13 ألف طفـل يمثلـون أمام العدالـة سنويـا في الجزائــر
البرلمان سيفتح نقاشا حول العنف في الأحياء
كشف رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل « ندى» أن ما بين 11 إلى 13 ألف طفل يقدمون إلى العدالة سنويا في قضايا مختلفة، ما يتطلب وسائل مرافقة تحمي من الجنوح،كما حذر من تبعات تحول الجزائر إلى بلد لاستقرار   النازحين من دول إفريقيا،على معتقدات وأفكار الأطفال الجزائريين.   
  السيد عبد الرحمان عرعار  و على هامش  دورة تحسيسية   احتضنتها أمس دار الثقافة مبارك الميلي لولاية ميلة ،  لفائدة الجمعيات قال  أن أداء الجمعيات ضعيف وبعيد عن المستوى المطلوب،  وأن هناك 150 جمعية ناشطة في مجال حقوق الأطفال بالوطن تتطلب المتابعة والمرافقة والتكوين لتؤدي دورها بالشكل المطلوب، حتى  يمكن تنفيذ المشاريع المسطرة للشبكة ، كما  صرح بأن الهدف المنشود وهو أن يكون هناك 48 شبكة محلية تعمل مع شبكة ندى في ميدان حقوق الأطفال. وأفاد المتحدث في تصريح للنصر، أن أولويات الشبكة حاليا التقليل بنسبة 40 في المئة من العنف الممارس في حق الأطفال، مشيرا أن  13 ألف طفل يقدمون سنويا  أمام العدالة، ما يستدعي مرافقة هذه الفئة قبل الانحراف، خصوصا فئة المراهقين،  حيث لا توجد سوى مؤسسة الوسط المفتوح التابعة لوزارة التضامن والأسرة وتعمل تحت سلطة قاضي الأحداث، في حين يتطلب مجتمعنا، برأيه، العديد من المؤسسات التي تكفل مرافقة نوعية للطفل،  مقترحا  خلق مؤسسات وساطة عائلية بين الأطفال والأولياء، وبين الأب و الأم  لحماية الطفل  من الانحرافات، أو الوقوع تحت أي عنف كان.
وحسب الأرقام التي بحوزة «ندى» هناك قرابة 9 آلاف طفل ضحية اعتداء جنسي سنويا بالجزائر، وهي ظاهرة من أسبابها انعدام مؤسسات المرافقة،  وكذا المؤسسات عموما خصوصا الترفيهية منها التي لو توفرت على التأطير والبرامج الجيدة لاحتوت الطفل، كما قال، وجنبت المجتمع العديد من الظواهر السلبية المشينة، فما هو موجود من نقص في الموارد البشرية وضعف في البرامج واحترافية الهياكل ، أدى إلى العزوف بدل الإقبال على المرافق المتوفرة التي ركز فيها على العدد على حساب الجودة ونوعية ما يقدم، يضيف السيد عرعار .  محدثنا  دعا إلى ضرورة  وضع مقاربة اجتماعية  إضافة إلى المقاربة الأمنية، وأكد أنه سيتم فتح  نقاش  حول المنظومة الاجتماعية وتحكم المنحرفين في الأحياء،   في البرلمان، مبينا رغبة شديدة في الاستثمار الدائم في كل ما يمكن من حل مشكلة العنف ضد الطفولة.
الجزائر تحولت إلى بلد استقرار للاجئين لا نقطة عبور
منشط الأيام التحسيسية أكد على ضرورة التحضير الجيد لمواجهة التغيرات الحاصلة على الساحة الإقليمية والدولية والانفتاح على الآخرين، مع وجوب حل المشاكل الحالية لمعرفة كيفية التصرف بالشكل الصحيح  مع كل ما يأتي، فاليوم الجزائر حسبه هي بمثابة بلد استقرار وليس عبور لهؤلاء اللاجئين،  ولذا ، «علينا توخي الحيطة والحذر من كل ما يمكن أن يمس بمعتقدات وأفكار أطفالنا و العادات والتقاليد»،   مشيرا إلى أن 12 في المئة من الأطفال ممن هم دون سن الخامسة من الفئات الهشة يعانون من سوء التغذية حسب آخر تحقيق لوزارة الصحة سنة 2016.
وعن وضعية الطفل عموما بالجزائر، يضيف عرعار أن المعيار هو الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل،  قائلا أنهم لا ينكرون كشبكة الإنجازات المسجلة في التشريع والسياسة وغيرها بهذا الخصوص، ولكن آثارها بالميدان بسبب مشاكل البيروقراطية والمحسوبية وغيرها  تبقى غائبة إلى حد ما في نظره، وما يقدم من خدمات اجتماعية من قفة رمضان أو منحة الدخول المدرسي  أو النقل  و  الإطعام والنظام الداخلي للمدارس والوسائل المتاحة، كلها  لابد من إعادة النظر فيها.  موضحا  أنه لا بد من عدالة اجتماعية وتكافؤ في الفرص ما بين الأطفال عبر مختلف مناطق الوطن وفي كافة الميادين التربوية ، التعليمية ، الاجتماعية والترفيهية. أما بخصوص الحقوق المكتسبة للطفل الجزائري فلم ينكرها المتحدث، ومنها 8 مليون متمدرس و  13 مليون طفل يتمتعون بالجو الأسري، عكس العديد من الأطفال بالبلدان الأخرى، إضافة إلى أن   الاستقرار  والأمن اللذين تنعم بهما الجزائر قد  جنبا الأطفال الكثير من المشاكل التي يعاني منها الآخرون، يضيف السيد عرعار.  وعن مشروع مأوى الطفل المبرمج إنجازه ببوشاوي بالعاصمة، والذي تقوم عليه الشبكة بحيث يمكنه أن يستقبل 200 طفل، فأكد رئيسها أن أشغاله ستنطلق  قريبا،  مشيرا إلى أن العديد من المؤسسات والمتعاملين الاقتصاديين رحبوا بالفكرة و هم على استعداد تام لمد يد العون.
                  ابن الشيخ الحسين.م          

الرجوع إلى الأعلى