"العرس الوحشي"...صرخة ركحية لواقع عربي مليء بالمآسي
شكل العرض المسرحي الأردني «العرس الوحشي» الذي قدم سهرة أول أمس الأحد بوهران صرخة ركحية «مدوية» لواقع عربي مليء بالمآسي والآلام.
وكان هذا العمل الذي يشارك ضمن الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي والذي عرض بالمسرح الجهوي لوهران «عبد القادر علولة « مرآة فنية تعكس الوضع العربي الغارق منذ عقود في دوامة من الاضطرابات و التوترات التي أثقلت كاهل الأمة العربية. وتتطرق المسرحية لمخرجها الأردني عبد الكريم الجراح و تأليف الكاتب العراقي فلاح شاكر والمستمدة من رواية «العرس الوحشي» للكاتب الفرنسي يان كيفليك، عن قصة رسو سفينة متضررة تعبر الوطن المرهق وعن أم تعرضت للاغتصاب من قبل جنود العسكر الأمريكي المحتل، أسفر عن حملها و وضعها لولد يصفه المجتمع بالابن «غير الشرعي».
وتدور أحداث القصة وبقالب درامي حول مختلف مراحل نشأة هذا الابن ومعاناته، جراء نظرة الآخرين له بينما تعيش أمه في جو كئيب بنفسية مجروحة في مشاهد تتحدث عن الأوضاع العربية في هذا الزمن وعن دوامة العنف والخلافات، وكذا مظاهر التدخل الأجنبي الغربي في الوطن العربي. ويتعرض هذا العمل الفني الذي يستخدم الموسيقى المعبرة والمنسجمة مع مختلف مواقف القصة، بشكل يوحي أنها نص غير منطوق عن آلام بلدان عربية عديدة، على غرار العراق وسوريا. حسب المخرج الذي نشط ندوة نقاش حول مسرحيته أن «العرس الوحشي» هو بمثابة إدانة صريحة لانتهاك حرية الآخر واستلاب حياته، مبرزا أن عمله الفني يحاول بعث رسائل إنسانية للعالم للتأكيد بأن الجناة والمحتلين والمغتصبين يحملون وزر جناياتهم مدى الحياة.
وقد تطرق السيد الجراح إلى أهمية تجربة المسرح المفتوح، أو ما يعرف بمسرح الشارع، كتجربة رائدة في بلده، داعيا إلى تكثيف الأعمال المسرحية التي تحاكي الراهن العربي وهمومه وانشغالاته المشتركة.
جدير بالذكر أن هذه المسرحية التي أنتجت في إطار المهرجان الأردني السنوي الأخير للمسرح المحترف، بدعم من وزارة الثقافة لهذا البلد جسد شخصياته عدد من الممثلين على غرار شفيقة الطل وزيد خليل مصطفى.يذكر أن المهرجان التاسع للمسرح العربي «دورة عز الدين مجوبي» المنظم من قبل الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح تتواصل فعالياته بولايتي وهران ومستغانم إلى غاية 19 جانفي  الجاري.     

الرجوع إلى الأعلى