لديها مصالح في المنطقة العربية، ولكن اللوم على الحالة العربية في حد ذاتها، وقال في نفس الصدد، أن الجامعة العربية هي أصلا بهياكلها وبكل أدوارها لا يمكن أن تغير هذا الواقع العربي، مؤكدا على ضرورة توفر الإرادة السياسية فعلية لدى كل الأطراف العربية لحل مختلف المشاكل والأزمات المتعددة ، مبرزا أن الأمن القومي العربي متكامل .
ولفت الدكتور مناس مصباح، إلى أن حضور الولايات المتحدة وروسيا في القمة العربية بالأردن، له علاقة بمصالحهم في المنطقة والتي هي تاريخية، وأضاف أن الملف السوري يبقى هو العنوان الأكبر للصراع الروسي الأمريكي ، موضحا أن الملف اليمني  مترابط مع الملف السوري، وأن الانفراج  في الملفين يكون متتابع ومتزامن، لأن اللاعبين الرئيسيين  في الملفين، هما نفسهما إيران والسعودية ولو أن مقاربة الملف اليمني مختلفة مقارنة بالملف السوري، على حد تعبيره.      
  مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى