بطاقة الفنان المحترف لم تنقذ المبدعين من هاجس البطالة
يرى الفنان القسنطيني عبد الجليل آخروف بأن بطاقة الفنان لم تحل مشاكل الفنان المحترف، كما لم تحميه من البطالة، بسبب استمرار ظاهرة المحسوبية بالساحة الثقافية، مما حرم الكثيرين من فرص العمل رغم إبداعهم وكفاءتهم الفنية، كما تحدث عن ضرورة الالتفات أكثر للتراث الفني و الألحان التي تؤدى في الزوايا و نفض الغبار عن بعض الروائع التي بقيت محصورة في حيّز ضيق، رغم صبغتها الطربية الراقية، القادرة على اكتساح العالمية لو حظيت بإعادة توزيع موسيقي بسيط، حسبه.
عبد الجليل آخروف كشف في اتصال بالنصر عن أعمال جديدة ، قال أنه بصدد التحضير لها بعد انتقائها و جمعها من التراث القسنطيني المعروف في أوساط ضيّقة من بعض مريدي الزوايا، مؤكدا رغبته في إعادة إحياء بعض الألحان الجميلة التي يجهلها الكثيرون، و المهددة بالاندثار بمرور الوقت في نظره، مؤكدا بأن جل الألحان القسنطينية الأصيلة أخذت من الزوايا، بعد أن أضفيت عليها بعض التعديلات الموسيقية، مثلما قال.
 و أضاف محدثنا الذي من المنتظر أن يسوق قريبا ألبومه الثالث المتضمن لـ  30 ابتهالا مدة كل واحد 3 دقائق، والتي مزج فيها بين المناجاة و المدح، بأن من أهم الألحان التي اختار الخوض فيها مؤخرا ، لحن في مقام الرمل ماية حاول إضفاء لمسة فنية جديدة عليه، من خلال إعادة توزيعه مع كلمات من التراث الصوفي يأتي في مطلعها:
« لولاك يا زينة الوجود ما طاب عيشي ولا وجودي...
ولا ترنمت في صلاتي ولا ركوعي ولا سجودي»،
مشيرا إلى أهمية التوزيع الموسيقي و دوره في انتشار و نجاح أي لحن مهما كان قديما، و علّق قائلا بأن الفضل في النجاح الذي حققته بعض الأغاني المغاربية بصوت المطربين المشارقة، يعود إلى إعادة التوزيع الموسيقي باحترافية عالية، بما يتوافق مع الذوق الفني الحالي، مؤكدا بأن رصيد الألحان التراثية الجميلة التي لا تزال في الظل كبير جدا، و قادر على اكتساح العالمية لو حظي باهتمام المبدعين و الموسيقيين الحقيقيين.
رئيس فرقة « روضة الحبيب « قال بأنه يراهن على الحفاظ على تراث المشايخ، بدلا من تقليد الغير، مضيفا بأن الأولين أبدعوا  ألحانا في غاية الجمال، لكنها بقيت محصورة في حيّز محدود بين بعض المريدين فقط، في الوقت الذي تم فيه تشجيع كل أنواع الرداءة في الموسيقى، مما أدى إلى تدني مستوى الذوق العام.الفنان الملّقب بلبل المديح ، انتقد من جهة أخرى حالة الركود الفني الذي تشهده الساحة الثقافية القسنطينية خاصة و الجزائرية عامة منذ مدة، و تبعياتها سيّما على حياة الفنانين المحترفين الذي اعتبر أن بطاقة الفنان لم تحل مشاكلهم و لم تخلصهم من هاجس البطالة، رغم إمكانياتهم و مؤهلاتهم العلمية و الفنية العالية و مستواهم الإبداعي، مشيرا إلى ما وصفه بالمفارقات المؤسفة، بسبب فوز بعض الفنانين الذين يحترفون مهنا أخرى، بكل فرص البروز و العمل المستمر، فيما يحرم المحترفون و يهمشون، بسبب استمرار ظاهرة المحسوبية في الساحة الفنية و الثقافية، مثلما قال.                                                مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى