ربات بيوت يقبلن على الأطباق الجاهزة هروبا من حرارة المطبخ
تقبل الكثير من ربات البيوت على اختزال الوقت الذي يقضينه في قبضة المطبخ الملتهب الحرارة صيفا، إلى دقائق معدودة و ذلك عن طريق اقتناء أكياس الحساء و الشربة و مختلف الأطعمة و المواد المعلبة الجاهزة لتحضير وجبات فورية لأفراد أسرهن، تزينها أنواع السلطات و الفواكه.
و الملفت أن هذا الإقبال لم يعد يقتصر على الموظفات و الطالبات و الطلبة المقيمين بالأحياء الجامعية، كما في السابق، فقد وجدت العديد من ربات البيوت ضالتهن في هذا النوع من المعلبات، حيث أكد للنصر صاحب محل لبيع المواد الغذائية بحي قدور بومدوس، بأن الكميات التي يجلبها للمحل من حريرة و شربة الشعرية «الدويدة» بالدجاج على وجه الخصوص ، تنفد بسرعة، عكس الفصول الأخرى.
أطباق تقليدية تغري الزبائن
أخبرنا تاجر آخر بحي المنظر الجميل بأن العديد من الزبائن وجدوا في الأطباق التقليدية المعلبة الجاهزة كطاجين الزيتون و «شطيطحة دجاج» و البازلاء «الجلبانة» باللحم، التي يمكن تسخينها و تقديمها خلال دقائق، ضالتهم، و معظمهم من الأزواج الجدد و من شريحة الموظفين، في حين قال لنا تاجر بوسط المدينة، بأنه باع كميات كبيرة من حساء الخضر و مسحوق البطاطا على وجه الخصوص في هذه الفترة، مشيرا إلى تواصل تهافت الأطفال على شراء العجائن المعلبة المستوردة من تونس و من أندونيسيا التي تحضر خلال ثلاث دقائق فقط.
و قالت لنا إحدى زبوناته و هي ربة بيت في العقد السادس، بأنها مريضة بالسكري و ارتفاع ضغط الدم و لا تتحمل البقاء طويلا في المطبخ في درجة حرارة تصل أحيانا إلى 40 درجة مئوية ، لهذا تقتني من حين لآخر أكياس شربة الدجاج أو الشعرية لتحضير عشاء سريع و خفيف، لها و لزوجها و ابنتها و ترفق الشربة بالسلطة المتنوعة.
و أكدت مريم و هي موظفة في العقد الثالث، بأنها أصبحت مدمنة على شراء أكياس الحريرة الجاهزة التي تذكرها بنكهة الطبق الذي كانت تحضره جدتها رحمها الله، و تختزل لها هذه الحريرة الوقت و الجهد في حرارة الصيف ، خاصة و أنها تعود من عملها مرهقة في المساء.
دعوة للتركيز على الوسم التجاري
و رغم التهافت الملفت على استهلاك هذه المواد في هذه الأيام الملتهبة الحرارة، إلا أن الزبائن، لا يكلفون أنفسهم عناء الاطلاع على وسمها و مكوناتها و تاريخ صلاحيتها، كما قالت لنا أستاذة في معهد التغذية و التغذي و التكنولوجيات الغذائية ب.ع، التي التقينا بها في فضاء تجاري كبير، مؤكدة بأنها معلومات أهم بكثير من المذاق بالنسبة للصحة، و تأسفت للإقبال الكبير عليها و زيادة أنواعها في السوق، سواء ذات الصنع الوطني أو المستوردة.
و تنصح ربات البيوت بتحمل البقاء دقائق إضافية بالمطبخ، بالرغم من حرارته الشديدة، لتحضير سلطات و أكلات صحية بالخضر الطازجة لأفراد أسرتها، بدل اللجوء إلى مصبرات و معلبات مليئة بالإضافات الغذائية و النكهات و الملونات الاصطناعية و المواد الحافظة، يمكن أن تضر أكثر مما تنفع ، خاصة في حالة تناولها بشكل دائم، و شدد من جهته أخصائي التغذية و الباحث البروفيسور رابح بن الشريف على ضرورة الاعتماد على المواد الطبيعية و الخضر و الفواكه الطازجة في التغذية.
المعلبات تعرض لقرحة المعدة و ارتفاع ضغط الدم
و أوضح رئيس اتحاد الأطباء الجزائريين لجهة الشرق الدكتور سعيد خالد بأن أكياس الحساء و مختلف أنواع الأطعمة المعلبة و المصبرة، تعتبر مواد غير طبيعية، و بالتالي لا تصنف في خانة التغذية الطبيعية، حيث أن المنتجين يضيفون إليها مواد حافظة و ملونات غذائية و غيرها، أي مواد كيميائية، و على من يستهلكها أن يدرك بأنه لا يأكل أطعمة طبيعية مهما كان مذاقها شهيا أو شكلها بهيا و جذابا، و إذا أكثر من تناولها يعرض لمضاعفات صحية كقرحة أو التهاب المعدة و كذا أمراض الدم و في مقدمتها فقر الدم، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم .
و ينصح محدثنا بعدم تناولها إلا نادرا و في حالات استثنائية، كأن يكون المرء مستعجلا و ليس لديه الوقت و لو لسلق حبات من الخضراوات الطازجة.و أشار هنا إلى أن بعض ربات البيوت الولوعات باقتناء أكياس الحساء الجاهز ، يحرصن على أن يكون خاثرا و مكثفا ، و بالتالي لا يضفن إلى مسحوق الحساء الكمية المطلوبة من الماء بل نصفها أو ربعها، و بالتالي يحصلن على حساء مالح يتسبب في مضاعفة معاناة المرضى الذين من المفروض أن يلتزموا بتناول مأكولات دون ملح أو محضرة بالقليل من الملح، و كذا الأصحاء تدريجيا.
الجزائري لا يحترم المقاييس العالمية في الملح
ذكر دكتور سعيد خالد في نفس السياق دراسة أجرتها مجموعة من الأطباء الجزائريين في 2016 على عينة من الخبازين بمختلف ولايات الوطن يقدر عددهم ب300خباز، بأن كل خبزة صغيرة يحضرونها تحتوي على 4 غرامات من الملح، و يحتاج الجسم إلى 6غرامات فقط من هذه المادة خلال 24ساعة، ليحافظ على توازنه و صحته و سلامته، استنادا للمقاييس الصحية العالمية المتداولة.
و أشار محدثنا إلى أن المواطن الجزائري يتناول في المتوسط خبزتين في اليوم، و بالتالي، فإنه يتناول 8غرامات من الملح، إذا استثنينا بقية مكونات وجباته، و ما بالك إذا تعلق الأمر بأكياس الحساء و أنواع المصبرات. و أعرب الطبيب عن أسفه الشديد، لأن كميات الملح و كذا السكر التي تستخدم في تحضير مختلف أنواع المواد الغذائية و الحلويات المعروضة في المحلات، غير مدروسة و تحتاج إلى إعادة نظر و ضبط سريعين من قبل المختصين، للوقاية من مختلف الأمراض التي أصبحت متفشية ببلادنا، كالسكري و ارتفاع الضغط و غيرهما.
الدكتور خالد شدد من جهة أخرى بأن الإكثار من تناول المصبرات المعروضة في المحلات و الأسواق بكميات كبيرة جدا و بتعليب جذاب في حالات عديدة، يؤدي إلى مشاكل صحية تدريجيا، فهي غنية بالمواد المضافة من ملونات و مثبتات و حافظات، و بالتالي هي غير طبيعية، و من الضروري أن يراجع المستهلك نفسه بخصوصها، و يقتنع بأن شراء الطماطم الطازجة أفضل بكثير و أضمن للصحة و السلامة من تلك المصبرة، و شراء الجزر و البازلاء الطازجين، الغنيين بالفيتامينات أجدى و أنفع من كل المصبرات... إلخ.
و أشار من جهة أخرى إلى أهمية تحضير العصائر الطبيعية و الطازجة في البيت و تناولها بسرعة، بدل شراء العصائر الاصطناعية و المشروبات الغازية من المحلات، فمهما روج منتجوها بأنها خالية من المواد الحافظة، فهي في الواقع تضر بالصحة تدريجيا، داعيا ربات البيوت إلى إجراء اختبار بسيط، و هو إخراج قارورة مشروب غازي من الثلاجة، و تركه ساعتين أو ثلاث، و تذوقه بعد ذلك.
و كذا إخراج قارورة عصير ليمون طبيعي من الثلاجة و تركها ليلة كاملة، ثم تذوق العصير، فالمؤكد أن المذاق يتغير وبالتالي يصبح غير صالح للاستهلاك،و ما بالك بأصناف المشروبات التي توضع في حالات كثيرة تحت أشعة الشمس لفترات طويلة. و يدعو رئيس اتحاد الأطباء الجزائريين لجهة الشرق المواطنين إلى العودة إلى أحضان الطبيعة و استهلاك ثمارها الطازجة التي تغنينا عن غيرها.
