شلّ أمس الاثنين، العشرات من أعوان الأمن التابعين لمؤسسة الحراسة “فيجيل” الخاصة، ورشات مشروع تمديد خط الترامواي، حيث احتجوا بزواغي على عدم تلقي أجورهم.
وتجمع بداية من الفترة الصباحية العشرات من أعوان الحراسة التابعين لمؤسسة “فيجيل” للحراسة، أمام مدخل الوحدتين الرئيسيتين لشركتي “ألستوم” و”كوسيدار” بقاعدة الحياة بزواغي، حيث منعوا العمال والآليات من الخروج للعمل أو الدخول، مؤكدين لنا أن الأشغال بمختلف الورشات متوقفة بسبب الاحتجاج.
وطرح محدثونا قضية الأجور التي “لم يتلقوها لمدة أربعة أشهر”، مشيرين إلى أن مسؤولي شركتي “ألستوم” و”كوسيدار” قد أعلموهم أنهما دفعتا مستحقات الحراسة كاملة للمؤسسة التابعين لها.
واتهم الأعوان، المؤسسة بدفع أجور موظفيها الإداريين على حسابهم، في حين أوضحوا لنا أنهم احتجوا من قبل في أكتوبر ونوفمبر والأسبوع الماضي، فيما شددوا على أنهم مصممون على التصعيد من خلال قضاء الليل أمام وحدتي الشركتين، بسبب الظروف الصعبة المترتبة عن عدم تلقي الأجور رغم أنها لا تفي بالحاجة حسبهم.
واشتكى محدثونا من “النقص الكبير” في وسائل العمل، حيث أن بعض زملائهم يعملون بثياب عادية لأن المؤسسة لم تمنحهم بدلات الحراسة والأحذية، كما قالوا أنهم يتعرضون لمضايقات واعتداءات بسبب عملهم في أماكن بعيدة عن التجمعات العمرانية، بعد أن سحبت المؤسسة البنادق التي كانوا مزودين بها، ما اضطرهم إلى تربية الكلاب الضالة لحماية أنفسهم، مضيفين أن المراحيض والعديد من الوسائل غائبة، حيث يضطرون إلى قضاء حاجتهم في العراء.
وطالب أعوان الحراسة بالاستفادة من عطلهم المتأخرة لسنوات، مشيرين إلى تعرضهم لعقوبات تعسفية، فضلا عن عدم تلقيهم لتعويضات العطل المرضية، في حين طالبوا أيضا بالإدماج نظرا لأنهم يحوزون على خبرة عدة سنوات من العمل. وقد قام الأعوان بغلق مسار الترامواي حوالي الواحدة والنصف زوالا بالقرب من موقف العيفور بزواغي.
وصرح المدير الجهوي لمؤسسة “فيجيل”، رابح بوصبع، في لقاء بالنصر، أن أعوان الأمن البالغ عددهم مئتين، ستة وتسعون منهم في “ألستوم” ومئة وأربعة في “كوسيدار”، لم يتلقوا أجور شهري أكتوبر ونوفمبر فقط، مشيرا إلى أن ديسمبر لم ينقض بعد، وأضاف نفس المصدر أنه لم يتلق أجره كمدير أيضا، منبها أن “ألستوم” و”كوسيدار” قد دفعتا بعضا من مستحقاتهما بعد الاحتجاج الأخير للعمال، فيما أشار إلى أنه تحدث إلى الأعوان و وعدهم أنهم سيتلقون أجورهم لشهر أكتوبر يوم الخميس المقبل.
وقال نفس المصدر أن المراحيض في أماكن العمل تقع على عاتق الزبون وليس مؤسسة الحراسة، وأضاف أن الزبون هو من يحدد الحاجة إلى حمل البنادق في المواقع التي يختارها بعد الحصول على الموافقة من السلطات الولائية، فيما أوضح أن الأعوان المذكورين تقاضوا أجور خمسة وثلاثين شهرا الماضية بانتظام، ولم يحدث أن سجلت هذه المشاكل إلا في الفترة الأخيرة.
مدير مشروع تمديد خط الترامواي بـ “كوسيدار”، عديل عقون، أوضح للنصر أن الشركة تعاقدت مع مؤسسة الحراسة المعنية على أساس عقد مناولة، حيث تم تقديم “مبلغ مالي معتبر” لها على خلفية احتجاج العمال الصائفة الماضية، و ذلك من أجل تغطية المصاريف بعد التدخل لدى المديرية العامة لـ “كوسيدار”، ضمانا لسير الورشة في ظروف حسنة.
و أكد المسؤول بخصوص أجور شهري أكتوبر و نوفمبر أن العقد يفرض عدم تسديد الأموال إلا بعد 60 يوما من تاريخ وضع الفاتورة، و بالتالي فإن مصالحه تتعامل وفق الآجال القانونية، موضحا في الأخير أن مسألة تسديد الرواتب بشكل مباشر خارجة عن نطاق “كوسيدار” و لا تدخل ضمن صلاحياتها.                     سامي.ح/ ق.م

الرجوع إلى الأعلى