الجفاف يهدد آلاف الأشجار المثمرة على ضفتي وادي بلبار في خنشلة
لا تزال أحلام مواطني قرى تبردقة، الزاوية، العامرة و الوندورة ببلدية ششار جنوب مقر عاصمة الولاية بنحو 50 كلم و الممتدة على ضفاف وادي بلبار، معلقة بأمل تجسيد مشروع سد الراخوش الذي يبقى حلما كبيرا للفلاحين الذين يراهنون عليه في مواجهة التصحر، الذي بات يزحف على حقولهم و بساتينهم الممتدة على ضفاف الوادي من أعالي تبردقة.
هذه البساتين التي تبقى مصدر رزق سكان المنطقة من الفلاحين و المزارعين بقرى و مشاتي الزاوية و العامرة و الوندورة وصولا إلى سيار بوابة الصحراء و بمثابة مورد أساسي لتزويد سكان الولاية و ما جاورها بكل أنواع و أشكال و أصناف الفواكه عالية الجودة، تخطو خطوة نحو الجفاف و الانقراض، في ظل عجز الجهات المسؤولة على اتخاذ أي خطوة جريئة و عملية أو تصور برنامج فعال يمنع أو يحد من تقدم غول التصحر من صحراء خنشلة و من واحات نخيل قرية سيار التي تضررت نسبة كبيرة منها.
و قد ظهر العجز أو التهاون لدى المعنيين جليا، مع ما يعرف بمشروع سد الراخوش المجمد منذ اقتراحه و تسجيله و إجراء الدراسات اللازمة لإنجازه منذ أزيد من 40 سنة، دون أن يظهر للسكان أي بصيص أمل، في الوقت الذي تقدم فيه وعود في الزيارات الرسمية للمسؤولين للمنطقة، بأن حلم انجاز سد الراخوش سيخرج المنطقة من ظلمتها و سيحولها إلى ما يوصف بحدائق بابل المعلقة.
السكان في تلك القرى و البوادي المعزولة و المهمشة، التي لم تلحقها أي نفحة من نفحات مختلف البرامج التنموية التي يخلفها بعضها بعضا، دقوا ناقوس الخطر و أعلنوا صراحة عن يأسهم من تلك الوعود السرابية و الحلول و الاقتراحات و التطمينات الوهمية، بالإسراع في إحياء مشروع سد الراخوش، الذي هو في حكم الميت منذ الثلاثي الأخير من القرن الماضي و هو المشروع الوحيد الذي إن خلصت نوايا المسؤولين المحليين و المركزيين في انجازه، لحول المنطقة بأسرها إلى جنة على الأرض و مصدرا لثروة فلاحية تسد حاجة سكان الولاية و سكان ولايات الشرق بأسرها، من أطيب و ألذ وأنقى مختلف أنواع الفواكه الجبلية الطبيعية.
و أضافوا بأن موجة من النزوح و الهجرة الجماعية قادمة، في ظل النقص الفادح في المياه الموجهة لسقي بساتينهم المهددة بالزوال، فضلا عن مياه الشرب التي بدورها أصبحت عملة صعبة ومطلبا شاقا و بعيد المنال.
من جهتها الجهات المسؤولة على مستوى مديرية الموارد المائية، تؤكد على أن الدراسات التقنية المسندة لبعض مكاتب الدراسات على مستوى الجزائر العاصمة، لا تزال بصدد دراسة مشروع سد الراخوش، غير أن ما بات يشكل كابوسا لسكان الولاية بصفة عامة، هو أن كل المشاريع المعلن عنها من قبل على غرار سد الراخوش و الربط  بالسكة الحديدية، قد يصطدم في الوقت الحالي بالضائقة المالية التي تعرفها البلاد .
   ع بوهلاله

الرجوع إلى الأعلى