مشـــــروع حديقــــة باردو متوقــــف منــــذ ثلاثــــة أسابيــــع
يعرف مشروع الحديقة الحضرية بمنطقة باردو بقسنطينة مصيرا مجهولا بسبب توقف الأشغال منذ حوالي 20 يوما، لعدم تلقي المؤسسات المشرفة لمستحقاتها المالية، و باتت أشغال التهيئة و الغطاء النباتي الذي تم وضعه مهددة بالتلف، بعد أن أعلنت المقاولات عدم استئناف العمل إذا لم تتلق أموالها قريبا.
المشروع الذي انطلق شهر نوفمبر من سنة 2014، و الذي من المفترض أن يتم تسليمه بعد حوالي 4 أشهر، يعرف مصيرا مجهولا، و ذلك يعود إلى توقيف المؤسسات المكلفة بالإنجاز للأعمال بشكل تام، احتجاجا على عدم تلقيها لمستحقاتها المالية.
و حسب مصادر من الورشة فإن مؤسستي المناولة الجزائريتين لدى المجمع الاسباني «أوروكازا» المكلفة بتهيئة المساحات الخضراء في الحديقة و مؤسسة «أو جي أر» الجزائرية المكلفة بجانب البناء، أعلمت الوالي في آخر خرجة تفقدية قام بها إلى الحديقة قبل نحو 20 يوما، بعدم استلام أي مبلغ مالي منذ بداية المشروع قبل حوالي 8 أشهر، و بأن جميع الأشغال و المواد المستخدمة من تمويلهم الخاص، حيث وعد الوالي خلالها على حد تأكيد ذات المصدر بأنه سيقوم بحل الإشكال، و قد قامت المؤسسات المنجزة بتوقيف العمل في الموقع بعد مغادرة الوالي مباشرة، و أعلنت عدم قدرتها على استكمال الأشغال.   نفس المصدر أكد بأن المؤسسات واجهت إشكالا في تلقي مستحقاتها من الخزينة، بما أن الغلاف المالي للمشروع و المقدر بـ 350 مليار سنتيم موجود، غير أن السبب يبقى مجهولا، و رجح مصدرنا أن يكون السبب في كون جزء من الغلاف المالي للمشروع بالعملة الصعبة و جزء آخر بالدينار الجزائري.
المؤسسات أكدت حسب ذات المصدر بأنها لن تستأنف الأشغال إلا بعد تلقي الأموال، و حذرت ذات الجهات بأن العشب الطبيعي الذي تم وضعه على مساحة أكثر من هكتار و الأشجار التي تم غرسها و عددها حوالي 700، قد تتعرض للتلف، إذا استمر الوضع على حاله خاصة أن نظام السقي لم يتم تركيبه، كما حذرت أيضا من العودة إلى نقطة الصفر، إذا لم يتم تدارك الأمور سريعا كون الأشغال المنجزة كلفت ما لا يقل عن 25 مليار سنتيم، خاصة أن بعض الأعمال كان من المفترض إقامتها خلال المدة التي توقفت بها الأشغال، بالإضافة إلى ذلك و حسب تأكيد مصادرنا فإن الحديقة لن يتم افتتاح جزء منها خلال شهر رمضان مثل ما أعلن عنه الوالي في خرجاته السابقة إلى المكان، لأن الجزء الذي كان من المفترض افتتاحه لم يكتمل بعد.
و قد علمنا من مصادرنا بأن المؤسسات المشرفة على المشروع أبدت تخوفا كبيرا من عدم تلقي مستحقاتها، خاصة في ظل عدم تحرك أي جهة لحل الإشكال الموجود في الخزينة.

مديرية البيئة : الإشكال مؤقت والحديقة لن تفتح في رمضان

مديرة البيئة أوضحت بأن مشروع الحديقة الحضرية عرف منذ انطلاقه شهر نوفمبر الماضي تقدما معتبرا في الأشغال بلغ نسبة 30 بالمائة، خاصة فيما يتعلق بالطرقات و مختلف الشبكات و المساحات الخضراء، و ذلك على الرغم من الاضطرابات الجوية و مشكل الانزلاقات في التربة، إلى غاية أن تقدم المجمع الجزائري الاسباني من الخزينة لاستلام المستحقات المالية الخاصة به، حيث رفض أمين خزينة ولاية قسنطينة الدفع، و طالب بتفسيرات حول طبيعة الأموال، و حسب المديرة فإن القضية توجد في الوقت الحالي على مستوى الوزارات المعنية، التي ستتولى حل الإشكال، و قد نفت أن تكون مديرية البيئة أو مصالح الولاية سببا في هذا الإشكال.
من جهة أخرى فقد أوضحت المسؤولية بأن الأشغال متوقفة بشكل مؤقت إلى حين حل الإشكال المالي، و أكدت بأنه ليس بإمكانها إجبار المؤسسات العاملة بالمشروع على استكمال الأشغال دون تلقي المستحقات، و قالت بأن مؤسسة سونلغاز تعمل في الوقت الحالي على مد مختلف الكوابل الخاصة بالكهرباء و الإنارة، و ذكرت أيضا بأن مديرية البيئة عملت جاهدة على افتتاح جزء من الحديقة خلال شهر رمضان، غير أن الأمر لن يكون ممكنا بسبب انعدام الإنارة التي لا تزال الأشغال الخاصة بها متواصلة، و ذكرت كذلك بأن عملية التزفيت ستنطلق مباشرة بعد أن تنتهي سونلغاز من الأعمال الخاصة بها.
و أكدت السيدة بلحسين بأن حديقة باردو التي تعد أهم مشروع بيئي في قسنطينة، ستستكمل بشكل عادي و ستجسد كما كان مخططا لها، غير أن مدة الانجاز ستتجاوز الآجال المحددة، بسبب العراقيل المتمثلة في الانزلاقات و التي تم إعداد دراسة للتحكم بها.
للإشارة فإن مشروع الحديقة الحضرية بباردو و الذي يتربع على مساحة 65 هكتار، يندرج ضمن مشاريع عاصمة الثقافة العربية، و يضم المشروع بالإضافة إلى المساحات الخضراء و الحدائق المائية، أماكن للاسترخاء و مطاعم و مقاهي و مسرح للهواء الطلق و يطل مباشرة على وادي الرمال الذي يخضع بدوره للتهيئة.              

عبد الرزاق مشاطي

الرجوع إلى الأعلى