شبـــان غير مؤهلين يرفضـــون عروض "لانـــــام" للعمل في البنــــاء و الفلاحــــة
تسجل الوكالة الولائية للتشغيل بقسنطينة عزوفا بين غالبية الشباب غير المؤهلين على المهن اليدوية في البناء و الفلاحة، مقابل ارتفاع الطلب على نشاطات الحراسة و السياقة، في وقت سجلت "لانام" نقصا في طلب المؤسسات الاقتصادية على خريجي اللغات و العلوم الإنسانية.
فروع وكالات "أنام" بقسنطينة أحصت بحسب مديرها الولائي داود كحول، حالات لطالبي عمل لا يمتلكون أي مؤهل علمي أو شهادة مهنية، لكنهم رفضوا لعدة مرات عروض عمل وضعتها المؤسسات الاقتصادية بالوكالة، لأنها تخص طلبات على يد عاملة في مجالات البناء و الفلاحة، و هي انتقائية لم تجد لها الجهات المسؤولة تفسيرا رغم أن المعنيين يبررونها بـ "تدني" الأجر الذي يتقاضونه، بالمقابل يبحث هؤلاء عن عروض عمل في منصب عون أمن و سائق، بالرغم من أن عروض هذه المهن قليلة جدا و تتطلب عدة شروط.
و الملاحظ بأن العديد من الشباب غير المؤهلين ينفرون من المهن اليدوية، و هو ما يفسره مدير الوكالة الولائية للتشغيل بأن صورة العامل اليدوي ترسّخت في أذهانهم في الحفر و القيام بالأعمال الشاقة، و قد خلف هذا الوضع تأخرا في مشاريع البناء التي لا يتم ضمان نظام المناوبة المتواصل فيها، أما في مجال الفلاحة التي تعرف نقصا كبيرا في اليد العاملة، سجل عزوف كبير جدا في الإقبال على هذه المهن، التي تكون عادة موسمية و ترتبط بحملات الحرث و الدرس، لكن وكالة "أنام" يمكنها التوسط مع الفلاحين الذين استفادوا من الدعم، من أجل توظيف شخصين لعام على الأقل قابل للتجديد، و بالتالي ضمان دخل يقدر بـ 15 ألف دينار أو 18 ألف دينار شهريا بالنسبة لعقود العمل المدعمة.
و فيما يخص عقود تكوين 16-18 الخاصة بالمراهقين ذوي المستوى الثانوي و المتوسط الموجهين نحو الحياة العملية، سجل عزوف كبير من هذه الفئة، بل تسرب من حضور دورات التكوين، رغم أن مدتها لا تزيد عن 6 أشهر و يمكنهم من خلالها الحصول على شهادة مهنية في اختصاصات مطلوبة بالسوق، موازاة مع الحصول على منحة بـ 3 آلاف دينار شهريا، حسب مصدرنا، الذي أكد بالمقابل تسجيل تجارب ناجحة لشباب دخلوا شركات كبرى في الصناعات الميكانيكية، كما يجري التحضير لتكوين أعداد أخرى في المدرسة التابعة لفندق "ماريوت".
و أضاف السيد كحلول بأن التخصصات التي أصبحت مطلوبة أكثر بين المؤسسات الاقتصادية، تتمثل في الطوبوغرافيا، البناء، الفندقة، الميكانيك، و كذلك المرتبطة بأشغال الكهرباء، في حين يسجل ضعف في الطلب على الجامعيين من حاملي شهادات في العلوم الإنسانية و اللغات، رغم ذلك تم التكفل، بحسب محدثنا، بهؤلاء الشباب بتوجيههم نحو الإدارات لاكتساب الخبرة المهنية على الأقل.
و تتلقى فروع الوكالة الولائية للتشغيل السبعة الموزعة عبر الولاية، من 800 إلى 1000 عرض عمل كل شهر ينتهي أغلبها بتنصيبات بمختلف المؤسسات الاقتصادية و منها الأجنبية العاملة حاليا بقسنطينة، كما تم تسجيل نسب عالية في إدماج هؤلاء الشباب خصوصا في قطاعات التربية و الصحة و في الإدارات العمومية و بالأقطاب الصناعية، حسب مدير الوكالة.  
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى