سكان يتحدّون قساوة الطبيعة بمشاتي بني حميدان بقسنطينة
تضم بلدية بني حميدان بولاية قسنطينة، العديد من المشاتي و التجمعات الريفية التي يعيش سكانها نقائص بالجملة، بسبب غياب أبسط الضروريات كمياه الشرب و الغاز، و كذا انعدام النقل و نقص الرعاية الصحية، حيث لا يزال بعض المواطنين يسكنون بقرى نائية كمنطقة سيدي دريس، أين تصارع العائلات قساوة الطبيعة و تعيش حياة شبه بدائية، لكنها ترفض التخلي عن أراضيها الزراعية، فيما تأمل بحياة أفضل من خلال المطالبة بتوفير بعض الوسائل الضرورية التي تعينها على عدم ترك حياة الريف.
بمنطقة سيدي دريس الواقعة في أعالي بني حميدان، تصبح الأرض شبه صخرية و يزيد الطقس برودة، فعلى حواف تلك الطريق الضيقة المؤدية إليها، تشعر أن الزمن قد عاد بك نحو الماضي بعشرات السنين، فقد شاهدنا سكانا يعيشون في بيوت قديمة من الحجارة و الطين، و يتزودون بالمياه من الينابيع، كما يأكلون ما تزرعه أيديهم من خضر أو حبوب، فيما يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام، لكن السكان أكدوا لنا بأنهم لم يتخلوا على بيوتهم رغم قساوة الطبيعة، و قال أحدهم بأنه اختار أن يعيش و يعمل في زراعة الأرض، بعدما رفض الذهاب إلى المدينة، غير أنه ذكر بأن الجيل الحالي بات لا يتقبل العيش في مثل هذه الظروف، و أصبح من الضروري توفير متطلبات الحياة حتى لا تخلو المنطقة بعد سنوات قليلة من السكان.
ويحظى قلّة من سكان قرى بني حميدان بالنقل عبر الحافلات الصغيرة، فيما تعتمد مشاتٍ أخرى على الحافلات التي تعبر الطريق الوطني، أما بعض المناطق فيستخدم سكانها وسائل النقل الخاصة بهم أو يتنقلون عبر سيارات «فرود»، و في غالب الأحيان بشكل غير مريح تماما بركوب شاحنات مكشوفة، و هو ما أكده أولياء طلبة جامعيين التقيناهم بمشتة المارة و آخرون بمشتتي السوساني و جنان الباز، حيث قالوا أن أبناءهم يستيقظون في الرابعة و النصف صباحا من أجل اللحاق بحافلات نقل الطلبة، التي تنطلق في السادسة و النصف من بني حميدان، ثم يتنقلون في ما توفر من مركبات سواء كانت سيارة أو شاحنة أو جرار، و قد يدفعون مبالغ تصل إلى 300 دج للشخص الواحد مقابل ذلك.
و يعاني السكان من نقص الرعاية الصحية، حيث يضطرون إلى التنقل نحو مركز بلدية بني حميدان لتلقي أبسط علاج، حيث لاحظنا أن قاعتي العلاج الصغيرتين بكل من مشتتي السوساني و دراع بني وقاد، قد أصبحت عبارة عن مسكنين تقطن بهما بعض العائلات، أما قاعة العلاج الواقعة بمشتة المارة فوجدناها مغلقة، و أكد السكان بأنها لا تفتح سوى بضع ساعات في الأسبوع من قبل طبيب يعمل بمفرده، و لا يمكنه تقديم سوى فحوصات بسيطة.
مياه الينابيع تنقذ السكان من أزمة العطش
لدى تواجدنا بالمنطقة لاحظنا أن الكثير من الشاحنات سواء كانت صغيرة أو كبيرة، مزودة بصهاريج، حيث قال لنا أحد المواطنين بمشتة ذراع بني وقاد، أنه يجلب صهريجا من المياه يوميا من أحد الينابيع القريبة، موضحا بأن معظم المشاتي يعتمد سكانها بشكل كلي على مياه الآبار و الينابيع، و أضاف بأنه إذا لم يقم بجلب الماء كل يوم، فإن عائلته و أبقاره و حقله الصغير المزروع ببعض الخضر، سيعانون من العطش، لأن الشبكات التي أنجزت قبل أكثر من سنة، لم تستغل في تزويد المنطقة بالمياه إلى غاية الوقت الحالي، ما جعل الأزمة مستمرة، على حد تأكيده. و بمشاتي عين تالة و الحمري و جنان الباز و فج الفرحة، ذكر السكان بأنهم يلجأون إلى استعمال غاز البوتان، و في بعض الحالات يستخدمون الحطب للطبخ أو التسخين، خاصة على مستوى المشاتي الواقعة في المرتفعات مثل سيدي دريس، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى تحت الصفر خلال الشتاء.
رئيس بلدية بني حميدان أكد أن مصالحه تعمل على توفير كل المتطلبات الضرورية لسكان المشاتي، مؤكدا بأن 85 بالمئة من المناطق تتوفر على غاز المدينة، كما أن معظمها، استفاد، حسبه، من شبكات المياه الشروب، في انتظار مشروع خزان بسعة 1000 متر مكعب الذي انتهى إنجازه بنسبة كبيرة، و ينتظر أن يضع حدا لمعاناة السكان بشكل نهائي على حد تأكيده.
و أضاف «المير»، بأن الحل بيد السكان فيما يخص المشاتي التي لا تتوفر على النقل، فما عليهم، حسبه، سوى التقدم بطلب فتح خط نقل، فيما سيتكفل هو بباقي الإجراءات على مستوى مديرية النقل بقسنطينة، أما بخصوص الرعاية الصحية فأكد المسؤول بأنه من غير الممكن فتح قاعة علاج لكل مشتة بالنظر إلى انخفاض الكثافة السكانية، فيما توفر عيادة بني حميدان الرئيسية خدمات في المستوى، على حد قوله، داعيا المواطنين إلى التوجه نحوها لتلقي العلاج المناسب، و ختم حديثه بأن الكثير من المشاكل ليست من صلاحيات البلدية و مع ذلك فمصالحه تلعب دورها كوسيط بين المواطنين و مختلف المديريات.
عبد الرزاق.م
في غياب أبسط الضروريات
- التفاصيل
-
تستهدف إنشاء تكوينات ومشاريع علمية مشتركة: إبـرام اتفاقيـة تعـاون بين جامعـات قسنطينـة والمدرسـة العليـا للأعمـال
أبرمت أمس بقسنطينة، المدرسة العليا الجزائرية للأعمال اتفاقية تعاون مع جامعات الإخوة منتوري وعبد الحميد مهري وصالح...
فيما انطلقت عملية مراقبة المطاعم المدرسية: تخصيص مقر لمخبر التحاليل الجديد ببلدية قسنطينة
خصصت مصالح بلدية قسنطينة مقرا جديدا بالمنطقة الصناعية «بالما» لاستحداث مخبر التحاليل التابع للهيكل البلدي لحفظ الصحة...
هضبة تكنوبول قسنطينة: نحو استحداث ركن خاص بتمويل المؤسسات الناشئة
أبرمت هضبة تكنوبول قسنطينة بجامعة صالح بوبنيدر، اتفاقية مع مجلس التجديد الاقتصادي من أجل تسهيل تسويق ابتكارات خريجي...
مع انطلاق حملة مكافحة الحرائق: منــــع التخييــــم والتجــــول بالغــابــات بدايــــة مـــن الأربعاء بقسنطينة
أصدرت مصالح ولاية قسنطينة قرارا بمنع التخييم والتجول في الغابات بداية من يوم الأربعاء المقبل، حيث يتزامن الأمر مع...
تفكيك عصابة سرقة الكوابل النحاسية
شلّت مصالح الأمن بقسنطينة نشاط جمعية أشرار تتكوّن من 4 أشخاص متهمين سرقة الكوابل النحاسية، عُثر على 200 متر منها، فيما تتواصل...
تدشين مجمع مدرسي ومطاعم في 5 جويلية: مشاريـــع للتحسين الحضــــري و 11 مليــــــــارا لإعــــــادة الاعتبـــــار للأرصفــــــــــة
برمجت بلدية قسنطينة، تدشين مجمع مدرسي وكذا 7 مطاعم مدرسية، فضلا عن ملاعب جوارية بمناسبة الخامس من جويلية المقبل، كما...
عين عبيد: 1.15 مليار سنتيم لتهيئة الطرقات
وجّه المجلس الشعبي البلدي في عين عبيد بولاية قسنطينة، مبلغ 1.15 مليار سنتيم لتهيئة الطرقات داخل قرية عين البيضاء،...
اقتناء محرك جديد للتليفيريك بقسنطينة: رفع عدد عربات الترامواي في أوقات الذروة وتقليص مدة الانتظـار
تم رفع عدد عربات ترامواي قسنطينة في وقت الذروة من 19 إلى 25 وحدة مع تخفيض مدة الانتظار إلى خمس دقائق، فيما تم اقتناء...
بلدية الخــروب: نزع 100 لوحة إشهارية غير مرخّصة وتأجير محلات
تعمل مصالح بلدية الخروب بقسنطينة على ضبط دفاتر الشروط بغية تأجير عدد من المحلات، فيما تم نزع 100 لوحة إشهار غير...
بعد إصدار 172 قرارا بإلغاء الاستفادة: استرجاع 81 هكتارا من العقارات الصناعية غير المستغلة بقسنطينة
استرجعت المصالح الولائية بقسنطينة أكثر من 81 هكتارا من العقارات الصناعية غير المستغلة، حيث أصدرت اللجنة المكلفة بعملية التطهير 172...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)