تـرقب إصدار الجــنائية الدولية أوامر بالقبـض ضد قادة الكــيان الصهيونــي
يتوقع محللون إصدار المحكمة الجنائية الدولية خلال الأيام القادمة أوامر بالقبض ضد قادة سياسيين وعسكريين صهاينة، من بينهم رئيس مجلس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، بتهم ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية التي ينفذها قادة هذا الكيان في قطاع غزة منذ أكثر من 7 أشهر، مما أدى إلى استشهاد أزيد من 34 ألف فلسطيني، نسبة 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يقارب 80 ألف آخرين. ويعيش مسؤولون سياسيون وعسكريون في الكيان الصهيوني حالة من القلق وفق ما نقلته وسائل إعلام أمريكية وعبرية جراء احتمال صدور أوامر بالقبض من طرف الجنائية الدولية ضدهم، ونقلت وسائل إعلام معلومات عن اتصالات جرت بين رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو والرئيس الأمريكي بايدن من أجل الضغط على المحكمة الجنائية الدولية لتجنب صدور أوامر بالقبض ضد قادة الكيان الصهيوني، خصوصا وأن هذا الكيان يعيش منذ بداية عدوانه على غزة عزلة دولية وانتقادات ومعارضة واسعة، نتيجة ما يقوم به من تقتيل وتشريد وتدمير للبنى التحتية في القطاع، وتزداد هذه الانتقادات والمعارضة توسعا يوما بعد يوم، وكان آخرها الطوفان الطلابي في الجامعات الأمريكية والأوروبية، وتنظيم طلبة وأساتذة الجامعات احتجاجات واعتصامات مفتوحة رفضا للعدوان المتواصل على غزة، إلى جانب دعوة مسؤولي جامعاتهم إلى قطع  كل أشكال التعاون مع الجماعات الصهيونية، وبالمقابل تكسب القضية الفلسطينية منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي المزيد من التأييد العالمي خاصة الشعبي. وفي هذا الإطار دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع  الدولي إلى دعم عمل محكمة الجنايات الدولية في خطوتها المحتملة بإصدار أوامر بالقبض على قيادات سياسية وأمنية صهيونية، وأشار بيان للمرصد إلى أن أوامر إلقاء القبض المحتملة تأتي على خلفية الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني منذ 1967، وحذر نفس المرصد من أي محاولات لتقويض عمل المحكمة الجنائية الدولية والمس بنزاهتها واستقلاليتها، وعدم السعي إلى إعلاء المصالح السياسية على اعتبارات تحقيق العدالة الدولية، كما استهجن المرصد الأورو متوسطي شن حملات تشويه وتحريض من مسؤولين صهاينة ضد المحكمة الدولية حتى تتراجع عن اتخاذ إجراءات ضدهم، وأشار نفس البيان إلى أن إصدار أوامر بالقبض ضد قادة عسكريين وسياسيين صهاينة سيمثل خطوة أولى باتجاه تحقيق العدالة الدولية للشعب الفلسطيني، وتعويضا جزئيا عن الظلم التاريخي الذي مازال يعاني منه، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي طالما تمتع بها الكيان الصهيوني. وعلى صعيد الوضع الميداني في قطاع غزة يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب المزيد من المجازر في حق المدنيين الأبرياء، وكثف خلال الأيام الأخيرة قصفه على مدينة رفح الذي يهدد باستمرار باجتياحها رغم مخاطر ذلك على المدنيين، وكشفت أمس وكالة وفاء للأنباء الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة الشهداء في مدينة رفح منذ فجر يوم أمس إلى 25 شهيدا بينهم 5 أطفال و10 نساء، وفي  نفس الوقت تعيش غزة وضعا إنسانيا صعبا، وتزداد معاناة السكان هذه الأيام مع ارتفاع الحر، حيث تجاوزت درجة الحرارة عن 40 درجة، مما فاقم معاناة النازحين في الخيام خاصة الأطفال والمرضى، إلى جانب الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها في الحصول على مياه الشرب، وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن معدل تزويد المواطنين بالمياه في اليوم الواحد يقدر بلتر واحد لكل شخص، وهو أقل بكثير عن الحد الأدنى اليومي وفق المعايير الدولية المحدد بـ 15 لترا، وأكد نفس المصدر وفاة طفلين على الأقل في خيام النازحين خلال الأيام الأخيرة نتيجة الحر الشديد الذي يميز القطاع هذه الأيام، كما حذرت في هذا السياق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من توقف ثلاجات الأدوية والمستلزمات الطبية الوحيدة في قطاع غزة بسبب غياب الوقود لتشغيلها في ظل الحر الشديد، مما يعرض حسب بيان الوزارة جميع أصناف الأدوية إلى التلف، بالإضافة إلى  توقف محطة الأكسجين الوحيدة في محافظة غزة التي تزود المرافق الصحية والمرضى المزمنين بالأكسجين وثلاجات مخازن اللوازم  العامة وسيارات الإسعاف، وناشدت الوزارة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة التدخل العاجل لإدخال السولار وتشغيل محطات الأوكسجين وثلاجات الأدوية والمستلزمات الطبية، وإنقاذ حياة المرضى.
نورالدين ع 

الرجوع إلى الأعلى