مديحة طفلة من جيجل  حياتها مرتبطة بجهاز  
تعيش عائلة بوبكري، المقيمة بجيجل، على أمل جمع 600 مليون سنتيم، للتمكن من  إجراء عملية جراحية بألمانيا لابنتها مديحة، البالغة من العمر 12 سنة، العاجزة عن التحكم في جهازها البولي، ما حتم عليها كحل مؤقت تثبيت جهاز خاص لصرف حاجتها البيولوجية، و هذا الوضع أثر كثيرا على حالتها النفسية و نمط معيشتها و تنقلها للدراسة.
النصر تنقلت إلى بيت الطفلة المقيمة بمدينة جيجل، فاستقبلنا والد مديحة، و قال لنا بنبرة حزينة « هذا البيت معروض للبيع، و سيارتي كذلك، لعلني أحصل  على المبلغ المالي الذي يكفل لابنتي العلاج».
و لدى دخولنا إلى المنزل استقبلتنا ربة البيت، رفقة الطفلة مديحة، التي كان التعب جليا في ملامحها ، و عندما اقتربنا  منها، لاحظنا بأنها موصولة بجهاز للقسطرة البولية، (جهاز يؤدي إلى تصريف البول إلى كيس خارجي)، و تعاني من صعوبة في المشي.
قالت لنا الطفلة الصغيرة، بأنها تدرس في السنة الثانية متوسط، و بأنها مريضة جدا و أضافت « أنا أعاني كثيرا، و والدتي تعبت كثيرا ، نظرا لصعوبة حياتي اليومية ، و نقلها لي إلى الإكمالية، حيث أدرس».
و ذكرت أم مديحة بأن ابنتها عانت منذ صغرها، جراء إصابتها بمرض سبينا بيفيدا، و أجرت عملية جراحية في العاصمة بمستشفى باب الواد بالعاصمة، سنة 2013، و كانت العملية ناجحة، لكن هذا المرض يؤثر على الجهاز العصبي، فتسبب لها في إعاقة حركية جزئية بقدمها، و حالة مرضية مستعصية ، فقد أضحت لا تستطيع التحكم في جهازها البولي، و أصبحت تصرف حاجتها البيولوجية دون تحكم، ما تطلب إجراء عملية أخرى لتثبيت جهاز قسطرة بولية.
 و أشارت والدة مديحة إلى أن طفلتها الصغيرة، أصبحت تنزعج من حملها يوميا للجهاز، و قد بدأت تدرك شؤون الدنيا، و تخجل أمام زميلاتها في الدراسة.
و قال الأب بأنه وزوجته بحثا لسنوات عن الحلول الممكنة لعلاج فلذة كبدهما، و في نهاية المطاف قام بإرسال ملف مديحة الطبي إلى أحد أقارب والدتها، و هو يقيم بألمانيا، فتوصل إلى مستشفى به طاقم طبي يستطيع إجراء عملية، لتستطيع مديحة العودة إلى حالتها و قضاء حاجتها البيولوجية بشكل طبيعي، و بين بأن ثمن العملية الجراحية مع تكاليف العلاج الأخرى تقدر بحوالي 600 مليون سنتيم.
قال والد الطفلة بهذا الخصوص’’ لقد فرحنا كثيرا عندما علمنا بوجود علاج لحالتها، لكن مبلغ 600 مليون أنسانا الفرح، قامت زوجتي ببيع مجوهراتها، و اتصلت بالعديد من المحسنين، و تمكننا بعد حهد جهيد من جمع مبلغ 105 مليون سنتيم».
أكدت والدة مديحة بأنها طرقت أبواب الجمعيات لكن دون جدوى، و تلقت نفس الرد « المبلغ مرتفع و ليس من السهل جمعه»، و ذكر الأب بأنه عرض سيارته و منزله العائلي للبيع، خصوصا و أن آجال انتهاء تأشيرة الذهاب إلى ألمانيا، تنتهي بتاريخ 12 فيفري المقبل.
و أضاف بأن الطاقم الطبي الألماني دعا الأسرة  إلى الإسراع بإرسال البنت لعلاجها، لأن نسبة نجاح العملية تتقلص بمرور الوقت، و تابع المتحدث» ظروفي المالية كانت لابأس بها، لكن  علاج ابنتي لسنوات عديدة، و تحملي بمفردي  مصاريف المعيشة، فأنا أب لطفلين آخرين...»، و توقف لدقائق عن الكلام، و انهمرت الدموع من عينيه، في تلك اللحظة، لم تتمالك زوجته نفسها و بكت هي أيضا من شدة التأثر، ثم تمالكت نفسها و  أشارت إلى أن مديحة أصيبت بجرح عميق في رجلها، جراء محاولتها المشي لوحدها، ما تسبب في حدوث فتحة كبيرة، زادت من معاناتها و عالجت رجلها منذ أشهر.
و تتوجه أسرة مديحة بنداء إلى المحسنين لمساعدتها في جمع المبلغ المالي للطفلة، حتى يتسنى لها العلاج، و التخلص من أكبر مشكل يهدد مستقبلها.            
كـ .طويل

الرجوع إلى الأعلى