حذر مختصون نهار أمس، من مخاطر عشبة البروم على المحاصيل الزراعية، خاصة و أن الظاهرة انتشرت بشكل مخيف خلال السنوات الأخيرة بأغلب المناطق الشمالية للبلاد، بحيث مست 6 بلديات بولاية قسنطينة خلال الموسم الفلاحي الحالي.
المتدخلون و خلال ملتقى جهوي حول تأثيرات المرض على المحاصيل الكبرى نظم من طرف غرفة الفلاحة بقصر الثقافة مالك حداد، قدّموا شروحات حول هذا النوع من الأعشاب الضارة المسمى بخانق البقر المؤثر على محاصيل الحبوب الشتوية، إضافة إلى طرق المكافحة و كيفية استعمال المواد الكيميائية المساعدة على القضاء عليه، حيث وصفت المفتشة الولائية للصحة بمديرية الفلاحة انتشار هذه العشبة بالضار جدا في ما يتعلق بنوعية و كمية المنتوج في الحبوب، و قالت أن الظاهرة أصبحت مشكلة أساسية بالنسبة للفلاحين و قطاع الفلاحة ككل، خاصة و أن هذه العشبة لها قدرة كبيرة على التأثير في أوساط و ظروف مناخية مختلفة، موضحة أنها تبدأ في الظهور انطلاقا من فصل الخريف و إلى غاية الربيع، و تكمن خطورتها في التكاثر السريع بمعدل يتراوح من 500 إلى 5000 بذرة للنبتة الواحدة.
و أشارت المتدخلة إلى أن الحرث السطحي للأرض و عدم تطبيق الدورات الزراعية، و كذا استعمال بذور غير نظيفة و الاعتماد على المعالجة الكيميائية بالدرجة الأولى، تُعدّ من بين أسباب انتشار المرض، الذي كان منحصرا بمنطقة الخروب فقط، قبل أن يصل لمعظم أنحاء الولاية خاصة الجنوبية منها خلال الـ10 سنوات الأخيرة، حيث مسّ، حسبها، 6 بلديات هي الخروب، عين اعبيد، أولاد رحمون، ابن باديس، عين اسمارة و بني حميدان، موضحة أنه و من بين 1479 هكتارا من المساحات الغير معنية بالزرع الموسم الحالي، مس مرض البروم 936 هكتارا، بما يعادل 60 بالمائة من الأراضي المزروعة بالحبوب و  الخضار، كما تطرقت للعديد من العوامل المساعدة على انتشار هذه الظاهرة منها الرياح، مياه السقي، التعشيب، الحيوانات، الأعلاف، البذور غير النظيفة و غيرها. كما انتقد خبير تونسي مثّل أحد المتعاملين الاقتصاديين، عدم مواكبة الجزائر و تونس لطرق التعامل مع التغيرات المناخية التي بدأت منذ سنة 2005، مشيرا إلى أن تأثيرات عشبة البروم قد تصل إلى 80 بالمائة على الإنتاج، و أضاف المتدخل أن استعمال المواد الكيميائية يجب أن تكون آخر حل للفلاح، خاصة في فصل الشتاء، لأن هذه العشبة لا تمتص هذه المواد خلال نزول درجة الحرارة إلى 8 درجات مئوية، حيث قال بأنه يوجد 13 صنفا من البروم في شمال إفريقيا، 4 منها أكثر انتشارا في الجزائر، مؤكدا على ضرورة اتخاذ العديد من التدابير لمواجهته، و ذكر منها الحرث العميق من 25 إلى 30 سنتيمترا من أجل إعادة إخراج البذرة إلى السطح و بالتالي عدم السماح لها بالنمو، تأخير البذر أو إعادة عملية الحرث، تكثيف البذر من أجل حجب الضوء عن هذه العشبة ما يؤدي إلى موتها، و كذا التداول الزراعي على الأرض.
تجدر الإشارة إلى أن الملتقى التحسيسي شارك فيه ممثلون عن المصالح الفلاحية لـ 14 ولاية شرقية، إضافة إلى فلاحين
و مختصين في المجال.
خالد ضرباني

الرجوع إلى الأعلى