مساجد قسنطينة فقدت الأجواء الاحتفالية لقيام الليل في ليلة القدر
فقدت مساجد قسنطينة و زواياها الأجواء الاحتفالية لقيام الليل في ليلة القدر ،وكذا خلال شهر الصيام  ، وعلى الخصوص العشر الأواخر منه ، وأصبحت تقتصر على صلاة التراويح ، دون أن تصحبها تسابيح وأهازيج تتغنى بسيد الخلق والقرآن الكريم ،ما بين الركعات، أين كان المصلون يكررون وبصوت واحد ، « سبوح قدوس ، رب الملائكة والروح « وكذا «سبحان الله وبحمده ، سبحان العظيم « في آخر التراويح ، وقبل صلاتي الشفع والوتر ،حسب مدّرس القرآن السابق بمسجد سيدي عبد الرحمان القروي برحبة الجمال وسط مدينة قسنطينة ، و الإمام المتقاعد حاليا ر.زواوي.نفس المتحدث أضاف أن تلك التسابيح التي كانت تنبعث عن  مسجدي حسن باي والجامع الكبير ، وكل دور العبادة وزوايا المدينة العتيقة ، فتملأ الأجواء فرحة وتضفي عليها لمسة صوفية، تضاعف من تعلق المصلي بربه ، وتجعله ينغمس بروحه فيما يتلى من قرآن، ويستمر ذلك إلى ما بعد صلاتي الشفع والوتر،اختفت.
هذا وكانت ليلة القدر تعد نقطة انطلاق للمعتكفين الذين كانت تعج بهم المساجد ، ممن ينغمسون في العبادة إلى صبيحة العيد ، فيما تبدأها نسبة كبيرة في العشر الأواخر من شهر الصيام ، التي تعد عتقا من النار ، ويتخلل كل ذلك دروس ومحاضرات وإلقاء لقصائد شعرية يتبارى فيها شعراء المدينة ، في مدح النبي والتذكير بأخلاقه وصفاته وسيرته العطرة ، كما تقرأ البردة والهمزية للبصيري ، ويرددون جماعيا :» أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، ثم قراءة الآية الكريمة « شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ....».
محدثنا عضو جمعية القيم سابقا التي تحولت إلى جمعية الاصلاح الأخلاقي والاجتماعي بقسنطينة سنة 1966 ، و تحولت في بداية التسعينيات إلى جمعية النور التي يقع مقرها قرب  مسجد الشنتلي حاليا ، بأن السهرات الرمضانية كانت تتواصل  بحلقات الذكر وقراءة الأوراد بصوت جميل لأن بذكر الله تطمئن القلوب ، لينتهي كل ذلك في ساعة متأخرة من الليل ، لتترك المساجد لخلوة المعتكفين الذين ينغمسون في القراءة والصلاة والتسبيح إلى صلاة الفجر. و كان ينتهي حفل ليلة القدر في الزوايا على الخصوص، بتوزيع أشهى حلويات المدينة ، من قطائف وبقلاوة وزلابية ، وبكميات كبيرة جدا تحضّرها العائلات القسنطينية العريقة ، مسقية بعسل النحل، ترياقا للحناجر التي باتت تسبح و تذكر الله.و ذكر محدثنا أن عادات التكريم التي ظهرت هذه الأيام لحفظة القرآن لم تكن موجودة ، لأن كتاب الله كان يحفظه الجميع ، فالعائلات العريقة في المدينة العتيقة، كانت أكثر ما تحافظ عليه تأديبا لأبنائها ،حفظ كتاب الله إضافة إلى التعليم الرسمي ،و هذا في عطلة الصيف، أين كان يضطر إلى تدريس 4 أفواج يوميا ولمدة 8 ساعات ، وتلاميذه كلهم اليوم إطارات و لا يزال على اتصال بهم ويزورونه في المناسبات،كما أكد للنصر.                 

ص.رضوان

الرجوع إلى الأعلى