كشف لنا المهرجان الدولي الثامن للشريط المرسوم بالجزائر " فيبدا " عن وجود مواهب شبانية في قمة الإبداع، تعد بمستقبل زاهر عبر رسوماتها التي تكتسي طابعا احترافيا، ومن بينهم الرسام العاصمي الواعد عميروش مقداد ، ذو الـ 35 ربيعا الذي تمكن على مر الخمسة عشر سنة الماضية من بداية تجربته العصامية من صقل موهبته وبداية دخول عالم الاحترافية بأسلوبه الخاص في الرسم الذي يعتمد فيه على تجسيد شخوص وأبطال لقصصه من رحم الواقع وبلمسة جزائرية متميزة.
يقول هذا الرسام الموهوم عن بداياته بأنه خاض تجربة الرسم منذ أن كان تلميذا وأن هواية الرسم بدأت تكبر معه إلى أن تمكن من صقل موهبته إلى غاية أن أصبح في رصيده اليوم ما لا يقل عن 20 قصة مرسومة وكتاب من نوع الشريط المرسوم، غير أن كل هذه الأعمال لم تجد طريقها - كما قال، للنشر وأن ما طبعه منها اعتمد على إمكانياته الخاصة والمحدودة.
ويأمل هذا الرسام أن يعثر عن دار أو دور النشر التي من شأنها التكفل بنشر أعماله الكاملة التي وجد من الشبكة العنكبوتية فضاءه الوحيد لنشرها على نطاق واسع ومن المهرجانات متنفسه الثاني لمحاولة الإقناع بها وبأهميتها. وعن سبب عدم تمكنه من جعل أعماله ترى النور في دور النشر قال عماروش " بالنسبة للشريط المرسوم فأنا لدي طريقة متميزة ومختلفة في الرسم وتعتمد عن اللمسة الجزائرية المستمدة من مواضيع تراثية حيث أحرص على تقديم أبطال لقصصي مستمدين من الواقع الجزائري وبلباس تقليدي جزائري، غير أنني اصطدمت  بكون أن الناشرين لا يحبذون هذا النوع ويفضلون أسلوب " المونغو " الياباني أو  الشكل الفرانكو - بلجيكي وغيره من الأعمال ذات الطابع الغربي".
كما يأمل عميروش مقداد بأن يتمكن من تحويل قصصه وأشرطته المرسومة التي قال أنها نالت إعجاب كبار الرسامين الأجانب، مستقبلا إلى رسوم متحركة وبلمسة جزائرية أيضا. وفي هذا الصدد وجه الرسام نداءه إلى الناشرين، طالبا أن يتخلوا عن نظرتهم التجارية " الربحية " تجاه الأعمال الإبداعية وتقديم يد المساعدة للمواهب التي لا تتوفر على الإمكانيات الذاتية للنشر، وترك جمهور القراء هو الحكم. تجدر الإشارة إلى أن الرسم الموهوب عميروش مقداد بدأ يشق طريق الاحترافية والنجاح في مجال التصميم الغرافيكي سيما في مجال الإعلانات الإشهارية.
ويؤكد هذا الرسام بأنه رغم ما يعترض طريقه من عراقيل فإنه مصر على مواصلة الدرب إلى غاية تحقيق النجاح والاحترافية، سيما وقد تمكن من حصد الجائزة الأولى في مسابقة لأحسن مصمم غرافيكي.
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى