تجارة التبن و الفحم تلوث شوارع القل
 انتشرت منذ أيام، عبر مختلف شوارع وأحياء مدينة القل، نقاط بيع التبن و الفحم وجذوع الأشجار ، إضافة إلى طاولات بيع السكاكين ولوازم الذبح على اختلافها، وهو مشهد يتكرر كل سنة مع اقتراب عيد الأضحى، الذي يعد فرصة لكثير من الشباب  للاسترزاق من خلال هذا النشاط الذي سرعان ما يختفي ليترك مكانه مظاهر التلوث بكل أشكاله.
وتجارة مستلزمات العيد على اختلافها، بقدر ما هي نعمة على من يمتهنونها في هذه الفترة، فإنها تعد نقمة على المحيط العام، فالأحياء القريبة من نقاط بيع المواشي تتحول إلى إسطبلات، أما الشوارع و الممرات فتغزوها كل مظاهر الفوضى، بداية بطاولات البيع العشوائية  و وصولا إلى مخلفات ما تعرضه، خصوصا بقايا الفحم و التبن أو الكلأ، وهي مظاهر لا تمت للتمدن بصلة، لأن البادية تغزو المدينة بطريقة بربرية خلال هذه الأيام، التي يساء فيها إلى المحيط العام كثيرا باسم العيد و التجارة. حاولنا التقرب من بعض الشباب و المراهقين الذين يمتهنون هذا النوع من التجارة، للحديث عن انعكاسات نشاط البيع الموسمي على البيئة، و معرفة مدى وعيهم بأهمية الحفاظ على المحيط، لكننا لم نلمس منهم أي اهتمام بالموضوع، فجل من حدثناهم ركزوا على أنهم مجبرون على اغتنام فرصة العيد و باقي المناسبات خصوصا الدينية، للاسترزاق هربا من شبح البطالة الذي يلاحقهم، و الذي أفقدهم بوصلة المعايير و القيم، بعدما جعلت الحاجة الإحساس بمسؤولية تجاه المحيط و البيئة يتراجع لا شعوريا، لتحل محلها الرغبة في الكسب و توفير ما يعيل عائلاتهم و يسد رمقهم.  أما بخصوص نشاطهم، فقد أوضحوا بأنهم سلسلة صغيرة ضمن حلقة استيراد كبيرة، مشيرين إلى أنهم يحصلون على السلع من باعة الجملة، الذين يمنحونهم تسهيلات كبيرة و يسمحون لهم بدفع ثمن البضاعة بالتقسيط، بعد إتمام عملية البيع وهو ما شجعتهم على ممارسة هذه التجارة.
 بوزيد مخبي

الرجوع إلى الأعلى