افتتح مساء أول أمس بقاعة المؤتمرات بمدينة البليدة المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية العروبي في  طبعته الخامسة ، و قد حملت هذه الطبعة التي تدوم  أسبوعا كاملا اسم الفنان الراحل محمد البصري، أين تم تكريم  عائلته  بالمناسبة، كما عرض في بداية الحفل شريط فيديو حول السيرة  الفنية  للفنان  محمد البصري من إعداد الفنان محمد بلعربي .
 البصري من مواليد 1933 بباب الخويخة بمدينة البليدة ، و كان أحد لاعبي فريق إتحاد البليدة ، كما كان  ولوعا منذ صغره هو و شقيقه المرحوم خالد بالفن الأندلسي ، وبدأ في سن الشباب يحتك برواد هذا الفن كالشيخ محمود ولد سيدي سعيد و دحمان بن عاشور والحاج مجبر ومحفوظ محي الدين، والتحق البصري في بداية مشواره الفني بالمعهد البلدي للموسيقى، ثم انتقل في أواخر الستينات إلى معهد الموسيقى بالعاصمة.
شارك المرحوم في عدة مسابقات ومهرجانات فنية وتحصل في سنة 1972 على المرتبة الثانية في المهرجان الدولي الثالث للموسيقى الأندلسية، في حين عادت المرتبة الأولى للفنان دحمان بن عاشور، كما سجل الفنان البصري حوالي 30 تسجيلا للإذاعة والتلفزة الوطنية، وفي سنة 1990 سجل 17 نوبة، تحت إشراف وزارة الثقافة ، كما كان المرحوم في أواخر حياته يحضر لتسجيل قصيدة « دمعي جرى» على شكل أوبيريت في العروبي.
 برصيد الفقيد عدة أغان خفيفة من كلماته وتلحينه منها «يا حسراه على هذوك ليام»، «أنا الوردة المسكينة» ( البليدة)،»الجزائر زينة البلدان»،» أنا ضيف الليلة أنا حبيتكم»، وكانت هذه الأغنية الأخيرة آخر تسجيل للمرحوم في التلفزيون الجزائري، كما مثل المرحوم الجزائر في عدة دول منها فرنسا، بلغاريا، تشيكوسلوفاكيا، اسبانيا، المغرب، تونس، ومصر، و بقي البصري محافظا على العروبي الأصيل إلى أن وافته المنية بتاريخ 13 أفريل 2001 .
وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان العروبي في طبعته الخامسة، الذي حمل اسم المرحوم محمد البصري ،تحييه 12جمعية فنية و08 فنانين متخصصين في فن العروبي، منهم الفنان مقداد زروق، سيدعلي بن قرقورة،نصر الدين بوقادير، إيمان سهير، سيد أحمد زيتونة، والفنانة نسيمة البليدية، إلى جانب مجموعة من الجمعيات الفنية منها الجنادية، الزيرية، الأندلسية،الراشدية، ديار الأندلس وغيرها.
تهدف هذه التظاهرة ،حسب محافظة المهرجان، إلى المحافظة على التراث الأصيل للمنطقة ،خاصة وأن فن العروبي عرف بولايات الوسط كالبليدة والعاصمة، وكان أول شاعر في فن العروبي الشيخ محمد بلخضر من العاصمة الذي كان يتناول  في أشعاره الجانب الديني بالرمزية الصوفية وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم انتشر هذا الفن بالبليدة قبل أن يتوسع و يصل إلى ربوع الوطن، وأصبحت اليوم عدة جمعيات فنية وفنانين بولايات مختلفة تتخصص في هذا الطابع ،الذي  يختلف عن الموسيقى الأندلسية من ناحية الإيقاع، في حين يقترب كثيرا من الحوزي.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى