الـ"بلاك فرايدي" يتحول إلى فوضى و محلات تتعرض للسرقة بالعاصمة
نظمت أول أمس الجمعة، عدد من محلات المجمعات التجارية الكبرى بالعاصمة، بالإضافة إلى مواقع التسوق الإلكترونية الجزائرية، يوما خاصا بالتخفيضات الكبرى، أو ما يعرف بالـ"بلاك فرايدي"، المناسبة التجارية التي لم يتعود عليها الجزائريون، باعتبارها تقليدا أمريكيا خالصا، ليتحول الوضع في  مجمعات كبرى ، مثل باب الزوار و آرديس، إلى فوضى انتهت بتعرض محلات كثيرة للسرقة.
و كان موقع "جوميا" للتسوق الإلكتروني أول من أعلن قبل أيام عن تنظيم يوم  "بلاك فرايدي" أو "الجمعة السوداء" ، مع تخفيضات هامة تصل حتى 75 بالمئة، على جميع المنتجات، لينضم إليه كل من المجمعين التجاريين باب الزوار و آرديس في العاصمة، حيث أعلنا عبر صفحاتهما على فايسبوك بأن الجمعة 24 فيفيري، سيكون يوما للتسوق على الطريقة الأمريكية، وأن التخفيضات ستمس كل المحلات، بما في ذلك محلات الملابس المستوردة و تلك التابعة لعلامات تجارية وماركات عالمية، لكن هذه النعمة تحولت إلى نقمة، بعدما عمت الفوضى المحلات، و تعرض بعضها للسرقة كمحلات " زارا" التي انتشرت صورا مسربة منها عبر مواقع التواصل، أظهرت قيام زبائن بالدخول إلى غرف تغيير الملابس و ارتداء ملابس جديدة تحت ملابسهم القديمة و الخروج دون دفع ثمنها، حتى أن البعض تركوا ملابسهم القديمة في غرفة التغيير و غادروا المحلات و هم يرتدون قطعا مسروقة، الأمر الذي أثار امتعاض رواد مواقع التواصل و أفسد المبادرة.
 و الجمعة السوداء وتسمى في الوطن العربي بـالجمعة البيضاء، هو اليوم الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر في الولايات المتحدة، و يكون عادة في نهاية شهر نوفمبر من كل عام ، ويعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد.
 في هذا اليوم تقوم أغلب المتاجر بتقديم عروض وخصومات كبيرة، حيث تفتح أبوابها مبكرا لأوقات تصل إلى الساعة الرابعة صباحا. وعند الافتتاح تبدأ جموع الزبائن بالتوافد و الركض للظفر بالمنتج الأحسن، و في يوم الجمعة السوداء تقوم أيضا بعض متاجر الإنترنت ، مثل موقع أمازون وإيباي بتقديم عروض مغرية، وتقوم إضافة إلى ذلك بتقديم عرض خاص جدا على منتج معين يتغير كل ساعة.
و تعود تسمية الجمعة السوداء إلى القرن التاسع عشر، حيث ارتبط ذلك بالأزمة المالية عام 1869 في الولايات المتحدة، التي شكلت ضربة كبرى للاقتصاد الأمريكي، حيث كسدت البضائع وتوقفت حركات البيع والشراء، مما سبب كارثة اقتصادية في أمريكا، تعافت منها عن طريق عدة إجراءات منها إجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها، بدل كسادها وتقليل الخسائر قدر المستطاع ومنذ ذلك اليوم أصبح تقليدا في أمريكا.
أما وصف هذا اليوم باللون الأسود، فهو ليس ناتجا عن الكراهية أو التشاؤم، وقد أطلقت هذه التسمية لأول مرة في عام 1960 من قبل شرطة مدينة فيلاديلفيا ، بسبب الفوضى المرورية الكبيرة والطوابير الطويلة أمام المحلات خلال هذا اليوم،  و يشاع أيضاً بأنه يرمز للتجارة والمُحاسبة، و يدل على الربح والتخلص من الموجود في المستودعات، بينما يعبر اللون الأحمر على الخسارة والعجز أو تكدس البضاعة وكساد العمل.
ن/ط

الرجوع إلى الأعلى