هلاك رؤوس المواشي بالأقاليم الجبلية بسبب البرد و الجوع  
قال مربو مواشي بالأقاليم الجبلية بقالمة بأن عشرات الرؤوس من الأبقار و الأغنام قد هلكت خلال العواصف الثلجية
 و الأمطار الطوفانية المتساقطة على المنطقة منذ نحو شهرين تقريبا، و تحدثوا عن خسائر كبيرة لحقت بصغار المربين الذين يعتمدون على الطرق التقليدية في تربية سلالات الأبقار و الأغنام المحلية.   
و حسب المربين فإن قطعان الأبقار و الأغنام قد أصيبت بالهزال و بدأت تسقط متأثرة بالبرد و الجوع في واحد من أصعب مواسم الشتاء التي تشهدها الأقاليم الجبلية بقالمة منذ سنوات طويلة.  
و عجز صغار المربين عن شراء الأعلاف بعد ارتفاع أسعارها و لم يجدوا طريقة تمكنهم من الوصول إلى مخازن تعاونيات الحبوب لشراء الشعير المدعم و قالوا بأن العملية تتطلب إجراءات إدارية طويلة و معقدة و ربما مستحيلة تماما على المربين الذين لا يتوفرون على بطاقات الغرفة الفلاحية.  
و رفع أصحاب المطاحن أسعار الذرة و النخالة و شكلوا متاعب كبيرة للمربين الذين يطالبون بإطلاق عملية واسعة تشرف عليها مديرية الفلاحة لإنقاذ ما تبقى من قطعان الأبقار و الأغنام و ذلك من خلال توفير الأعلاف و توزيعها على كل المربين دون استثناء، و تخفيف إجراءات التسليم بعدم اشتراط بطاقات المربي و الاعتماد فقط على معاينات المندوبين الفلاحيين و البياطرة شهادات إدارية خاصة تسلمها البلديات إذا اقتضت الضرورة.  
و مازال الكثير من مربي الأبقار و الأغنام بقالمة يعتمدون على طرق تقليدية مكلفة و متعبة تنطوي على مخاطر كبيرة خاصة خلال فصل الشتاء و مواسم انتشار الأمراض الفتاكة.   
و تتغذى قطعان المواشي بالأقاليم الجبلية من مراعي تتحول إلى مساحات جرداء كل شتاء و لا تستعيد عافيتها حتى يحل فصل الربيع، كما أن أغلب صغار المربين لا يملكون مستودعات دافئة و نظيفة لحماية القطعان من العواصف الثلجية و صقيع الشتاء الطويل، و قليل منهم من يملك اصطبلات و مخزون قليل من الأعلاف ينفذ قبل انتهاء فصل الثلوج و الأمطار.  
و على العكس من كوارث الأمراض الفتاكة فإن أصحاب قطعان المواشي بالأقاليم الجبلية بقالمة لا يصرحون عادة بالرؤوس الهالكة بسبب البرد و الجوع و يواجهون الوضع بصمت و حزن في انتظار مبادرة من السلطات المحلية للتخفيف من معاناتهم و بإطلاق برنامج واسع و توفير حصص من الأعلاف تذهب مباشرة للمربين غير المقيدين في سجلات المصالح الفلاحية و هم يمثلون غالبية مربي المواشي بقالمة و أكثرهم عرضة للكوارث و الخسائر التي تتكرر كل شتاء.      
فريد.غ          

الرجوع إلى الأعلى