شرعت مصالح الغابات بعنابة، مؤخرا، بالتنسيق مع مؤسسة الهندسة الريفية، في فتح خطوط النار على مستوى جبال الايدوغ و المواقع ذات الكثافة الغابية، تحسبا لحمايتها من حرائق الغابات خلال الموسم الصيفي 2022، موازاة مع تواصل مشاريع فتح المسالك الغابية، لفائدة ساكنة مناطق الظل بعدة بلديات، على غرار شطايبي و سرايدي. و أوضح المكلف بالإعلام في محافظة الغابات لولاية عنابة، محسن عالم، للنصر، بأن عملية فتح خطوط النار متواصلة لإنهائها قبل 20 جوان المقبل، تحسبا لأي اندلاع للحرائق مع ارتفاع درجة الحرارة، حيث تركزت الأشغال حاليا على مستوى المناطق الغابية بسرايدي و تم فتح 12 كلم من خطوط النار، عن طريق تسخير الجرافات لإزالة الأحراش و الأدغال و جعل المسلك ترابي بعرض 9 أمتار، بهدف منع انتقال ألسنة اللهب من سلسلة جبلية إلى أخرى، خاصة مع هبوب الرياح و توقفها عن المسلك الترابي المنزوع من النباتات الغابية المختلفة، كما تركزت عملية فتح خطوط النار قبالة التجمعات السكنية القريبة من الغابات، على غرار بوزيزي، عين بربر و كذا المشاتي و التجمعات السكنية بشطايبي
و العلمة و واد العنب أيضا.
و أشار المصدر، إلى تواصل مشاريع فتح المسالك الغابية، في إطار فك العزلة عن مناطق الظل، لتسهيل تنقل المواطنين و ممارسة نشاطاتهم الفلاحية و الرعوية، حيث سمحت أشغال مؤسسة الهندسة الريفية بفتح 16 كلم.
و كشف المتحدث، عن بناء برجين للمراقبة بكل من سرايدي و كذا مرتفع البوني، بهدف مراقبة و حماية الغابات من انتشار الحرائق، تسمح بتتبع النقاط التي تتواجد في ألسنة اللهب و اتجاه انتشار النار، حتى تتمكن وحدات الإطفاء التابعة لمصالح الغابات و الحماية المدنية، من وضع خطة ميدانية، اعتمادا على المعطيات التي تأتيهم من برجي المراقبة.  و يتولى برج المراقبة الأول، الكشف عن الحرائق أو محاولة إشعالها بجبال الإيدوغ الممتدة من سرايدي إلى غاية شطايبي و واد لعنب و الثاني لمسح المناطق الغابية في الجهة الشرقية للولاية بكل من عين البادرة، الشرفة، العلمة، حتى لا تنقل الرياح النيران إلى الجانبين.  من جهتها تقوم مقاطعات الغابات في عنابة، بالتنسيق مع المصالح التقنية لمديرية الأشغال العمومية، بإعادة تأهيل المناطق المحروقة لسنة 2021 و عن طريق تشجير المناطق التي أتت عليها النيران، على غرار كاف بوعصيدة ببلدية واد العنب.
و حسب إحصائيات مصالح الغابات، فقد خلفت الحرائق، الصيف الماضي، 2740 هكتارا بجبال الايدوغ في سرايدي، بالإضافة إلى 800 هكتار ببلديتي الشرفة و العلمة، كما سجلت خسائر على مستوى الغابات الواقعة ببلدية واد لعنب، تم التحكم فيها و إطفائها نهائيا بتسخير طائرات الإطفاء.
و وفقا للمصدر، فقد كانت المهمة الرئيسية خلال الحرائق، حماية السكان و عزلهم، خاصة على مستوى سرايدي مركز، بوزيزي و عين بربر، من خلال فتح مسالك ترابية لوقف تقدم النيران باتجاه التجمعات السكنية و الإطفاء بعمق الحرائق لمنعها من الانتشار.
و خلفت الحرائق أضرارا للغطاء النباتي، خاصة البلوط الفليني و بلوط الزان و الصنوبر البحري، بالإضافة إلى الأشجار المثمرة مثل الزيتون و الفواكه و كذا خلايا النحل و المواشي.  و في سياق متصل، قامت مديرية المصالح الفلاحية لولاية عنابة، بالتنسيق مع محافظة الغابات، بإحصاء السكان المتضررين من الحرائق، عن طريق تشكيل لجان ميدانية مختلطة و التنقل إلى المواقع التي أتت عليها النيران، ما سمح بتحديد القائمة النهائية للمتضررين و الشروع في تعويضهم بالأشجار، حيث انطلقت عملية الغرس شهر أكتوبر الماضي و تستمر إلى غاية شهر مارس.                   حسين دريدح   

الرجوع إلى الأعلى