منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية تقدم تحفظات بشأن ورشات حرفيي النحاس
رفعت خبيرة في التصميم تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية أول أمس، عدة تحفظات بشأن ورشات صناعة النحاس بمدينة قسنطينة، وذكرت بأن معدل تصديرها إلى الدول الأوروبية لا يزال ضئيلا بسبب انعدام التجديد في التصاميم وعدم تطوير التحف المصنوعة محليا.
و أوضحت المستشارة لدى منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية خلال زيارة الوزيرة المنتدبة لدى وزير السياحة لولاية قسنطينة، بأن ورشات صناعة النحاس الموجودة بمدينة قسنطينة ذات مساحة صغيرة ولا تسمح للحرفيين بممارسة نشاطهم بشكل جيد، ما يمنع حتى من استغلال الآلات بشكل كاف، فضلا عن نقص احتياطات السلامة ، كما أفادت خلال العرض الذي قدمته بغرفة الصناعة والحرف بحي القصبة، بأن حرفيي النحاس يعانون من نقص فضاءات العرض المناسبة ولا يملكون خبرة كبيرة في التصميم، حيث يسجل نقص في التجديد على الأعمال التي يقومون بها، كما أنهم يكتفون بصناعة تحف يدوية صغيرة، مشيرة إلى وجود 130 ورشة مسجلة بغرفة الصناعة التقليدية و100 غرفة غير مسجلة.
وذكرت خبيرة التصميم الألمانية، التي تساهم في الإشراف على مشروع إنشاء مجمع للنحاس بقسنطينة الذي انطلق منذ 8 أشهر ويمتد لثلاث 3 سنوات، بأن أصحاب الورشات لا يتصلون كثيرا بالمتاحف، موضحة بأن السوق تشهد ضعفا في تطوير المنتوجات الحرفية النحاسية على مستوى مدينة قسنطينة، وذكرت بأن القليل من البلدان الأجنبية فقط تهتم بالتحف المصنوعة محليا بالولاية، فيما قالت بأن فريق العمل يهدف إلى تطوير دائم للمجال الحرفي الخاص بالنحاس، كما كشفت بأن المنظمة تقوم باتصالات مع ممون أمريكي من أجل تسويق المنتوجات الحرفية النحاسية لقسنطينة بالبلدان الأجنبية، مؤكدة بأن رصيد الرموز المنقوشة على النحاس ضئيل جدا، وتتطلب عملية إثرائه أبحاثا أكاديمية تجرى على مستوى الجامعات.
من جهة أخرى، أوضحت الوزيرة عائشة طاغابو في ردها على أحد الحرفيين الذي اشتكى من صغر مساحة الورشات، بأنه يتم إنشاء قرية للحرفيين تسمح لهم بممارسة نشاطهم بشكل أفضل، وأشارت إلى أنه سيتم تخصيص محلات بعلي منجلي للحرفيين، الذين طالبتهم بتنظيم الورشات التي يعملون بها من أجل الاستفادة من المساحة بشكل أفضل، كما قالت بأن حل مشكلتهم مرهون بالوقت فقط، وأن عليهم التركيز على الدورات التكوينية من أجل رفع مستوى المنتوج.
وأفادت الوزيرة المنتدبة لدى وزير السياحة والتهيئة العمرانية والصناعة التقليدية في تصريح للصحافة بأنه يتم إعداد بطاقية وطنية للحرفيين من أجل ضبط المهنة وإحصائهم، فضلا عن التخفيف من إجراءات التسجيل بسجلات الصناعة التقليدية، وتحدثت عن إعداد مدونة للصناعات التقليدية، بالإضافة إلى إدارة الجودة والمعايير التي يتم العمل عليها مع وزارة الصناعة من أجل تحسين المنتوج، فيما أوضحت الوزيرة بأنه يجري العمل من أجل توفير العجينة الحمراء والبيضاء على المستوى المحلي، لوضع حد لاستيرادها من الخارج، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة للنحت على الأحجار الكريمة بولاية تمنراست، حيث ستنطلق حسبها دورة تكوينية ثانية خلال شهر سبتمبر الجاري بالتعاون مع أخصائيين من البرازيل، وكشفت بأن الحرفيين سيستفيدون لأول مرة من الملكية الفكرية للمنتوجات التقليدية بعد أن يتم الانتهاء من مشروع البرنامج.
ويصل عدد  الحرفيين بولاية قسنطينة بمختلف المجالات حسب بطاقة تقنية تسلمت النصر نسخة منها، إلى أزيد من 13 ألف، حيث يوفر القطاع ما يقارب 34 ألف منصب شغل، كما ورد بالوثيقة بأنه تم توزيع 146 استفادة من الدعم المباشر على الحرفيين خلال سنة 2015، بمبلغ يقدر بـ 36 مليون دينار، فيما لا يزال 400 ملف قيد الدراسة على مستوى اللجنة الولائية، كما استفاد أكثر من 1500 حرفي من التكوين خلال السداسي الأول من السنة الجارية، فيما قالت الوزيرة بأن الصالون الوطني للنحاس سيصبح عيدا وطنيا للنحاس ابتداء من السنة القادمة.
سامي حباطي

الرجوع إلى الأعلى