إلهام.ط
مختصون يحذرون من مضاعفاتها الصحية
- التفاصيل
-
رئيسية جمعية "الأيادي الأصيلة" للنصر
تجار يعيدون تسويق زربية غرداية بضعف سعرها الحقيقيأكدت رئيسة جمعية الأيادي الأصيلة لولاية غرداية، زينب زيطة، بأن المرأة الحرفية الماكثة في البيت، تعاني من صعوبات في تسويق منتوجها من الزرابي، و تضطر...
وقفت على حالات اجتماعية صعبة بإيراقن سويسي
قافلة تضامنية تصل إلى نقاط وعرة بأعالي جيجل حطت نهاية الأسبوع، قافلة تضامنية ، رحالها، بأعالي بلدية إيراقن سويسي بجيجل، و تحديدا بالمنطقة المعزولة عين لبنة، أين قدمت مساعدات لـ 24...
أساتذة يؤكدون في ندوة النصر
متعصبون استغلوا الظرف السياسي لنشر خطاب الكراهيةأرجع دكاترة في الإعلام و ثقافة الأديان و فلسفة القيم و أصول الفقه في ندوة النصر، سبب تفشي خطاب الكراهية إلى مشكلة عدم تقبل الآخر، حتى وسط النخبة، و...
أغلب الضحايا و المعتدين بطالون
انخفاض عدد قضايا العنف ضد المرأة بقسنطينةسجلت مصالح أمن ولاية قسنطينة، انخفاضا في حالات الاعتداء على المرأة خلال سنة 2019، حيث بلغ عددها 242 حالة ، فيما وصل في سنة 2018 إلى 338 حالة، و جاء في تقرير أعدته...
بعضها ذكرى و أكثـرها جفّ و القليل منها لا تزال صامدة
- عيون - قسنطينة.. منابع تروي عطش مدينة تبكي تاريخها يقول العامة في وصف جمال قسنطينة، بأن سرها يكمن في « ماها»، أي مياه وديانها و ينابيعها و «هواها» بمعنى علوها الشاهق و « تلحيفة نساها»، في...
بسبب عزوف الشباب و غزو الأحذية الصينية
الإسكـافـي.. حرفــة مهدّدة بالاندثــارتشهد حرفة الإسكافي تراجعا ملحوظا بولاية قسنطينة التي لم تعد تحصي سوى 73 إسكافيا عبر كافة بلدياتها، من جهة بسبب نفور الشباب من هذه الحرفة اليدوية التي تتطلب الدقة و...
بمبادرة تضامنية من جمعية السلامة المرورية و الرياضة الميكانيكية
موكب سيارات عتيقة يسافر بكبار دار العجزة بباتنة إلى الماضي الجميلبادرت جمعية السلامة المرورية بولاية باتنة في نهاية الأسبوع، إلى تنظيم جولة سياحية تضامنية لفائدة نزلاء بدار العجزة، باتجاه مرتفعات...
تركته أمه يتيما في عمر 6 سنوات
الطفل عبد الخالق يختم حفظ القرآن و يستعد لرحلة إلى البقاع المقدسةأتم الطفل عبد الخالق بودودة حفظ القرآن الكريم كاملا منذ أيام قليلة، و هو يحتفل بعيد ميلاده التاسع بمدينة الشمس هليوبوليس، الواقعة...
رئيس رابطة أطباء النساء و التوليد لناحية قسنطينة
الجزائر أحصت 2.8 بالمئة حالات تشوه الأجنة سنة 2019كشف رئيس رابطة أطباء النساء و التوليد لناحية قسنطينة، الدكتور محمد بوكرو، أن الجزائر سجلت في السنة الفارطة، 2.8 بالمئة من حالات تشوه الأجنة،...
شوف الاثنين بـأولاد يحيى خدروش في هبة تضامنية
أبناء منطقة معزولة يجمعون مليار سنتيم في أسبوع لإجراء عملية لمريضة بالسرطانتمكن أبناء منطقة شوف الاثنين بأولاد يحيى خدروش بجيجل، من جمع مليار سنتيم في أقل من أسبوع للمريضة راضية، ابنة المنطقة، المصابة...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)