التماس 5 سنوات حبسا لعون الأمن المعتدي على طبيب بمستشفى الخروب
التمس، أمس الأول، وكيل الجمهورية لدى محكمة الخروب بقسنطينة، تسليط عقوبة الحبس النافذ لخمس سنوات في حق عون أمن بمستشفى الخروب، و ذلك عن تهمة الضرب و الجرح العمدي باستعمال السلاح الأبيض، في حق طبيب  مصلحة الاستعجالات الذي حررت له شهادة عجز عن العمل لمدة 18 يوما.
جلسة المحاكمة عرفت حضور عدد معتبر من الفضوليين الذين بدت عليهم علامات الحيرة و التعجب، بعد أن سرد الضحية و المتهم و الشهود الثلاثة أسباب واقعة الاعتداء، التي تحولت إلى قضية رأي عام تناولتها العديد من وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي قبل أقل من أسبوعين، حيث تعالت الضحكات بالجلسة، بعد تصريح أحد الشهود بأن الطبيب استعمل سيارة الإسعاف من أجل الخروج لشراء علبة شيكولاطة، كما أن القاضي كان يتعجب و يتهكم في كل مرة على المهام التي كان يؤديها عون الأمن المتهم "دون أي وجه حق" داخل مستشفى الخروب، بدءا بإعطاء حقن للمرضى و مسؤوليته عن الحظيرة و العتاد و سيارات الإسعاف، وصولا إلى قيامه بإحصاء و متابعة المشاكل التي تحدث خلال فترة المداومة الليلية. عون الأمن المتهم "ب أ 27 سنة، صرح أمام القاضي بأنه موظف يعمل في إطار عقود ما قبل التشغيل و بحكم إقامته داخل المستشفى، كلفه المدير بمراقبة دخول و خروج سيارات الإسعاف الجديدة و بمنع استخدامها من أي طرف خارج إطار العمل، ليتفاجأ ليلة الواقعة بقيام الطبيب في ساعة متأخرة بالخروج بها رفقة السائق و موظف آخر، لاقتناء وجبة العشاء، ليتجه إلى السائق و يبلغه بعد عودتهما بأنه سوف يرفع تقريرا إلى المدير بالتجاوز الحاصل، قبل أن يتفاجأ بقدوم الطبيب الذي "لكمه مباشرة"، ليقوم بدوره بتوجيه لكمة أخرى إليه "دفاعا عن النفس" حيث حصل على شهادة عجز لمدة يومين.
و اعترف المتهم بتوجيه عدة ضربات للضحية باستعمال غصن شجرة، في الوقت الذي أكد فيه دفاعه بأن الطبيب الشرعي بالمستشفى رفض فحص موكله تضامنا مع زميله و بأن التصرف "اللامسؤول" للطبيب الذي غادر مكان مداومته باستعمال سيارة عمل، دفع بموكله الذي كان في حالة دفاع عن النفس، إلى القيام بفعلته بدافع "الانضباط و التفاني" في العمل على حد وصفه.
أما الضحية الطبيب المسمى "م س" فقد نفى اعتداءه على العون، وقال بأن ما تعرض له كان سببه خلاف سابق بينهما، مشيرا إلى أنه حاول تفادي حدوث مناوشات معه في تلك الليلة باعتبار أن العون قام بشتمه على مرأى و مسمع من الجميع أمام مصلحة الإستعجالات، كما صرح للقاضي بأنه كان متجها بسيارة الإسعاف نحو منزل والدة مريضة لأحد موظفي المستشفى، من أجل فحصها، قبل أن يتلقى مكالمة هاتفية بأن المريضة سوف يتم جلبها إلى المستشفى، لكن الموظف الذي استدعي كشاهد في القضية، نفى وجهة الطبيب التي تحدث عنها و صرح بأنه طلب من السائق نقله إلى منزله، أما الطبيب فقد طلب منه الخروج برفقته لكي يدفع له ثمن علبة شيكولاطة و هو ما تحصل عليه، حسب الشاهد.
و صرح شاهدان على حادثة الإعتداء و هما سائق سيارة الإسعاف و عون أمن آخر، بأن الطبيب هو من اعتدى أولا على العون، كما أنه حمل عصا خشبية في وجهه ليقوم العون بعدها بتوجيه ضربات باستعمال غصن وجده أمامه، قبل أن يسقط مغشيا عليه، كما ذكر السائق بأن العون قام بالتلفظ بعبارات غير لائقة في حق الطبيب بعد خروجه بسيارة الإسعاف، ليطالب دفاع الضحية بإعادة تكييف القضية إلى جناية محاولة القتل العمدي باعتبار أن كافة الشروط الجنائية متوفرة على حد تعبيره.
وكيل الجمهورية التمس أساسا إعادة تكييف التهمة إلى جنحة إهانة موظف أثناء تأدية مهامه و معاقبة المتهم بثلاث سنوات حبسا نافذا، و احتياطيا تسليط عقوبة 5 سنوات حبسا عن تهمة الضرب و الجرح العمدي باستعمال السلاح الأبيض.
لقمان.ق

الرجوع إلى الأعلى