مختصون ينصحون باستهلاك المناقيع العشبية و اتخاذ تدابير الوقاية التقليدية
يحتار الكثيرون في اختيار الملابس المناسبة لحماية أنفسهم و أطفالهم من الأمراض و المشاكل الصحية المرتبطة بفصل الخريف، في ظل التقلبات الجوية و عدم استقرار أحوال الطقس، خاصة أمام الانخفاض المفاجئ في درجة الحرارة بعد موجة حر قد يشهدها الجو طيلة ساعات، مما يدفع البعض إلى اتخاذ بعض التدابير و الوصفات التقليدية من باب الوقاية، فيما ينصح الأطباء المختصون، باختيار الملابس المناسبة و تناول المواد الغنية بالفيتامين «ج» تحسبا لمواجهة أعراض البرد و الحساسية إلى جانب الإكثار من المناقيع العشبية.
و أوضح الدكتور عمر محساس المختص في الأمراض الصدرية بأن نزلات البرد و الأنفلونزا و حساسية الأنف و الصدر و القصبات الهوائية تكثر في الخريف، باعتباره الفصل الذي تنشط فيه الفيروسات الموسمية منها الأنفلونزا و انتشار الحشرات المجهرية، و ما ينجم عنها من مضاعفات و أمراض الجهاز التنفسي، خاصة التهاب اللوزتين و الأنف والحنجرة و القصبات الهوائية و الالتهاب الرئوي و غالبا ما يكون الرضع  و الأطفال الذين يعانون من مشاكل الحساسية الأكثر عرضة لها، فضلا عن المسنين الذين شدد على ضرورة حرصهم على التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية لتجنب أي مضاعفات خطيرة.
و نصح بضرورة اختيار الغذاء الصحي و احترام وجبات الغذاء بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، و الإكثار من تناول المواد الغنية بالفيتامينات و المعادن القادرة على منح الجسم الطاقة، خاصة الحوامض.
محدثنا أوضح بأن أفضل طريقة لتجاوز مشاكل الخريف الصحية، اتباع نصائح الجدات التقليدية و الوقائية و التي تؤكد على ضرورة عدم التهاون بنوعية الملابس و تجنب تغيير الملابس حسب درجة الحرارة، لأن ذلك يؤثر على الجسم، خاصة لذوي البنية الضعيفة و حذّر من الاستمرار في ارتداء ملابس الصيف و ضرورة استبدالها و لو بملابس خفيفة مع سترة في حال كانت درجة الحرارة مرتفعة تحسبا لأي تغيّر مفاجئ في الجو.
و أكد الدكتور محساس على أهمية التلقيح الموسمي بالنسبة للمرضى المزمنين، و ضرورة اتخاذ تدابير الوقاية و على رأسها عدم مصافحة و تقبيل المرضى المصابين بالزكام و الأمراض الموسمية المعدية مع تهوية المنزل حتى لا تبقى الفيروسات تدور في فضاء مغلق و بالتالي تجدد احتمال العدوى و انتشارها.
و من جهتها اعتبرت الدكتورة مونية مغزلي، الملابس القطنية و البينية »دومي سيزون» من  أفضل الطرق لحماية الجسم في هذه الفترة لنعومتها و احتفاظها بالحرارة المناسبة للجسم سواء انخفضت درجة الحرارة أو ارتفعت.
و ذكرت بأن عدد المرضى الذين يقصدون عيادات و مصالح طب الأطفال و  أمراض الحساسية و الصدر يتضاعف في هذا الفصل، بسبب تزايد التيارات الهوائية و محافظة الكثيرين على عادات الصيف كالاستحمام دون تجفيف الشعر و الجسم و نفس الشيء مع ممارسة الرياضة و التعرّق ثم مواجهة الهواء مهما كان لطيفا، ناهيك عن قلة ساعات النوم و عدم احترام مواعيد الأكل أو سوء اختيار الغذاء الصحي.
و في الأخير نصحت بتناول المناقيع العشبية كالنعناع و الليمون و الزنجبيل مع العسل و القرفة و غيرها من وصفات الجدات التقليدية التي برهنت على نجاعتها.
من جانبه أشار الدكتور عبد المالك عيادي إلى أهمية تجنب التداوي الذاتي خاصة عندما يتعلّق الأمر بالأطفال، لما قد ينجم عن ذلك من مؤثرات سلبية و مضاعفات يدفع ثمنها المرضى الصغار، و أكد على ضرورة تجنب الوصفات التقليدية إذا كانت حالة المريض حرجة و أعراض الربو أو الحساسية واضحة، لأن ذلك قد يفاقم نوبات الربو و يعرّض حياته للخطر، إشارة إلى الزيوت و المستحضرات التي ترّوج إليها بعض العطارات و باعة المواد العشبية.
وإن كان الكثيرون لا يستغنون عن نصائح الأطباء، فإن هناك من لا زالوا أوفياء لعادات و وصفات الجدات و يسارعون إلى تحضير وصفات وقائية منها نقع التين و الثوم في زيت الزيتون و استهلاكه كل صباح على الريق، أو تحضير عصير الليمون مع العسل أو العسل و الحبة السوداء و غيرها من الوصفات المعروفة و الرائجة بجل البيوت.
كما يعد فصل الخريف من أكثر الفصول التي تكثر فيها النساء طبخ و إعداد الوصفات التجميلية لاسيّما المعالجة لتساقط الشعر و جفاف البشرة، خاصة الوصفات المكونة من الثوم الأحمر.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى