سكان بلدية الماين بالبرج يحتجون على تأخر ربط منازلهم بالغاز
شل يوم أمس سكان بلدية الماين في أقصى الجهة الشمالية لولاية برج بوعريريج، نشاط عديد المؤسسات التربوية و العمومية و التجارية و عطلوا الحركة عبر مختلف الطرقات المؤدية إلى بلديتهم، بعد قيامهم بغلق مقر البلدية و مركز البريد و مرافق و مؤسسات عمومية و خدماتية.
كما قام سكان القرى بغلق جميع الطرقات، احتجاجا على ما وصفوه بالحالة المزرية التي يعيشونها في ظل النقائص التنموية الكبيرة، خاصة ما تعلق بتأخر ربط منازلهم بشبكة الغاز و النقص المسجل في التأطير بالمؤسسات التربوية و مطالب أخرى اجتماعية و شبانية .
و قد شهدت بلدية الماين  أمس يوم أحد أسود، شلت فيه أغلب القطاعات و توقفت حركة المركبات و السيارات عبر مختلف الطرق المؤدية إلى البلدية، بعدما قام العشرات من السكان بإحكام غلقها ما تسبب في شل حركة المرور على محاور الطرقات الرابطة بين ولايات البرج و بجاية و سطيف في أشطرها العابرة لبلدية الماين، كما تعطلت الخدمات في شتى القطاعات بعد غلق مقر البريد و مقر البلدية و منع الأولياء ابناءهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، فضلا عن اعلان أغلبية التجار عن شن إضراب شامل عن العمل.
و جاءت هذه الحركة الاحتجاجية التي لم تشهدها من قبل بلدية الماين بهذه الحدة و الإصرار، بحسب سكان البلدية للتعبير عن استيائهم من الوعود المتكررة بتحسين واقعهم المعيشي، دون أن تعرف هذه الوعود تجسيدا على أرض الواقع، خاصة ما تعلق منها بآجال استلام شبكة الغاز و دخولها حيز الخدمة، بعد تأخر في الأشغال استمر لعدة أشهر، فضلا عن شكاوي أخرى تتعلق بالنقص المسجل في التأطير التربوي و النقل المدرسي، سيما على مستوى الثانوية الجديدة التي تعاني من نقص فادح في التأطير التربوي و البيداغوجي، رغم الشكاوي المتكررة لمديرية التربية و السلطات المحلية التي لم تتحرك بحسبهم لتغطية العجز و تلبية انشغالهم الذي بقي يتكرر رغم مرور عدة أسابيع على بداية الدخول المدرسي.
و أبدى المحتجون تخوفهم من عدم تشغيل شبكة الغاز الطبيعي قبل بداية فصل الشتاء، في ظل التأخر المسجل في وتيرة الأشغال التي لازالت تعرف تباطؤا كبيرا ببعض القرى، ما ينذر بحسبهم بتأخر استلام المشروع إلى ما بعد الشتاء في وقت كان من المقرر بحسبهم إطلاق الشبكة خلال الشتاء الفارط، غير أن تماطل المقاولات فاقم من معاناتهم في جلب قارورات غاز البوتان و الاحتطاب لأجل التدفئة، مشتكين أيضا من تسبب الأشغال في تدهور وضعية الطرق و تحطيم قنوات الصرف الصحي و شبكات المياه ببعض النقاط . و طالب سكان القرى بتسجيل مشاريع تنموية من شأنها المساهمة في تثبيت السكان بالقرى و توفير ظروف الاستقرار، ومن ذلك تلبية انشغالاتهم و مطالبهم المتكررة المنادية بتسجيل مشاريع لتعبيد و تهيئة طرق القرى المتضررة على غرار الطرقات الرابطة بين مقر البلدية و قرى أقلاقال و الماجن و تكرومبالت.
كما رفع شباب المنطقة مطالب تمحورت حول إعادة بعث أشغال بناء دار الشباب التي توقفت منذ أشهر، بعد تهديم المقر القديم و إعادة بناء مقر جديد مكانها، بالإضافة إلى مطلب توفير مناصب الشغل و تسجيل مشاريع لمرافق ترفيهية و شبانية
و أبدى المحتجون إصرارا كبيرا على مواصلة احتجاجهم و شل نشاط مقرات عمومية و تعطيل مصالح المواطنين عبر مختلف الطرقات المؤدية إلى بلديتهم، رغم تدخل السلطات المحلية في محاولة لإقناعهم بالعدول عن الاحتجاج و الميل إلى الخيار السلمي في نقل انشغالاتهم من خلال الحوار، غير أنهم أصروا على عدم فض الاحتجاج إلى حين تنقل والي البرج للاطلاع على مطالبهم، مع العلم أن الوالي قام بعدد من الزيارات الميدانية لبلدية الماين، و أبدى حرصه على اتمام شبكات الغاز الطبيعي فضلا عن التعليمات الصارمة التي قدمها للمقاولات المكلفة بإنجاز مقر الثانوية الجديدة و كذا مشروع الغاز الطبيعي .
من جهته أبدى رئيس البلدية استغرابه من التصعيد في حدة الاحتجاج، مشيرا إلى استقباله لممثلين عن المواطنين عشية يوم أمس الأول و اتفاقه معهم على التنقل إلى مقر الولاية في اليوم الموالي لطرح انشغالاتهم على الوالي الذي أبدى استعداده لاستقبالهم، لكن الأمور سارت على العكس من ذلك بخروج المواطنين في احتجاجات متفرقة، تثير مقاصدها الكثير من الشكوك خاصة مع اقتراب المواعيد الانتخابية حسب ما عبر عنه المير.
و أكد رئيس البلدية أن المقاولة المكلفة بأشغال توصيل شبكات الغاز قد تعهدت بإتمام جميع الأشغال خلال شهر نوفمبر، على أن يتم اطلاق الشبكة و دخولها حيز الخدمة بعد إجراء التجارب التقنية و تركيب العدادات بالمنازل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كما طمأن سكان البلدية و القرى المستفيدة من المشروع بتزويدهم بهذه المادة الطاقوية قبل بداية فصل الشتاء، مشيرا إلى تجاوز الأشغال نسبة 85 بالمائة ببلدية الماين مركز،  و ذكر انه  لم يبق منها سوى عمليات ربط المنازل و وضع العدادات، فيا بلغت النسبة 70 بالمائة بقرية تاكرومبالت و اكتملت بصفة نهائية في بقية القرى.
أما عن المطالب المتعلقة بتهيئة الطرقات، فقد أشار ذات المسؤول إلى استقبال شكاوي المواطنين من 08 قرى لتسجيل مشاريع لتهيئة الطرقات، و هي المطالب التي تتجاوز بحسبه القدرات المالية للبلدية، مؤكدا على تسجيل مشروع لتعبيد طريق قرية الماجن على مسافة 03 كيلومترات في اطار البرامج القطاعية للتهيئة الحضرية، فيما تم إعداد بطاقة فنية لتهيئة الطريق الرابط بين الماين و قرية تاكرمبلت تم إرسالها إلى السلطات الولائية و اقتراحها في مشروع قطاعي .
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى