المخرج عبد الرحيم العلوي يستعيد «ذاكرة الأحداث»
شكلت العلاقة بين السينما و الأدب محور محاضرة في أول يوم من تظاهرة سينما الذاكرة التي نظمها نادي «مجانين السينما» التابع لجمعية نوميديا فنون بقسنطينة و التي انطلقت فعالياتها أمس بدار الثقافة مالك حداد.
المحاضرة التي نشطها الباحثان عبد المجيد مرداسي و أحمد ملياني تطرّقت إلى تطوّر تقنية السرد الأدبي في السينما و أهمية العلاقة التي تربط بين هذين المجالين، و قدم الباحثان أمثلة كثيرة من عمق السينما الجزائرية بين الأمس و اليوم، مشيرين إلى عناصر القوة و الضعف في منح الأدب النصيب الأوفر في صناعة الأفلام.
كما تحدث المشاركان عن بعض الروائع السينمائية التي حققت نجاحا ملفتا، رغم أن نصوصها كتبت خصيصا للسينما، مشيرين إلى التطوّر الذي عرفه مجال الكتابة السينمائية و تشكل لغة خاصة من حيث السرد و الصياغة.
و تخلل اليوم الأول من تظاهرة «سينما الذاكرة»التي ستستمر إلى غاية الفاتح من نوفمبر، عرض فيلم «ذاكرة الأحداث» لمخرجه عبد الرحيم العلوي الذي حضر عرض و مناقشة العمل السينمائي الذي تدور قصته حول حكاية الفنان و المبدع أثناء العشرية السوداء، و المعاناة التي عاشها بداية التسعينات.
فيلم «ذاكرة الأحداث» الذي أنتجته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بدعم من وزارة الثقافة، و شارك في بطولته كل من الفنانة أمل وهبي و الممثل عبد الله عقون، إلى جانب نخبة من الممثلين المعروفين منهم  فريدة صابونجي ، فوزي صايشي و المنشطة زهرة حركات، سرد قصة صحفي و مخرج يتحدى تعنت رئيس بلدية متشدد، ينوي غلق المسرح و إنهاء النشاطات الثقافية و الفنية بكل أنواعها، غير أن عزيمة عز الدين و فريقه كانت أقوى من أي تهديد، حيث يواجهون ذلك باقتباس مسرحية من روائع المسرح الكلاسيكي الفرنسي و بالضبط من أعمال موليير و الموسومة «تارتيف»، و هو ما يحمل المشاهد من أجواء سينمائية إلى أجواء مسرحية مفعمة بالحماس، أعادت بعث أسماء راسخة في الذاكرة لشخصيات اغتالتها أيادي الإرهاب،  نذكر منها الصحفي طاهر جاووت.
عرض الفيلم أعقبه نقاش شيّق لعشاق السينما من هواة و مختصين، تحدثوا عن البعد التاريخي و الاجتماعي لهذا العمل المتميّز. و ستتواصل فعاليات «سينما الذاكرة» بمحاضرات على مدار ثلاثة أيام ، يشارك فيها كل من الباحثة وناسة تنغور  و المجاهدين حمودي كراشة و عرفة  و الباحثة شريفة ماشطي، فضلا عن عرض أفلام «الفرار»لمهدي عبد الحق، «القطاطشة» لعلي عيساوي  و «عملية مايو» لعكاشة تويتة.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى