المشاكل الاجتماعية وضغوطات العمل وراء ارتفاع عدد المصابين بالأزمات العقلية
دعا أمس مختصون في الطب العقلي أثناء يوم دراسي حول استعجالات الأمراض العقلية نظمته جمعية « قرابة» للأمراض العقلية بالبليدة إلى إنشاء مراكز لعلاج الأزمات العقلية للتكفل بالمرضى المصابين بهذه الأزمات قبل أن تتطور إلى مرحلة الأمراض العقلية، كما طالبوا بتوفير استعجالات الأمراض العقلية بباقي المصالح الطبية من أجل التكفل الجيد بهذه الفئة، وأكد أطباء أن المشاكل الاجتماعية والأسرية وضغوطات العمل المختلفة وراء ارتفاع عدد المصابين بالأزمات العقلية.
 وحسب رئيس مصلحة الطب العقلي والشرعي بمستشفى فرانتز فانون ورئيس جمعية « قرابة» البروفيسور بن شريف محمد الأمين فإن إنشاء مراكز للتكفل بالأزمات العقلية أصبح ضرورة اليوم مع ارتفاع عدد المصابين بهذه الأزمات خاصة مع المشاكل الاجتماعية والأسرية وضغوطات العمل المختلفة، وأضاف بأنه يجب الحديث اليوم عن الصحة العقلية لا عن الأمراض العقلية، وذلك من خلال التكفل الأمثل بالمصابين بهذه الأزمات قبل أن تتطور إلى مرحلة الأمراض العقلية، مشيرا في نفس السياق إلى أن بعض الأمراض العقلية ظاهرة للعلن ويمكن التكفل بها كانفصام الشخصية أو الاكتئاب، في حين هناك حالات أخرى لأشخاص تعرضوا لأزمات مختلفة سواء في المحيط الاجتماعي أو في العمل يجب التكفل بهم في إطار هذه المراكز المتخصصة في الأزمات العقلية، وقال بأن هذه المراكز اليوم معمول بها في الدول المتقدمة في حين الجزائر لا تزال متخلفة في هذا المجال.وأشار في نفس الإطار إلى أن نمط معيشة العائلة والمجتمع الجزائري تغير كثيرا مقارنة بما كانت عليها الأسرة في عقود سابقة، بحيث غابت اليوم وظيفة المساعد الاجتماعي في العائلة أو المجتمع الذي كان يتدخل لمعالجة بعض المشاكل الاجتماعية في العائلة، وأصبح الفرد يعالج مشاكله بمفرده مما قد يؤدي به إلى الإصابة بأزمات عقلية، ونفس الشيء بالنسبة للفرد في مجال عمله أين أصبح يعاني من ضغوطات كبيرة أو مشاكل مع الإدارة في تسوية أوضاعه الإدارية والاجتماعية، مما قد يؤدي إلى تعرضه لأزمات عقلية، مؤكدا بأن التكفل بهذه الحالات لا يكون إلا من خلال خلق مراكز طبية متخصصة في الأزمات العقلية.وفي سياق متصل دعا البروفيسور بن شريف إلى توفير استعجالات الأمراض العقلية على مستوى كل المصالح الطبية الاستعجالية، مشيرا إلى أن الاستعجالات الطبية في مجال الأمراض العقلية متوفرة اليوم فقط على مستوى المستشفيات المتخصصة في هذا المجال، ولهذا يضطر المرضى ببعض الولايات إلى قطع مئات الكيلومترات للوصول إلى الاستعجالات المتخصصة في الطب العقلي، وشدد نفس المتحدث على ضرورة توفير استعجالات الأمراض العقلية بكل المصالح الطبية الأخرى لتخفيف معاناة المرضى وتوفير لهم التكفل المناسب.وفي سياق متصل أكد الأخصائي في الأمراض العقيلة أحمد بن دالي بأن استعجالات الأمراض العقلية تتطلب مقاييس معينة تختلف عن باقي مصالح الاستعجالات الأخرى، ودعا إلى  ضرورة التكفل النفسي بهذه الفئة، وتوفير مكاتب للاستقبال وقاعات للفحص وأخرى للمراقبة، من أجل التكفل الجيد بالمرضى عقليا في مصالح الاستعجالات .وفيما يتعلق بالإحصائيات الخاصة بعدد المصابين بالأمراض العقلية في الجزائر أوضح البروفيسور بن شريف محمد أمين رئيس مصلحة الطب العقلي والشرعي بمستشفى فرانتز فانون  بأن ملف الإحصائيات يعد مشكلة وطنية على غرار باقي الأمراض المزمنة الأخرى، وقال بأنه لا يمكن تحديد رقم دقيق وذلك لغياب سجل خاص بالمرضى، مضيفا بأنهم ينتظرون الإفراج عن المخطط الوطني للأمراض العقلية من طرف وزارة الصحة والسكان، والذي من شأنه أن يضع سجلا خاصا بالمرضى ويمكن من خلاله الضبط الدقيق لعدد المصابين.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى