محمد عجايمي و  أجراد يوغرطة   بقسنطينة لتقديم أوبيريت "حيزية"
سيكون الجمهور القسنطيني العاشق للمسرح الغنائي و الفن، على موعد مع العرض الأول للعمل الأوبيرالي “ حيزية”، يوم 11 فيفري الجاري بقاعة العروض الكبرى أحمد باي.
العرض الذي أنتجه الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، في إطار مشروع انجاز سلسلة من الأعمال الفنية التراثية الخالدة، كتب نصه الشاعر عز الدين ميهوبي، أما الألحان الأصلية فتعود للفنان المرحوم محمد بوليفة، في حين يشرف المبدع فوزي بن براهيم على السينوغرافيا و الإخراج، أما الألحان و التوزيع فمن توقيع حسان لعمامرة، و يتقاسم دور البطولة في العمل الجديد، كل من الفنان القدير محمد عجايمي في دور الأب ، و الفنانة جهيدة يوسف في دور الأم، أما لمياء بطوش، فاختيرت لأداء دور حيزية، بينما يؤدي أجراد يوغرطة دور الراوي، و شارك في العمل كذلك، كل من عمر بن حرمة، في دور الصديق و فيصل بن عيش الذي يمثل دور مداح الشوق، بينما يؤدي ربيع قشي دور بن قيطون و يظهر ناصر عطوي في دور سعيد.
العمل يعد من أحدث و أضخم انتاجات الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، ويأتي بالتعاون مع فرقة الفنون الشعبية للديوان و فناني “بالي “مستقلين، وقد أنجز في شكل أوبيرات غنائية تجمع بين الأداء المسرحي ، التعبيري و الغنائي، و يأتي إتماما لمسعى إعادة بعث التراث الوطني في أشكال حداثية أصلية تستمد قوتها  و ابداعها من عبقرية الموروث الشعبي و ذاكرته الزاخرة بالمواقف و البطولات و التضحيات. للتذكير فإن حيزية “ تؤدي دورها لمياء بطوش”  هي بطلة قصة حب واقعية جرت أحداثها في أواسط القرن الماضي بين منطقة سيدي خالد الصحراوية و جنوب بسكرة ، اسمها الكامل حيزية بوعكاز، والدها أحمد بن الباي وهو احد أعيان عرش الذواودة بسيدي خالد، جمعتها علاقة عاطفية مع ابن عمها سعيد “ الذي يلعب بطولته خريج برنامج أراب أيدول ناصر عطوي”، لكن العلاقة تصطدم بأعراف القبيلة التي تعتبر الحب غير المعلن ضربا من ضروب الطعن في الشرف و الخدش في الحياء وهو ما دفع بوالدي حيزية الى الحيلولة دون تواصل هذا الحب الصادق و الرحيل بابنته الى التل هربا من ألسنة الناس.
العلاقة بين حيزية و سعيد انكسرت في أوج التناغم والانسجام بينهما، وكانت صدمة قوية لم تتحملها حيزية التي فارقت الحياة حزنا، فلم يجد سعيد سوى الشاعر البدوي الكبير محمد بن قيطون ليطفىء حرقته، فطلب منه تخليد ذكرى الراحلة حيزية في قصيدة  تجمع بين الرثاء و الوصف، وهي القصيدة التي تتداولها الأجيال منذ ذلك الحين والتي تغنت بها حناجر الفنانين والمطربين، من أمثال الراحل  عبد الحميد عبابسة وتقول في مطلعها:
عزوني يا ملاح في رايس لبنات سكنت تحت اللحود ناري مقدية
ولدت حيزية عام 1852 و توفيت عام 1875 عن عمر ناهز 23سنة، والدها من أعيان قبيلته أما ابن عمها سعيد الذي عاش يتيما وورث  عن جده مالا كثيرا وكفله عمه أحمد بن الباي فقد قضى آخر أيامه معتكفا في خيمته بعيدا عن الناس ووفاء للراحلة حيزية .
نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى