أنهت مديرية التجهيزات العمومية بولاية برج بوعريريج، جميع الإجراءات الإدارية والقانونية، للانطلاق الفعلي في مشروع إنجاز المركز النفسي البيداغوجي النموذجي الخاص بالأطفال المصابين بإعاقات ذهنية، يعد الأول من نوعه حسب مدير النشاط الاجتماعي على مستوى إفريقيا، من حيث المرافق، ومركز الأبحاث الاستراتيجية المرتقب إنجازه، لتمكين الخبراء والباحثين من دراسة تصرفات وسلوكات هذه الفئة.
وفصلت السلطات الولائية في ملف المشروع الذي تعطل تجسيده لمدة تقارب الثلاث سنوات، بعدما وقع الاختيار على الأرضية المقابلة لسكنات عدل بالمدخل الشرقي للمدينة لتجسيده، وتعيين المقاولة المكلفة بالإنجاز، مع العلم أن الولاية كانت بحاجة لهذا المركز للتكفل الأمثل بفئة المعاقين ذهنيا، خاصة وأن المطلب بقي يتكرر في الكثير من المناسبات، وقد قُدمت مقترحات على مدار عقود لإنجازه، قبل أن يتم تسجيله في إطار برنامج صندوق الضمان والتضامن التابع لوزارة الداخلية والجماعات المحلية بمبلغ مالي قدره 25 مليار سنتيم.
وأكد مدير التضامن والنشاط الاجتماعي بولاية برج بوعريريج، في حديثه للنصر، أن الدراسة ومتابعة أشغال الإنجاز تقع تحت مسؤولية مديرية التجهيزات العمومية، في حين تتمثل مهام مديريته في ضبط برنامج خاص لتوزيع المساحات يساعد في تصميم وتوزيع مختلف المرافق، بالإضافة إلى إعداد رؤية لتسيير المرفق بناء على تجارب المراكز المتواجدة عبر التراب الوطني، والمركز النموذجي بدالي إبراهيم بالعاصمة.
ويتم إعداد دراسة شاملة عن الخدمات المقدمة والاحتياجات والنقائص، لضبطها وأخذها بعين الاعتبار، لإضافتها والتكفل بها في إنجاز هذا المركز النموذجي ببعد أفريقي، وأشار المسؤول إلى الموافقة على تجسيد مقترح إقامة مركز للأبحاث الاستراتيجية بهذه المؤسسة، لتطوير مهارات التكفل بفئة التوحد، تنجز فيها مساحات خاصة مجهزة بمعدات تسمح بمتابعة تصرفاتهم ومراقبتهم عن بعد، على أن يوضع تحت تصرف الباحثين والخبراء المتخصصين بالجامعات، لكي يتسنى لهم استنباط المهارات الجديدة في التكفل بهذه الفئة، والبحث عن العلاج المناسب والناجع لحالاتهم.
وأشار ذات المدير، إلى الحاجة الملحة وأهمية المرفق في التكفل بالأطفال الذين يعانون من إعاقات ذهنية على مستوى بلدية البرج، والبلديات المجاورة لها، في وقت لا تزال تفتقر لمثل هذه المراكز، مع وجود ثلاثة مراكز نفسية بيداغوجية متخصصة بعيدة عن عاصمة الولاية، موزعة على بلديات سيدي أمبارك والشانية ببليمور ورأس الوادي، كاشفا عن تقديم مقترح لإنجاز مركز آخر بدائرة المنصورة في الجهة الغربية للولاية.  وأوضح المتحدث أن الخدمات، لا تخص المصابين بالتوحد فقط، بل تشمل جميع الأطفال الذين يعانون من إعاقات ذهنية على غرار فئة المصابين بمتلازمة داون وغيرهم. وبخصوص إمكانية فتح أقسام للتعليم، أوضح المدير أنه ليس من صلاحيات القطاع، ويوفر على مستوى المؤسسات والأقسام الخاصة التي تنشأ بموجب قرار مشترك بين وزارة التربية و وزارة التضامن والنشاط الاجتماعي، مثلما تم اعتماده بولاية البرج، في حين تبقى عملية التكفل النفسي البيداغوجي والصحي، على مستوى هذه المراكز المتخصصة، حتى يصل الطفل لمرحلة الإدماج سواء الاجتماعي أو المهني، ففي حالة التأهيل المهني يوجه إلى مراكز التكوين والتمهين، و إذا كانت لديه قدرات التعلم يوجه إلى المؤسسات التربوية.       ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى