"كوك استوديو" يحيي روح التراث الغنائي الجزائري بألوان عصرية
حققت مجموعة من الثنائيات الغنائية المميزة التي قدمها فنانون جزائريون، ضمن النسخة الجزائرية من البرنامج الفني الغنائي « كوك استوديو»، الذي تبثه إحدى القنوات الخاصة نجاحا كبيرا، حيث استطاع كل من المايسترو صافي بوتلة و الموزع الموسيقي أمين دهان أن يعيدا بعث مجموعة من الأغاني التراثية و حتى الوطنية بروح جديدة، من خلال الجمع بين أصوات فنية في طبوع مختلفة، لتكون النتيجة أغان جميلة تحقق آلاف المشاهدات على تويتر.
 صافي بوتلة بتجربته العالمية ، قدم نسخة جزائرية من «كوك استوديو»، يجمع المتتبعون على أنها من بين أفضل النسخ العربية للبرنامج، خصوصا و أنه عرف كيف يجمع بين فنانين من أجيال مختلفة، و يمزج الطبوع الجزائرية البدوية و الصحراوية و الرايوية ، و حتى الأندلسية و الشاوية، بالموسيقى العالمية كالروك و الجاز و السول و البوب، كما أن البرنامج أعاد إلى الواجهة أصوات غنائية غائبة كالفنان عبد الله المناعي و الشابة الزهوانية و عائشة لبقع،
و بعث أغاني تراثية قديمة  أحبها  الجمهور لدرجة أنها أصبحت جزءا من الهوية الفنية الوطنية.
 وبالرغم من أنه لم يمض الكثير من الوقت على انطلاق البرنامج الذي بثت إلى غاية الآن أربع حلقات منه، إلا أن عبقرية بوتلة و الموزع الشاب أمين دهان، قدمت للجمهور أعمالا في المستوى، فحقق الثنائي كادير الجابوني و الشابة الزهوانية و التي أعادا من خلالها أغنية « نتا قدامي وأنا موراك» و مزجا بين الراي و طابع المداحات، آلاف المشاهدات على يوتيوب، كما أحيا الديو الغنائي الذي جمع عبد الله المناعي بالفنانة الشابة داليا شيح، الرائعة السوفية « يا غنية» و حقق كذلك نسبة متابعة عالية ، كما لاقى استحسان الجمهور الذي أحب طريقة المزج بين أسلوب البدوي و حنجرة داليا شيح العصرية.
البرنامج عرف أيضا  إطلالة خاصة للفنان القبائلي إيدير الذي عاد للغناء عبر قناة جزائرية بعد سنوات من الغياب، فجمعه عمل ثنائي مع الشابة الطاوس، أعاد من خلاله  أداء أغنية « أفافا ينوفا»، و كان البرنامج فرصة لعودة أصوات أحبها الجمهور و غابت عنه طويلا، على غرار نسيم جزمة و سلمى كويرات.
و يكمن نجاح الأعمال المقدمة في روحها الجزائرية التي تمتزج بشكل متقن حد الإبداع بالألوان الغربية العصرية، و كذا في التناغم الجميل بين أصوات فنانين اعتدنا سماع كل واحد منهم في طابع مختلف.           
ق.م

الرجوع إلى الأعلى