«القوى الهادئة»..  أول فيلم جزائري  بلغة الإشارة
اقتحم المخرج الجزائري إبراهيم مرامرية مجالا قلّما فتح لعالم السينما و الفيديو، ليتحاور خلال 26 دقيقة، مع شريحة تهتم بالبصريات دون غيرها، ما دفعه إلى إشراك مجموعة من الفنانين، على غرار الموسيقيين فيصل بوزيان، إبراهيم بوطرفة وشعيب زريف، الذين تكفلوا بتغطية الجانب السمعي، بإنتاجهم لموسيقى تصويرية متوافقة مع موضوع و أحداث الفيلم، حيث كان العود والكمان من الآلات الأكثر استعمالا في موسيقى مؤثرة، روت لوحدها دراما الفيلم، الذي تألق فيه الممثل الشاب طارق فتني في دور البطولة، بمشاركة الممثلة صونية و مكي حمزة، فأبدع الثلاثي في التمثيل بلغة الإشارة، بعد تدريبات أشرف عليها أستاذ لغة الإشارة نجيب بوبطانة.                      
  قال ابن تبسة إبراهيم مرامرية للنصر، أن الفيلم عبارة عن قصة حب نظيفة بين شاب أصم، تعلق بفتاة كانت الدافع و الحافز المباشر له، ليتحول من بائع للسجائر على قارعة الطريق، إلى صاحب ورشة خياطة كبيرة، فبعد محاولات عدة لم يستطع الشاب الأصم أن ينخرط في سوق الشغل، لأنه لا يسمع ولا يتكلم من جهة، ولا يمتلك حرفة  أو شهادة من جهة أخرى، ما جعله يقرر الانخراط في قطاع التكوين المهني و إجراء تربص في اختصاص الخياطة، و تمكن بعد ذلك الشاب الطموح من دخول عالم الشغل و حقق النجاح و الشهرة، ثم اشترى ورشة خياطة ، و تزوج الفتاة التي رفضته في البداية، عندما كان مجرد بائع سجائر على قارعة الطريق، وكانت سببا في تغيير مجرى حياته.
الفيلم مدعم بترجمة مكتوبة باللغة العربية، حتى يفهمه المتفرجون من غير فئة الصم ، وقد تم بثه في قنوات فضائية خاصة، و يعتبر أول فيلم جزائري موجه لفئة الصم، وأول تجربة من نوعها على الصعيد العربي ، فالمحاولات التي سبقته نادرة جدا و كانت على شكل أفلام قصيرة لا تتعدى مدتها 3 دقائق.
جدير بالذكر أن المخرج إبراهيم مرامرية لديه عدة أعمال فنية سبق للنصر التطرق إليها، و أبرزها فيديو كليب لرائعة» يا ساري عقب الليل» للفنان قدور الكويفي.      
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى