ندرة في أدوية القلب و السرطان تهدّد حياة المرضى
يعاني العديد من المرضى بولاية قسنطينة، من ندرة في الأدوية التي تستعمل لعلاج بعض الأمراض المزمنة و الخطيرة على غرار أمراض القلب و الضغط الشرياني و السرطان،  ما بات يشكل خطرا على حياتهم، فيما يقوم صيادلة بجلب دواء للقلب من دول أجنبية و مجاورة و يبيعونه بأزيد من 2800 دينار للقرص الواحد. و يشتكي المرضى المصابون بأمراض مزمنة مما وصفوه بالمأساة الحقيقية للظفر بالأدوية التي تجنبهم مضاعفات المرض، لاسيما المصابون بأمراض القلب، حيث يعانون من انعدام دواء «سانتروم» الذي يستعمل لمنع تختر الدم بالنسبة للذين زرعت لهم الصمامات في الشرايين لتسهيل عملية التدفق، كما يساعد على تنظيم نبضات القلب لمن يعانون من سرعة مستوى الخفقان.
و أكد الصيادلة الذين زارتهم و تحدثت إليهم النصر، أن الدواء مفقود منذ أسابيع و لا يوجد له أي أثر في السوق، حيث ذكر بأنه من الاستحالة الحصول على علبة واحدة منه، إلا بالتنقل إلى دولة تونس المجاورة، كما أشار إلى أنه لا يمكن تعويضه أو إيجاد بديل له في السوق الوطنية، لأن الدواء الجنيس المنتج في إيطاليا لا يُستورد، و لم ترخص الدولة باستيراده طالما أن الدواء الأصلي يُفترض أنه منتج محليا و غير مكلف و يباع بثمن منخفض، بحسب تأكيده.و يقوم بعض الصيادلة بتسجيل طلبيات المرضى من الأدوية و جلبها من دول أجنبية، حيث ذكر لنا أحدهم بأنه يستطيع أن يوفر الدواء في ظرف أسبوع، لكنه اشترط تسجيل اسمنا في القائمة و دفع مبلغ مالي بقيمة 2800 دينار للقرص الواحد من دواء “سانتروم”، باعتبار أنها تكفي المريض لأربعة أيام، بما يعني أن تكلفة العلاج بالدواء طيلة شهر تتجاوز مليوني سنتيم، و هو مبلغ لا يستطيع المرضى ذوي الدخل المحدود توفيره.
و يؤكد أحد الأطباء المختصين في مرض القلب، بأن عدم تعاطي الدواء يعرض صاحبه لمضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى وفاته في أية لحظة، و بالأخص الذين أجروا عملية جراحية، كما ذكر بأن الكثير من المرضى اشتكوا من الأمر و قالوا بأنهم باتوا مرغمين على التنقل إلى تونس أو دفع مبالغ مالية لسيارات الأجرة و «الفرود» المتوجهين إليها، من أجل جلب الدواء، بحسب قوله.
و يشتكي مواطنون آخرون من ندرة دواء مرض الضغط الشرياني «أفلوكارديل»، الذي يستعمل في عملية تنظيم خفقان القلب و تنظيم الدورة الدموية، بالإضافة إلى بعض الفيتامينات و المقويات الغذائية، كما أكد صيادلة بأن الندرة شملت حتى بعض الأدوية المهدئة لمرضى السرطان على غرار «تامجيستيس»، الذي  انقطع التموين به منذ أشهر،  كما لا يمكن إيجاد بديل له في السوق الوطنية باعتبار أن الدواء الجنيس مصنع في إيطاليا، إلا في حال خضوع المريض لعلاج في المستشفى.و أكد ممثل عن النقابة الوطنية للصيادلة الخواص بقسنطينة للنصر، بأن انقطاع التموين بالأدوية ناجم عن تراجع حجم الواردات منها، حيث ذكر بأن هيئته  تتسلم شكاوى يومية من طرف الصيادلة، لعدم تمكنهم من تزويد المواطنين بالأدوية اللازمة، مشيرا إلى أن النقابة على المستوى الوطني قامت بمراسلة الوزارة الوصية بقائمة الأدوية المفقودة في السوق و هي في انتظار الرد على مطالبها، بحسب تأكيده.و يؤكد صيدلي خاص بأن بعض الأدوية تباع في السوق السوداء و أن شركات أدوية تقوم بتخزين المستوردة منها لبيعها بأثمان مرتفعة، و هو ما اعتبره محدثنا تجاوزا خطيرا في حق المريض و الاقتصاد الوطني، و لابد من ردعه و محاربته من طرف وزارة الصحة، على حد تعبيره.
للإشارة، فإن وزير الصحة عبد المالك بوضياف، كان قد نفى في العديد من المرات، وجود أي ندرة في الأدوية كما أوضح بأن المشكلة المطروحة قد تكون مفتعلة.                 لقمان قوادري

الرجوع إلى الأعلى