مفتشية العمل ترجع السقوط القاتل لعمال كوسيدار لـخطأ بشري
أكدت المفتشية الولائية للعمل بقسنطينة، بأن نتائج التحقيق الأولية حول حادثة السقوط القاتل لثلاثة عمال بمشروع 650 مسكنا ترقويا بالوحدة الجوارية 20،  أظهرت بأن السقوط يعود لـ “خطأ إنساني»، على اعتبار أن مؤسسة «كوسيدار» وفرت جميع وسائل الحماية المهنية للعمال.
و ذكر، أمس، مدير المفتشية الولائية للعمل بوذراع رابح في لقاء بالنصر، بأن مصالحه شكلت لجنة تحقيق مكونة من رئيسي مصلحتين و مفتتش مختص في الفرع، حيث أثبتت النتائج الأولية، بأن الحادثة وقعت، حسبه، بسبب خطأ إنساني لم تراعى فيه التوصيات المتعلقة بحفظ الصحة و الأمن على مستوى المشروع، حيث أن العمال قاموا بفك براغي اللفيف المعدني من جهة و لم يقوموا بإعادتها، ما تسبب في سقوطهم فور صعودهم عليه، مشيرا إلى أنه قد تم التحقق بعين المكان من توفير مؤسسة «كوسيدار» لجميع وسائل الحماية الفردية، كما لفت إلى أنها متحصلة على شهادة «إيزو» الدولية في مجال توفير الظروف الوقائية، لكنه أكد بأن التقرير النهائي للحادثة، لن يتم تحريره إلا بعد التشخيص الدقيق و الإستماع إلى ممثلين عن العمال و الإدارة.
و أكد محدثنا بأن المفتشية سجلت السنة الماضية 12 حالة وفاة في ورشات البناء و الأشغال العمومية، و هو رقم تسعى مصالحه إلى تخفيضه من خلال تكثيف دوريات المراقبة و معاقبة أرباب العمل المخالفين للنصوص التنظيمية و القانونية، و كذا خلق ثقافة لدى الشركاء الاجتماعيين، من أجل تطبيق مخططات الصحة و الأمن داخل الورشات، مشيرا إلى أن الحركية الإقتصادية و التنموية التي تعرفها الولاية أدت إلى خلق كثافة عمالية بعديد الورشات، ما يتسبب حسبه في زيادة حوادث العمل، لافتا إلى أن نصف زيارات المفتشية  و ثلث المخالفات سجلت على مستوى مشاريع البناء.
وأضاف مدير المفتشية، بأن 90 بالمائة العاملة في مشاريع الأشغال العمومية، من ذوي التعليم المحدود و هو ما يتجسد في رفض العديد من العمال ارتداء وسائل الوقاية بحجج مختلفة، مؤكدا بأن مصالحه ألزمت أرباب العمل بإدراج هذا النوع من المخالفات ضمن الأخطاء المهنية التي يعاقب عليها المستخدم، كما أشار إلى سعي مفتشيات العمل إلى توثيق إبرام اتفاقيات ما بين المؤسسات و الشركاء الإجتماعيين، من أجل تقديم تحفيزات للعمال في حال التزامهم الدائم باستعمال وسائل الحماية.
للإشارة فإن حادثة السقوط القاتل للعمال الثلاثة بورشة “كوسيدار» يوم السبت الماضي، أثارت حفيظة و سخط العمال الذين أضربوا عن العمل  أمس الأول، ودخلوا في حداد يستمر إلى الغد، كما رفعوا أزيد من 10 مطالب مهنية إلى المؤسسة المستخدمة، تتعلق جلها بتوفير وسائل الحماية والوقاية المهنية، حيث ذكرت مصادر من العمال بأن الإدارة وافقت عليها جميعا.              

لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى