عُلم، أمس، بأن عناصر فرقة مكافحة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية أم لبواقي، باشرت، مؤخرا، تحريات أمنية موسعة، بعد الاشتباه في قيام عناصر شبكة باستعمال وصفات طبية محررة من طرف أطباء مختصين في طب العظام و المفاصل، لسحب و ترويج كميات معتبرة من الأقراص المهلوسة، ضمن شبكة يمتد نشاطها بين عين البيضاء بأم البواقي وصولا إلى عين عبيد بقسنطينة و دققت الشرطة في الوصفات الطبية المحررة واستمعت لإيفادات الأطباء الذي وردت أسماؤهم ضمن الوصفات المحجوزة والبالغ عددها بنحو 50 وصفة.
و بحسب المعلومات المؤكدة التي وردتنا، فإن التحقيقات الأمنية انطلقت عقب قيام عناصر فرقة مكافحة المخدرات بأمن ولاية أم البواقي، بتوقيف شابين ينحدران من مدينة عين البيضاء على متن سيارة سياحية وسط مدينة أم البواقي و بعد تفتيش المركبة تبين أن بحوزتهما كمية معتبرة من الأقراص المهلوسة، قاربت إجمالا ألف قرص مهلوس موزعة على 14 علبة من أدوية مخدرة، وعند مباشرة التحقيق مع الشابين قدما للمحققين وصفات طبية، محررة من طرف قرابة 50 طبيبا مختصا في طب المفاصل والعظام، على مستوى عيادات خاصة متفرقة، وأكد الموقوفين أن الكمية المحجوزة سحباها عن طريق هذه الوصفات، وذكرا للمحققين بأن من بين عمليات السحب من تمت من داخل صيدلية بمدينة عين عبيد بقسنطينة.
عناصر الشرطة دققت حينها في المواصفات الطبية بتوسيعها التحريات لتشمل عديد العيادات الخاصة التابعة لأطباء العظام والمفاصل، كما تم التدقيق مع بعض الصيدليات المشتبه بها في القضية، بعد أن اتضح وجود عدم احترام لمواعيد وفترات سحب الأدوية المخصصة لمرضى العظام والمفاصل، والتي تستعمل من طرف مدمني المهلوسات ويستثمر فيها تجار المؤثرات العقلية.
و ذكرت مصادرنا، أن الوصفات الطبية حررت بتواريخ مختلفة و الكمية التي حددها الأطباء فيها في حال تأكد سلامة الوصفات من التزوير، ليست نفسها الكمية المحجوزة، فالكمية التي وصفها الأطباء قليلة جدا مقارنة بالكمية المحجوزة التي قارب ألف قرص مهلوس، كما اتضح بأن تاريخ تحرير هاته الوصفات يرجع لأشهر وأسابيع مضت، وليس هو نفسه التاريخ الذي ضبطت فيه مصالح الأمن الشابين، وأشارت مصادرنا التي أوردت الخبر بأن الجهات المختصة ولأجل هذه التناقضات التي تنجر عن تحرير الوصفات الطبية، وقيام بعض المروجين بالتحريف والتزييف في الأرقام التي يحددها الأطباء خاصة ما تعلق بالجرعات والكميات المستهلكة، لجأت لتفعيل القانون الأخير الذي صدر بتاريخ الحادي عشرة من شهر أوت من السنة الجارية، والذي يدعو الصيدليات والأطباء لفتح سجل خاص بالوصفات الطبية التي تحوي أدوية مخدرة، على أن تسلم الوصفة للمريض ويحتفظ الطبيب والصيدلي بنسخة لكليهما، تتضمن كل المعلومات وخاصة منها اسم الدواء الذي تم وصفه والكمية التي نصح بها الطبيب لتناولها، للحد من تحويل الأدوية من الاستهلاك بالنسبة للمرضى لتقع بين يدي شبكات وعصابات الترويج، وينتظر أن تفصل الجهات القضائية على مستوى محكمة أم البواقي الابتدائية في هذه القضية، خاصة و أن جل الأطباء اعتبروا أنفسهم ضحية لهاته الشبكة.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى