متجولون يجازفون بحياتهم على حواف الطرقات و آخرون يتسببون في اختناق حركة المرور
تشهد قسنطينة أزمة مرور ملفتة و اختناق أغلب محاور طرقاتها الوطنية منها و الولائية، خلال عطلة الربيع، بسبب تدفق العائلات المرفقة بأبنائها على بعض المناطق التي تحوّلت إلى قبلة للتجوال و التنزه بما فيها حواف الطرقات، رغم ما تشكله من خطر على حياة المتنزهين، بالإضافة إلى تزايد الإقبال على بعض الوجهات المعروفة بمطاعمها، سيّما المختصة في الشواء، مما جعل هذه العطلة أشبه بعطلة الصيف، تلجأ فيها الكثير من الأمهات العاملات إلى العطل المرضية لتخصيص وقت أكبر لأطفالهن.
العطل المدرسية لم تعد تختلف عن بعضها البعض، من حيث تزايد الرغبة في قضائها خارج البيت، إذ غالبا ما تكون بالفضاءات التجارية، خاصة مساحات التسوّق الكبرى، سيّما المعارض الموسمية التي يحرص المشرفون عليها، على تنظيمها في مثل هذه الفترات بالذات لضمان التهافت الكبير، بالإضافة إلى المراكز التجارية الكبرى التي باتت هي الأخرى ملاذا للباحثين عن أماكن للتسلية و الإطعام و كذا فضاءات الأطفال.
مثل الخيمة العملاقة التي تشهد تدفقا كبيرا لهواة المعارض التجارية، أينما حلت بمختلف البلديات، تعرف فضاءات  التسوّق الكبرى، دون استثناء هي الأخرى، تهافتا بشكل يومي طيلة اليوم، إلى غاية ساعة غلق المحلات، هذا ما وقفنا عليه من خلال زيارتنا لبعض المراكز التجارية بالمدينة الجديدة علي منجلي بشكل خاص، أين يكثر الإقبال على مطاعم الأكل السريع و كذا فضاءات التسلية المخصصة للأطفال، سيّما التي تضمن حراستهم لساعات و بمقابل بسيط يتراوح بين 100و 250 دج.
مشهد التجوّل بفضاءات التسوّق دون شراء شيء يذكر، يتكرّر يوميا بالعديد من المراكز التي تحوّلت إلى مقصد سياحي، بدل المتاحف و المواقع الأثرية، التي و إن عرفت تزايد زوارها في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، تبقى غير قادرة على استقطاب أعداد هائلة كتلك التي تقصد الأماكن التجارية في العطل، حيث يعتبر البعض بأنها تجمع بين متعة التسوّق و الترويح معا، و إن كان الأكثرية يرجعون سبب لجوئهم إلى هذه المرافق التي زاد انتشارها، إلى نقص مرافق الترفيه.   
و ثمة عائلات تفضل المروج حتى خارج أيام نهاية الأسبوع، حيث باتت الكثير من المناطق و المساحات الخضراء تسجل تدفقا يوميا لهواة التجوّل و الترويح عن النفس، غير أن فوضى ركن السيارات على حواف الطرقات السريعة، بات يتسبب في اختناق حركة المرور و يضاعف حالة التوتر عند السائقين، خاصة العائدين من العمل بعد يوم مضن، حيث يعرف طريق مطار محمد بوضياف و كذا الطريق الرابط بين زواغي و المدينة الجديدة علي منجلي ازدحاما يكاد يكون مستمرا، جرّاء الركن العشوائي لمركبات المتنزهين و الذي بات العنصر النسوي يشكل نسبة معتبرة بينهم، حيث لم تعد الكثير من النساء تترددن في نقل صغارهن أو عائلاتهن للتجوّل بالحقول و المروج، و حتى الغابات و بشكل خاص غابة المريج التي تشهد هي الأخرى توافدا كبيرا طيلة الأيام و بوتيرة أكبر نهاية الأسبوع، خاصة بعد تهيئة فضاءات التسلية للصغار و الكبار.
هوس قضاء العطلة مع أفراد العائلة، دفع بعض الأمهات العاملات إلى اللجوء إلى العطل المرضية، و هو ما سجلته بعض الإدارات و المرافق المختصة في الخدمات العمومية، و هو ما أكده بعض المسؤولين، مشيرين إلى تزايد انتشار الظاهرة في السنوات الأخيرة.
و لم تخف بعض الموظفات اللائي تحدثنا إليهن حول الموضوع، لجوئهن إلى هذا النوع من الحيل و السلوكات، و بررن ذلك، بعدم إيجاد حل لأطفالهن الصغار، خاصة المتمدرسين بالأقسام التحضيرية و المساجد الذين لا يجدن مربيات أو جليسات أطفال يحرسنهم عند غيابهن، مما يحتم عليهن التحجج بالمرض للبقاء بالبيت معهم و بالتالي انتهاز الفرصة لأخذهم في جولات تتجاوز حدود الولاية، و باتجاه المدن الساحلية، و أيضا الداخلية التي تشتهر بحظائر التسلية و بشكل خاص باتنة و سطيف و عنابة، أين يتنافس بعض الآباء و الأبناء في نشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي يتفاخرون من خلالها بالعطل التي قضوها مع الأسرة في فصل الربيع.هذا و تعرف الكثير من البحيرات و الوديان هذه الأيام أيضا، إقبال هواة الصيد الذين كثيرا ما يكونون مرفقين بأبنائهم الصغار، عكس فترات الدراسة.                   

مريم.ب

الرجوع إلى الأعلى