وجبات ساخنة تعوّض دفء العائلة و رعايا نيجريين يرفضون مغادرة مدينة أم البواقـي
لم تمنع درجة الحرارة المنخفضة ليلا هذه الأيام، رجال الشرطة وموظفو قطاع النشاط الاجتماعي وغيرهم من الشركاء، من الخروج ليلا للبحث عن الأشخاص دون مأوى و التكفل بهم، في مشهد يكرّس الجانب الإنساني الذي يتحلى به المشاركون في الحملة التي تتجدد من أسبوع لآخر، و قد  شاركت في إحداها جريدة النصر، بدعوة من مصالح الشرطة بأمن ولاية أم البواقي.
كانت الساعة تشير إلى تمام الساعة  التاسعة ليلا، عندما بدأ المعنيون يلتحقون تباعا بالقافلة بمقر المديرية الولائية للأمن الوطني بأم البواقي، و أولهم المكلف بخلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن الولاية محافظ الشرطة عبد الله ساعي ، ثم التحق بعده ممثل مديرية النشاط الاجتماعي فاتح براح، المربي المتخصص المكلف بتسيير لجنة البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى بمديرية النشاط الاجتماعي، ومعه مرافقه حكيم مدفوني ، المساعد الاجتماعي بوكالة التنمية الاجتماعية، ليلتحق بعدهم الطبيب العام في الصحة العمومية سفيان عبابسة، كممثل عن مؤسسة الصحة الجوارية، إلى جانب كل من رئيس المصلحة الولائية للصحة والنشاط الاجتماعي والرياضات بمديرية الأمن الولائي، محافظ الشرطة محيي الدين بن خليفة و أعوان الحماية المدنية، لتنطلق القافلة المشكلة من 5 مركبات بعد أن تم وضع خطة عمل حول النقاط التي تجوبها.الخطة التي وضعها مؤطرو القافلة تضمنت التنقل لمحطة نقل المسافرين كأول نقطة في البرنامج، وذلك لكون المحطة تعتبر المنطقة الأولى التي ينزل  بها المسافرون من مناطق مختلفة، على أن تجوب القافلة محيط المساجد و وسط مدينة أم البواقي ونقاط مختلفة، رجحت بأن تكون ضمن النقاط التي يتواجد بها أشخاص دون مأوى، وبالرغم من تسخير مديرية الأمن الوطني عددا لا بأس به من الوجبات الساخنة المتكونة من طبق رئيسي وخبز و برتقالة، غير أن طول مدة البحث عبر النقاط التي جباتها القافلة، لم تمكن من الوصول إلى أشخاص دون مأوى.
سكان يساعدون  في  تحديد أماكن المشردين
وكشفت الخرجة الميدانية للقافلة عند بلوغها محيط المركب الإسلامي عقبة بن نافع، وسط المدينة، بأن بعض الرعايا النيجيريين رفضوا مغادرة إقليم الولاية، في ظل ما وجدوه من ترحيب من طرف سكان المدينة، و الوجبات الساخنة التي تصلهم بين الحين والآخر، ومن بينها الوجبات التي تقدمها الشرطة، فورشة السكن الخاص في طور الإنجاز، المقابل للمركب الإسلامي أماطت اللثام عن زاوية شيدت بالآجر الأحمر، والتي اتضح بأن النيجيريين  بشير وحمزة  يقطنان بها منذ مدة، و استقبلا أعضاء القافلة بابتسامة عريضة، وحرص ممثل جهاز الشرطة على توعية الرعيتين بضرورة تنقلهما لولاية تمنراست لترحيلهما إلى وطنهما، على غرار بقية الرعايا المرحلين في وقت سابق، و قد كشفت معاينة وثائق هويتهما، عن انقضاء مدة صلاحية البطاقتين.
و كشف ممثل مديرية النشاط الاجتماعي، بمعية ممثل وكالة التنمية الاجتماعية، بأنهما يشاركان في القافلة منذ سنة 2009 ، ومذ ذلك التاريخ يرشد سكان بلديات الولاية في كل مرة أعضاء القافلة عن مكان تواجد أشخاص دون مأوى، في وقت يفضل متشردون تجنب القافلة ورفض المساعدات التي تقدم لهم بين الحين والآخر.
و أكد محافظ الشرطة المكلف بخلية الاتصال والعلاقات العامة، بأن طابع الولاية المحافظ هو الذي ساهم في تقليص عدد الأشخاص دون مأوى، والحالات التي يعثر عليها أفراد القافلة محدودة، ويتم التكفل بها، وهو ما كشفت عنه خرجة القافلة  التي جابت محطة نقل المسافرين ومحيط مسجد عقبة بن نافع ووسط المدينة، والطريق المحاذي للإقامات الجامعية للإناث، وأسفل مدرجات ملعب زرداني حسونة و ساحة المسجد العتيق ومحيط مسجد أبي ذر الغفاري والمدينة الجديدة ماكومداس.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى