أثار قرار بلدية قسنطينة الامتناع عن إبرام عقود جديدة مع مؤسسة «سوبت» العمومية، ردود فعل كبيرة داخل المجلس البلدي، وسط تخوّفات من التسبب في تصفية المؤسسة، وإحالة حوالي 900 عامل على البطالة.
واعتبر عدد من منتخبي المجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، الخطوات التي اتبعت لتجاوز العجز المسجل في تقديرات الميزانية الأولية لسنة 2018 والمقدرة بحوالي 116 مليار سنتيم، بغير المقبولة، نظرا لما تشكله من «خطورة» على مستقبل أكثر من 900 عامل لدى المؤسسة البلدية العمومية المتعددة الخدمات «سوبت»، و أغلبهم أرباب عائلات، مؤكدين أنه كان بالإمكان مواجهة العجز من خلال إجراء بعض التعديلات الأخرى، على غرار ما جاء في باب النفقات الإجبارية، عن طريق إلغاء بند اقتناء عتاد حضري بقيمة مالية كبيرة، مع تحويل الاعتمادات المالية لتمويل عقود تبرم مع مؤسسة مهمة مثل «سوبت».
وأضافت مصادر النصر، أن بلدية قسنطينة دأبت خلال السنوات الماضية على إبرام عقد مع المؤسسة المذكورة في مجال نظافة المحيط وجمع القمامة على مستوى وسط المدينة، أين تمكنت من تحقيق الأهداف المسطرة، إلى جانب جمع القمامة على مستوى الضفة الشرقية للمدينة الممتدة من حي جبل الوحش إلى غاية أحياء التوت وسيدي مبروك، وهو ما يمثل 23 قطاعا، وذلك مقابل غلاف مالي يقدر بحوالي 40 مليار سنتيم سنويا، إلى جانب عقد آخر يتعلق بتجديد شبكة الإنارة العمومية.
كما أفادت المصادر ذاتها أن العقود المبرمة كل سنة مع المؤسسة، مكنت من تحقيق أهداف البلدية في الحفاظ على نظافة المحيط، مقابل غلاف مالي مقبول جدا مقارنة بالمجهودات المبذولة وأيضا بالعقود المبرمة مع مؤسسات أخرى على غرار «بروبكو» والمؤسسات المصغرة للنظافة، حيث تتكفل هذه الأخيرة مجتمعة بـ 33 قطاعا، مضيفة أن شركة «سوبت» ضاعفت في السنوات الأخيرة من عدد العمال من خلال توظيف سائقي شاحنات وعمال، إلى أن بلغ العدد حاليا حوالي 900، وقد كان الأجدر ببلدية قسنطينة الحفاظ على هذه المؤسسة ودعمها عوض التخلي عنها وتعريض موظفيها لشبح البطالة.
واتهم منتخبون وموظفون مسؤولي بلدية قسنطينة بالقيام بطريقة غير مباشرة بتصفية المؤسسة، مع تحميل المؤسسات العمومية الأخرى على غرار «بروبكو» أعباء ضمان كافة قطاعات بلدية قسنطينة من دون توفير أموال إضافية، مطالبين بإعادة النظر في القرارات المتخذة، وإبرام عقد مع «سوبت» لعدم المساس بمصدر رزق مئات العائلات، فضلا عن ضمان التكفل الجيد بنظافة عاصمة الشرق الجزائري والمحافظة على المكاسب التي تم تحقيقها في وقت سابق.
و شكك محدثو النصر في قدرة المؤسسات البلدية للنظافة والمؤسسات المصغرة، على ضمان نظافة الضفتين الشرقية والغربية للمدينة في نفس الوقت، وذلك لافتقارهم للعدد الكافي من العمال والعتاد، و هو الأمر الذي كانت تقوم به مؤسسة «سوبت».
عبد الله.ب

الرجوع إلى الأعلى