الجمهور القسنطيني  يتفاعل مع أحداث   - انتحار الرفيقة الميّتة - 
عرض المسرح الجهوي للعلمة بولاية سطيف، مساء أول أمس إنتاجه الجديد، "انتحار الرفيقة الميّتة" على خشبة مسرح محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة، وسط حضور معتبر للجمهور، الذي تفاعل مع العمل الذي أخرجه فوزي بن إبراهيم ونال جائزة السينوغرافيا خلال فعاليات الطبعة الأخيرة لمهرجان المسرح المحترف.
المسرحية التي عرضت بقسنطينة في إطار جولتها بشرق البلاد، تسلط الضوء على شابة فقدت القدرة على التمتع بالحياة و ملذاتها ، وكل أمل في الموروثات الاجتماعية،  وأيقنت أن سلامها الروحي لن يكون، إلا بوضع حد لحياتها، وشرعت فعلا في المحاولة،  إلا أنها فشلت لتستيقظ في عالم جديد ـ قديم مليء بالمشاعر وحالات مألوفة ـ غريبة، لتفهم أن انتحارها البيولوجي، لم يكن إلا نتيجة لمئات الانتحارات النفسية والاجتماعية  السابقة،  وأنها لن تستحق الحياة إلا بالتمرد على القواعد الواهية و الخرافات التراثية،  فتقبل من جديد على تذوق الحياة،  لكنها تصطدم برأي آخر للطبيعة قد يحرمها الاستفادة من فرصة ثانية للانعتاق.
قصة رفيقة ليست سوى حفر في النفسية الجزائرية الحديثة، المليئة بالثقوب والعقد التاريخية والاجتماعية، وهي مستوحاة من قصة « فيرونيكا تقرر أن تموت «، للكاتب البرازيلي « باولو كويلو « الصادرة سنة 1998 وهي تدور حول الاستمتاع بالعواطف، وقد استوحاها من تجربته الشخصية في مستشفيات الأمراض العقلية التي سبق و أن دخلها مرارا.
القصة تدور حول فيرونيكا، الشابة ذات 24 ربيعا،  وتقيم في لوبلانا في سلوفينيا،  و التي عاشت كل متع الحياة ، لكنها تقرر الانتحار بتناول كمية كبيرة من الأقراص المنومة ، مودعة روتين يومياتها المملة.
 أثناء انتظارها الموت، قررت قراءة مجلة وجدت فيها مقالة بعنوان « أين تقع سلوفينيا «، فقررت أن تكتب رسالة إلى المجلة، لتعي أن انتحارها كان بسبب أن الناس لا تعرف أين تقع سلوفينيا، ففشلت خطتها،  لتستيقظ في مستشفى للأمراض العقلية في سلوفينيا، حيث قيل لها أن لديها أسبوع واحد للعيش.
تواجدها في مستشفى الأمراض العقلية، أثر على كل المرضى، خاصة نزيلة تعاني الاكتئاب وأخرى الخوف المرضي، و آخر مصاب بالفصام يقع في حب فيرونيكا، و أدركت هناك أنه ليس لديها ما تخسره ويمكنها أن تفعل ما تريد دون أن تنتظر آراء الآخرين.
العمل تقمص أدواره كل من رمزي قجة،  كنزة بن بوساحة، علي ناموس، آمال دلهوم، هاجر سيرادي، نجيب بوسواليم، قوادري أحمد وبلال لجرابة، و قد تفاعل معه الجمهور و صفق كثيرا للمشاهد التي قدمت على وقع موسيقى من التراث، للشيخ حمادة و بقار حدة .
جدير بالذكر أنه تم تسجيل غياب كلي لإدارة مسرح محمد الطاهر الفرقاني قبل و بعد العرض، حيث لم تقدم، كما جرت العادة كلمة ترحيب بالضيوف، أو باقة ورد في آخر العرض .                        ص/ رضوان   

الرجوع إلى الأعلى