ضربت موجة حر قوية ولاية قالمة يومي الخميس و الجمعة و حولت العديد من المدن و القرى إلى فضاءات أشباح بعد منتصف النهار حي تراجعت الحركة بشكل كبير على الطرقات الرئيسية و لزم السكان منازلهم في واحدة من أسوأ موجات الحرارة بالمنطقة منذ دخول فصل الصيف.  
و بلغت الحرارة خلال اليومين الماضيين 43 درجة تحت الظل بعدة مدن واقعة بحوض سيبوس بينها قالمة، بومهرة أحمد، بلخير، مجاز عمار، حمام دباغ المدينة السياحية التي كانت الأكثر تأثرا بموجة الحر الجديدة حيث تراجع نشاط الفنادق و المطاعم و المحال التجارية و تحولت فضاءات العرائس و الشلال الشهير إلى مواقع مهجورة من الحادية عشرة صباحا إلى المغرب تقريبا.   
و اشتغلت المكيفات الهوائية بكثافة خلال اليومين الماضيين داخل المنازل و الإدارات و المرافق الخدماتية الأخرى و تمكنت شبكة الكهرباء من الصمود في مواجهة موجة الحر و الاستهلاك المكثف للطاقة و هذا بعد تدعيم شبكة التوزيع بمحطات و محولات جديدة بالعديد من الأحواض السكانية التي ظلت عرضة للانقطاعات على مدى سنوات عديدة.  و تعد ولاية قالمة من بين أكثر المناطق عرضة لموجات الحر القوية بشمال الجزائر و لم تعد تختلف كثيرا عن مناطق الجنوب الكبير و أصبح سكانها متعودون على درجات حرارة لا تقل عن الأربعين في فصل الصيف.  
و يرى المتتبعون للتغيرات المناخية المتسارعة بالمنطقة بأن موقع قالمة وسط منخفض تحيط به الجبال من كل الجهات و تراجع الغطاء الغابي و كثرة السدود المولدة للرطوبة و كثافة العمران تعد من بين الأسباب الرئيسية التي جعلت ولاية قالمة عرضة لموجات الحر القوية التي أصبحت تشكل تحديا كبيرا للاقتصاد المحلي الذي يعرف تراجعا كبيرا هذه الأيام و خاصة على مستوى المشاريع التنموية الجارية بأكثر من مدينة و قرية حيث تكاد الورشات أن تتحول إلى أشباح خلال ساعات الدوام.  

فريد.غ 

الرجوع إلى الأعلى