يشهد حي "سوناتيبا" بمنطقة زواغي بقسنطينة، توسعات قام بها أصحاب بعض المحلات التجارية، على حساب المساحات و الأرصفة الواقعة أسفل العمارات، لتتحول إلى ما يشبه مراكز تجارية صغيرة تعرض أنواعا مختلفة من السلع و تستقطب الزبائن من أماكن مجاورة، ما فتح شهية تجار آخرين لاستثمار أموالهم في عدة محلات بالحي.
و لاحظنا خلال جولة بحي بوعمامة المعروف باسم "سوناتيبا"، بأن أغلبية التجار الناشطين أسفل العمارات، لجأوا إلى إنشاء توسعات على مستوى المساحات المتاخمة لمحلاتهم، مستغلين الجزء الواقع بمحاذاة الرصيف، حيث قام بعضهم بإنجازها باستعمال مواد بناء كالاسمنت و الآجر، في حين اكتفى آخرون بخلق حيز إضافي لعرض السلع عن طريق وضع إحاطة معدنية مغطاة، و تزويدها بباب لغلقها بعد انقضاء ساعات العمل.
و تختلف هذه التوسعات من حيث الحجم، كما تختلف النشاطات التجارية للمحلات التي أدرجت عليها تغييرات، فيما تحول بعضها إلى ما يشبه مراكز تجارية صغيرة، على غرار محل دخلنا إليه كزبائن و لاحظنا بأن صاحبه استغل جزء من المكان المحيط به أسفل العمارة لعرض مختلف السلع، كما تزامن تواجدنا بالحي مع عمال كانوا يقومون بوضع اللمسات الأخيرة على جدران توسعة تم إنجازها بمواد بناء مختلفة، من خلال تغليفها بألواح الألمنيوم، التي غيرت مظهر أسفل العمارة بعدما جمعت 4 محلات في محل كبير، لجأ صاحبه إلى إنشاء ثلاثة منافذ له على جهتين مختلفتين من العمارة.  
و أخبرنا سكان من "سوناتيبا" بأنهم وجهوا عدة شكاوى لمصالح البلدية ضد أصحاب محلات قاموا بإنجاز توسعات أسفل عمارات الحي، حيث ذكروا بأنها تزايدت بشكل كبير منذ حوالي 3 سنوات بسبب تقليد التجار لبعضهم البعض، مشيرين إلى الإزعاج الذي يتسبب فيه التجار، بسبب الضجيج و العدد الكبير من الزبائن الذين يقصدونهم من أحياء مختلفة، خصوصا أن بعضهم اكتسبوا سمعة على مستوى مدينة قسنطينة.
كما قام بعض التجار باحتلال مساحات خضراء محاذية لهم و إنجاز توسعات فوقها، بينما استحدث آخرون مداخل تؤدي إلى متاجرهم بالجهة الخلفية من العمارات لإدخال السلع، حسب السكان، الذين أضافوا بأن أصحاب المحلات التي تضم توسعات، قاموا بتغيير المخطط الداخلي لمتاجرهم بهدم جدران داخلية و إنشاء أخرى و تحويل قنوات لصرف المياه، منبهين بأن بعضهم يملك عدة محلات موسعة بعمارات مختلفة من نفس الحي، في حين لاحظنا أثناء تواجدنا بالمكان عددا آخر من أصحاب المحلات الذين احترموا الشكل الأولي لمتاجرهم، دون أن يدخلواعليها أية تغييرات أو توسعات.
و الملفت أن أصحاب المحلات الواقعة أسفل الفيلات المجاورة لحي "سوناتيبا" لم يقوموا بإنجاز توسعات مماثلة، بالرغم من أن بعضهم من أصحاب المنازل، كما لم نلاحظ المشكلة المذكورة على مستوى المتاجر الواقعة بالعمارات الأخرى المجاورة لحي بوعمامة، باستثناء بعض منها بحي 600 مسكن بزواغي، التي قام أصحابها باستغلال المساحة المجاورة لهم في أنشطتهم التجارية، على غرار بائعي خضار يقومون بعرض سلعهم على رصيف العمارة و أصحاب مقاه استعملوا الرصيف لوضع الطاولات و الظفر بحيز إضافي لجلوس الزبائن تحت مظلات كبيرة، فيما لم يبد جيرانهم من السكان الذين تحدثنا إليهم اعتراضا على الأمر، حيث أوضحوا لنا بأن ما قاموا به يظل محدودا، كما أن التجار لم يقوموا ببناء توسعات.
المشكلة المذكورة لا تقتصر على المحلات الواقعة أسفل عمارات حي زواغي، حيث لاحظنا لجوء تجار على مستوى عدة أحياء أخرى، على غرار حي كناب بجبل الوحش و الدقسي، إلى إنشاء توسعات من خلال وضع إحاطة حديدية لخلق فضاء خاص بعرض السلع، في حين اكتفى آخرون بوضع سلعهم خارج المحلات على غرار بائعي المواد الغذائية و الأثاث ببلدية حامة بوزيان و حي الإخوة عباس، حيث أفاد منسق اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين لولاية قسنطينة، بأن مصالح مديرية التجارة قامت رفقة الاتحاد، بحملة تحسيسية لتوعية التجار الذين يقومون بعرض سلعهم خارج المحلات، حيث ذكر بأنه يجب اللجوء إلى الردع بعد التحسيس، لكونه الوسيلة الأنجع لمكافحة التجاوزات التي تصدر عن أصحاب المحلات، لكن شرط تطبيق القانون على الجميع حسبه، حيث أشار إلى أن الحملة لاقت استجابة متفاوتة من بعض أصحاب المحلات التجارية.
مدير العمران لبلدية قسنطينة قال بأن مصلحته تتلقى عددا كبيرا من المحاضر المتعلقة بالمشكلة المذكورة على مستوى حي "سوناتيبا" من مختلف القطاعات الحضرية، حيث وجهنا إلى مندوب القطاع الحضري التوت، الذي لم نتمكن من الحصول على معلومات منه بسبب تعذر الاتصال، أما مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية قسنطينة فأوضح بأن معالجة الأمر بحي بوعمامة بزواغي تظل من صلاحيات البلدية و شرطة العمران.
سامي /ح

الرجوع إلى الأعلى