الكتابة منحتني الكثير من الأمل في الحياة
إنه واحد من كتاب الرواية الجزائرية، الذين سجلوا حضورهم القوي من خلال أعمالهم التي تتميز بنكهة خاصة، تترجم قدرة الكاتب على قوة السرد، واجترح لنفسه مسلكا خاصا انشغل بتعبيده حتى أصبح فضاءه الخاص به، إنه الكاتب محمد العيد بهلولي، الذي فتح قلبه للنصر، التي أكد أن لها مكانة خاصة، لفضلها عليه في اقتحام عالم الكتابة.
. كيف كانت بداياتك مع عالم الكتابة؟
ـ  شخصيا بدايتي كانت مع كتاب الله .. القرآن الكريم الذي علمني في ما بعد كنوز اللغة و بداية التجريب الكتابي، تلك هي البدايات،التي صارت فيما بعد المنصة الصلبة التي درجت منها لعالم السرد والقصة والرواية وباحتشام... أقول باحتشام، لأن كل سني المدرسي النظامي هو ستة أشهر لا أكثر ولا أقل...من ثمة أكملت بمفردي الطريق الوعر بأظافري ودمي وجوعي... أخذت ألتهم الكتب التهاما، تعويضا عما فاتني في محاولة للحاق بمن يكتبون من رؤوسهم... فعلا كان الذين يكتبون من رؤوسهم هم مثلي الأعلى (الكتاب أعني) الذين كانت أعمالهم هي كتب الوسادة،كما يقول المثل الفرنسي.. جبران، ميخائيل نعيمة،  طه حسين، المنفلوطي، مارون عبود؛ فيكتور هوغو،دستيوفسكي،غوركي، ثم في ما بعد نجيب محفوظ،  هيمنغواي ، تشاينباك .. ثم وطار، مالك حداد، بوجدرة والأعرج واسيني وغيرهم.
. كيف كانت علاقتك مع النشر؟
ـ بدأت منشوراتي أو خواطري الأولى تظهر بالصحافة في بداية الثمانينات، و بالضبط على صفحات جريدة النصر  العتيدة بالقسم الثقافي، الذي كان يشرف عليه الكاتب والإعلامي علاوة جروة وهبي، الذي أحييه بالمناسبة لما بذله من جهد وتوجيه للمواهب، ومن لمس فيهم بذرة الكتابة .. ثم تنوعت منشوراتي مع جرائد أخرى كالجمهورية والشعب والخبر و أضواء ومجلة آمال، والحوار،واليوم السابع الباريسيتين ومجلة المرأة العراقية.                                                                                                
. هل صادفتك مشاكل في النشر؟
ـ كانت هناك أزمات في النشر،أزمات حقيقية يتحكم فيها الكبار في القبول أو الرفض،و تتصرف فيها لجان الرقابة المرئية وغير المرئية، مع ما يتبع ذلك من تحليل وتحريم، بالموازاة مع المحاباة في تقديم الأسماء الكبيرة، وما يزكيه الالتزام ، حتى وإن كانت أساليبه  الكتابية ركيكة ومباشرة و- مادحة - في هذا الجو المحاصر وضيق الأفق، من أين للموهبة أن تظهر أو حتى تأمل في النشر...!؟
. ممكن معرفة أول إصدار لك على شكل كتاب؟
 ـ سؤال وجيه ومؤلم في نفس الوقت.. لأنه يحيلنا على الأزمة التي مرت، وتركت آثارها على الأجيال والمواهب، التي لو أتيحت لها فرص الظهور لكانت أرسخ قدما في فضاء الكتابة اليوم، باختصار،أول إصدار كان لي هو  «دخان الكوانين» ، باكورة أولى لمجموعة من القصص القصيرة، لا أطيل عليك وضعتها بمخازن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع سنة 1983 وصدرت سنة 1990،  دون أن أدري بصدورها، مكثت سبع سنوات،هي عمر الثورة التحريرية المباركة، بعد هذا اليأس والحصار هل يبقى لك طموح أو شغف في الكتابة وفي النشر، حين تقيد من أول خطوة،وتمنع من الكتابة أو كسجين الحياة؟ هذا ما يجعل الكاتب مقلا في النشر أو مترددا أو بلا شهية.
. وماذا بعد «دخان الكوانين»؟                                                                                  
ـ بعدها صدرت :قصة «مواسم الجوع»، ثم رواية «ندوب المنفى»، وأخيرا رواية «رحيل» الصادرة سنة  .2016                                                                                                                 
. هل هناك من أعمال قادمة ؟
ـ لدي بعض المخطوطات في الرواية والبحث غير مرتبة، بالإضافة إلى أني أفتقر للطموح في النشر لأسباب لا تحصى ولا تعد، ومن هذه المخطوطات نجد «رحلة خارج السّر» في أدب الرحلات، و «إبداع الهامش»، عبارة عن مقالات في الأدب والفكر، و «وردة الرَّيح» شعر .
. كلمة أخيرة ؟                                                                                                 
 ـ أحيي  جريدة  النصر التي شرفتني وأتاحت لي فرصة الحديث عن أعمال متواضعة ومحتشمة والتي منحتنا تأشيرة الدخول إلى عالم الكتابة منذ أكثر من ربع قرن.
حاوره:عبد العزيز نصيب

الرجوع إلى الأعلى