الكُتاب ضحايا جهلهم بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة
أجمع أول أمس  المشاركون في الندوة المنظمة حول حقو ق المؤلف و الحقوق المجاورة بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية ميلة ، بأن الكتاب ضحايا دور النشر وعدم الإلمام بحقوقهم التي يضمنها لهم القانون الخاص بهم.
و أكد  المدير الجهوي للديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة بقسنطينة محمد عقال، بأن المؤلفين عموما هم ضحايا عدم إطلاعهم على الصيغ التي كفلها القانون الخاص بهم لضمان حقوقهم المتعددة، ففي الخمس سنوات الأخيرة وضعت عدة قوانين لحماية حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة، منها ما يضمن التقاعد التكميلي، الرعاية الصحية، تقديم الدعم المالي و غيرها، لاستمرارية الإبداع من جهة و ضمان مصدر رزق الفنان.
وأوضح المسؤول بأن الديوان هو في خدمة المؤلف والمبدع عموما، داعيا إلى ضرورة الانتساب والتصريح بالمصنفات، سواء كانت في الموسيقى، السينما، الكتابات، اللوحات و ذلك حماية للملكية الفكرية الأدبية و الفنية، حيث أن الديوان  يقوم بتحصيل إتاوات على المصنفات التي يتم استغلالها جماعيا، كالأغاني، الأفلام والمسرحيات، التي تقدم أو تؤدى عبر مختلف الفضاءات والوسائل، كالإذاعة والتلفزيون، ليعاد توزيعها في ما بعد على المؤلفين. و شرح السيد عقال الفرق بين حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة، الذي يجب أن يفهمه الجميع، حسبه، قائلا بأن حقوق المؤلف تشمل كل إبداع جديد، أما الحقوق المجاورة، فهي تمس استعمال مصنفات كنصوص السيناريوهات، كلمات الأغاني، الأداء والعزف.و أكد  المدير الجهوي ل»أوندا « إلى أنه رغم تزايد عدد المنتسبين للديوان، إلا أن  العديد من الفنانين غير منتسبين له ، و يقوم الديوان بجمع إتاوات على استغلال أعمالهم من قبل الغير،  كما كشف عن عدة عمليات إتلاف محجوزات قام بها الديوان، منها عملية تمت سنة 2014 ،أين أتلفت أكثر من مليون دعامة من أقراص مضغوطة و تسجيلات «أم بي 3 « مقلدة، واصفا الحجز بأسلوب  من أساليب حماية المؤلف، كما قدم أمثلة عن الدعائم المحظورة ومنها الأقراص المضغوطة التي تحمل 200 أغنية ، «أم بي 3 «و «دي في إكس» ، مشيرا إلى تسجيل تراجع ملحوظ  في عمليات القرصنة بالجزائر، و بأن القانون يعاقب على  ما يترتب عن المساس بحقوق المؤلف و هي جنحة استغلال مصنفات دون رخصة، و جنحة التهرب من دفع الإتاوات للديوان.و ناقش الحضور مشكل العلاقة مع دور النشر الذين أبدوا جهلهم بها، واصفين أنفسهم بضحايا دور النشر، في ما يتعلق بقضية العائدات التي تكون لفائدة المؤلف بعد طباعة عمل أدبي ما، وكذا قضية طباعته وتسويقه عدة مرات ،و أيضا قضية المشاركة في الحصص الإذاعية والتلفزيونية بأعمال فنية وكيفية ملء الاستمارة الخاصة بذلك لإيداعها على مستوى الديوان، و أكد عقال بأن المشكل المسجل هو عدم تحديد اسم العمل المشارك به بدقة في الاستمارة من قبل الكثيرين، و الاكتفاء بتسجيل المشاركة في الحصة و كفى، ما وصفه بالخطأ الذي يضيع حقوق الفنان أو المؤلف. وختم المدير الجهوي للديوان مداخلته، بالإشارة إلى تنظيم في الأيام المقبلة ملتقى للعائلة الفنية يتضمن جانب التحسيس و الشروحات اللازمة لوضعيتهم، و لم يحدد بعد مكان و تاريخ انعقاده، كما كشف عن مشروع بناء عيادة طبية بالحراش لفائدة الفنانين المرضى، بالإضافة إلى بروتوكولات التعاون الموقعة مع عدة أجهزة ، منها الشرطة والجمارك لحماية المؤلف والحقوق المجاورة .
ابن الشيخ الحسين .م

الرجوع إلى الأعلى