المعاينات تؤكد إصابة 63 بالمائة من الحالات بالسرطان
كشفت أمس الدكتورة أميرة عبيد المشرفة على عملية تشخيص السرطان التي بادر إليها المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، عن الارتفاع المثير للقلق  لحالات الإصابة بالسرطان، موضحة بأنه من ضمن 2000 حالة خضعت للمعاينة الطبية، تأكدت إصابة ما يعادل 63 بالمائة منها بسرطان الثدي، فيما تحدث نفسانيون عن رفض بعض الأزواج إخضاع زوجاتهم المريضات للعلاج النفسي، خشية الإفشاء بأسرار تزعجهم.
و قال النفساني كمال بن عميرة، بأنه اصطدم بحالات عديدة يقف الزوج حائلا دون استفادة زوجته المصابة بالسرطان من الدعم و التكفل النفسي، رغم أهميته الكبيرة في مرحلة العلاج، موضحا بأن هناك من يمنعون زوجاتهم المريضات من الخضوع لحصص العلاج النفسي لأسباب مختلفة، منها الخوف من الحقائق التي قد تفشيها المريضة و التي قد تفضح أمورا يريدها البعض أن تبقى مقبورة، أو لشعورهم بالذنب في ما وصلن إليه، بالإضافة إلى استمرار ظاهرة رفض النفساني بناء على اعتقادات خاطئة و خلط بين تخصصه و تخصص طبيب الأمراض العقلية الذي يبقى في خانة المحظور و غير المرغوب بسبب نظرة المجتمع .
و ذكر النفساني أمس، على هامش الأبواب المفتوحة على السرطان التي احتضنها المستشفى الجامعي ابن باديس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان، بأن عددا مهما من المريضات غير واعيات بخطورة المرض و أهمية التكفل النفسي، مشيرا إلى المشاكل التي يواجهها هو وزملاؤه  في عملهم، بسبب رفض بعض المرضى التواصل معهم، و كذا صعوبة التواصل مع عائلات البعض الآخر، مما يحول دون متابعتهم النفسية على أحسن وجه، مؤكدا بأن الأسرة تبقى الجو و الفضاء الأمثل لمساندة و رفع معنويات المريض، إلى جانب التكفل النفسي الذي تبقى نتائجه مقترنة بمدى تجاوب و مشاركة عائلة المريض في توفير الأجواء و الدعم المعنوي و المادي المناسب للمصاب لإنقاذه من حالة اليأس التي يغرق فيها الكثيرون بمجرّد اكتشافهم لإصابتهم بالسرطان.
و كشف المختص عن حالات استبد بها اليأس لدرجة محاولة الانتحار، مما اضطره إلى توجيهها إلى مختصين في الأمراض العقلية بعد سقوطهم في درجات متقدمة من الاكتئاب.
 و من جهتها تحدثت النفسانية نادية بوستة عن حالات وصفتها بالثقيلة، أكدت أن عددها وصل حوالي 20 حالة في مدة لم تتجاوز الثلاثة أشهر، مؤكدة تحقيق النفسانيين لنتائج مرضية بفضل تجاوب المرضى مع حصص العلاج المكثفة من جهة و دعم العائلة من جهة ثانية.
النفسانية أمينة بوقربة، عضو بخلية الإصغاء ،أشارت من جانبها إلى التفاوت المسجل في حصص العلاج النفسي من حالة إلى أخرى، موعزة ذلك إلى استعداد كل مريض للعلاج و مدى تقبله للمرض.
و قالت بأن التكفل النفسي داخل المراكز الاستشفائية يبقى غير كاف، و لابد من التفكير في توسيع العلاج و  التكفل الخارجي لأهمية الرعاية و المتابعة النفسية المستمرة و المكثفة لهذه الفئة.
عن الأبواب المفتوحة على السرطان، أوضحت الدكتورة عبيد ، بأن المستشفى بادر إلى تنظيم حصص تشخيص دائم لمختلف أنواع السرطان و بشكل خاص سرطان الثدي، و برمج هذه الأبواب المفتوحة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي حمل هذه السنة شعار «نحن نقدر..أنا أقدر»، كاشفة عن عدد المعاينات المجسدة في مدة سنة و التي وصلت إلى 2000 معاينة، تأكد إصابة نسبة 63 بالمائة منها بالسرطان.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى