الجــزائر تطلب عقد جلسة بمجــلس الأمن بشأن المقابر الجماعية
  طالبت الجزائر بإجراء جلسة مشاورات مغلقة بمجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء القادم حول المقابر الجماعية بقطاع غزة, الذي يشهد عدوانا صهيونيا متواصلا لأزيد من ستة أشهر. وسط دعوات لإجراء تحقيق دولي، فيما قالت السلطات الفلسطينية إن هذه المقابر التي اكتشفت في مستشفيين، تحوي جثامين مئات الشهداء.

يعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة بشأن المقابر الجماعية في غزة بطلب من الجزائر، بحيث من المتوقع أن يتم يوم الثلاثاء المقبل عقد جلسة لإحاطة الأعضاء حول موضوع الاجتماع. وذلك بعدما اكتشاف عدد من المقابر الجماعية في غزة دعوات من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وآخرين لإجراء تحقيق دولي، فيما قالت السلطات الفلسطينية إن هذه المقابر التي اكتشفت في مستشفيين، تحوي جثامين مئات الشهداء.
وقالت السلطات الفلسطينية إن موقع دفن اكتشف في مستشفى ناصر، المنشأة الطبية الرئيسية في وسط غزة، عثر فيه على نحو 400 جثمان لشهداء فلسطينيين، واكتشف الموقع بعد انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من مدينة خانيونس. وعثرت السلطات الفلسطينية أيضاً على موقع دفن آخر في مستشفى الشفاء بشمال غزة استهدفته عملية للقوات الخاصة الصهيونية.
وفي هذا السياق, أعرب الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, عن قلقه البالغ إزاء الأنباء التي تفيد باكتشاف تلك المقابر الجماعية ودعا إلى ضرورة السماح للمحققين الدوليين المستقلين بالوصول إلى هذه المواقع. وأكد أنه «من الضروري أن يسمح للمحققين الدوليين المستقلين, ذوي الخبرة في الاستدلال العلمي الجنائي, بالوصول فورا إلى مواقع هذه المقابر الجماعية, لتحديد الظروف بالضبط التي فقد فيها مئات الفلسطينيين أرواحهم ودفنوا أو أعيد دفنهم».
وفي حصيلته عن المقابر الجماعية في غزة أكد الدفاع المدني في القطاع، في 25 إبريل الماضي، في مؤتمر صحافي، أن طواقمه انتشلت من مجمع ناصر الطبي 392 جثة تمّ التعرّف إلى 165 منها، وأنه جرى رصد وجود ثلاث مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي، الأولى أمام المشرحة، والثانية خلفها، والثالثة شمال مبنى غسل الكلى، و»قد تكدّست فيها جثامين الشهداء»، مشدداً على أن «هناك مؤشرات وشبهات حول تنفيذ إعدامات ميدانية، وشكوكا بممارسة التعذيب، وشكوكا حول دفن ضحايا أحياء (..) رصدنا عمليات تكبيل بطرق مختلفة بالحزام ومرابط القماش لبعض الجثامين من الأقدام إلى اليدين، وهذا يدلّ على عمليات تعذيب».
ووصفت منظمة العفو الدولية في حينه اكتشاف المقابر الجماعية في غزة بأنه أمر «مروع» يستدعي «الحاجة الملحة للحفاظ على الأدلة، وضمان الوصول الفوري» لمحققي حقوق الإنسان إلى القطاع. وقالت المنظمة الحقوقية في منشور عبر منصة إكس إنّ «الاكتشاف المروّع لمقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة الملحة لضمان الوصول الفوري لمحققي حقوق الإنسان إلى قطاع غزة المحتل لضمان الحفاظ على الأدلة». وطالبت بإجراء تحقيقات مستقلة وشفافة بهدف ضمان المساءلة عن أي انتهاكات للقانون الدولي في القطاع. يشار إلى أنه تم انتشال أزيد من 392 جثمانا لشهداء فلسطينيين من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي, على مدار خمسة أيام, بعد انسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من مدينة خان يونس, جنوب قطاع غزة. ومنذ السابع من أكتوبر 2023, يواصل الاحتلال الصهيوني شن عدوانه المدمر على قطاع غزة, حيث خلف أكثر من 34 ألف شهيد وأزيد من 77 ألف مصاب وكارثة إنسانية غير مسبوقة, تسببت في نزوح أكثر من 85 بالمائة من سكان القطاع وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص.
  ع سمير

الرجوع إلى الأعلى