المسرح الجهوي بقالمة يتذكّر عمار العسكري و يكرّم العياشي حجاجي
نظم المسرح الجهوي محمود تريكي بقالمة أمس الاثنين احتفالية فنية مخلدة لصاحب رائعة “دورية نحو الشرق” الراحل عمار العسكري حضرتها العديد من الوجوه الفنية و المسرحية البارزة على الساحة الوطنية و الدولية و في مقدمتها التشكيلية الألمانية العالمية “بيتينا هاينن عياش” المقيمة بقالمة منذ سنوات طويلة و المخرج علي عيساوي و الممثلة مفيدة عباسي المعروفة باسم حدة القالمية، و أقارب الفقيد عمار العسكري.  
   و كان العياشي حجاجي الذي اقترب من التسعين سنة مفاجأة الحفل و هو من أبرز الوجوه التي ظهرت بالفيلم الثوري الشهير “دورية نحو الشرق” الذي دارت أحداثه بغابات و سهول و وديان قالمة قبل 45 سنة و شارك فيه أبرز الممثلين الجزائريين آنذاك إلى جانب سكان منطقة قالمة بينهم العياشي حجاجي صاحب المنزل الريفي المغطى بالديس و الخشب أين اجتمع قادة الدورية المتوجهة إلى الحدود التونسية للاستراحة و التزود بالمؤن الغذائية لما بقي من الرحلة المثيرة عبر خط الألغام و الأسلاك . و أدى العياشي حجاجي و زوجته دور الحراسة و إمداد الدورية بالمؤن الغذائية قبل اكتشافها من قبل العدو و اندلاع معركة تاريخية شهيرة بجبال هوارة و بني صالح إلى غاية الخط المكهرب على الحدود التونسية.   و قال للنصر بأنه مازال يتذكر وقائع الفيلم الشهير و الدور الذي قام به من حراسة الدورية و تزويدها بالمؤن الغذائية إلى غاية قدوم جيش العدو و الهروب و اندلاع معركة طاحنة أنهت دوره عندما أصابته قذيفة بواد سحيق احتمى به المجاهدون من القصف الجوي الكثيف و قذائف المدفعية المدمرة.   “كان يوما تاريخيا بالنسبة لي، ارتسمت أمامي الثورة من جديد و عشتها بكل جوارحي و كأنها أحداث حقيقية، كنا نطبق تعليمات عمار العسكري بصرامة و انضباط و احترام، عشت لحظات لا تنسى مع أبطال الفيلم و مازالت أتذكرهم إلى اليوم و مازلت استحضر ملامح المخرج الشاب عمار العسكري عندما اخبرني بأنني سأموت في الاشتباك و علي أن أسقط كالقتيل تماما و اكتم أنفاسي عند التصوير حتى لا أفسد اللقطة و لحظة الشهادة التي أنهت مهمتي في الفيلم الثوري، لكن قلبي مازال معلقا بالفيلم إلى اليوم، ما قمنا به و أخرجه عمار العسكري عمل لا ينسى”.   و قد تم بالمناسبة تكريم عائلة عمار العسكري و الفنانة الألمانية “بيتينا هاينن عايش” و علي عيساوي العياشي حجاجي أحد أبطال دورية نحو الشرق و الممثلة حدة القالمية و وجوه مسرحية أخرى كانت حاضرة بالمسرح الجهوي محمود تريكي أحد أبرز المعالم الهندسية و الأثرية القديمة بمدينة كالاما التاريخية.       
   فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى